اليوم العالمي للسعادة وأثره العالمي

عائشة زكري

حظي مصطلح السعادة بتعريفات كثيرة، فمنهم من يرى أنها حالة باعثة على الفرح والسرور ناتجة بعد فشل أو بعد حالة إجهاد، ومنهم من يرى أنها النجاح بعينه عندما يصل المرء إلى مبتغاه.
على أن البعض يقتصر مفهموها في وجود المال الذي يشكل عنصرا محوريا في جلب السعادة، في حين يرى الواقعيون أنها تتمثل في صحة الإنسان البدنية.
ومها يكن من أمر، فالسعادة حالة من الشعور العاطفي والعقلي تتفاوت حيثياتها بتفاوت وضع المرء الاجتماعي والاقتصادي والصحي.
وفي العام المنصرم أقرت الأمم المتحدة اليوم العالمي للسعادة في العشرين من مارس، وها هو اليوم المجتمع الدولي يحتفل بأول يوم دولي للسعادة، ليجسد الترابط والمحبة والتكافل بين شعوب العالم. واكتفت برسالة مفادها أن السعادة هي الشعور بالرضا.
بينما تقول الحكمة الصينية: سعادة يوم واحد قد تتحقق برحلة لصيد الأسماك، وسعادة أسبوع في السفر، وسعادة الشهر في الزواج، وسعادة العام في الميراث، والسعادة الدائمة في إسعاد شخص آخر. وعبر الفيلسوف الفرنسي جان جاك روسو عن السعادة في جملة (السعادة تتكون من حساب بنكي جميل وطاهية ماهرة وهضم خالٍ من المشكلات). وما أحوجنا أن نرسم السعادة والابتسامة على وجوه الآخرين، وهذا، في ظني، أسمى معاني السعادة وأرقاها نبلا وخلقا للنفس البشرية.
بينما يتجلى التعريف الأشمل كما وصفه سيد الخلق أجمعين محمد عليه أفضل الصلاة والسلام لتحقيق السعادة على الصعيد المجتمعي والعالمي يتمثل بقوله: (من أصبح منكم آمنا في سربه، معافى في جسده، عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها). صدق الصادق الأمين ليس هناك من منغص لسعادة الإنسان أكثر من ضياع أمنه وعافيته وقوته.