إغلاق المحلات وقت الصلاة !

ماجد محمد العنزي

من سماحة ديننا الإسلامي ويسره على المسلمين هو أن الله لا يكلف نفسا إلا وسعها، ولا يحملها ما لا تطيق، فالله لا يكلف عباده إلا ما يستطيعون فعله، وهو القائل عز وجل : « يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر » {البقرة: 185}. ولعل هذا مدخلا جيدا للقصة التي سأرويها حول مشكلة إغلاق المحلات وقت الصلاة، بالأخص تلك التي على خطوط السفر. ففيها إثقال على المسلمين، وإرهاق لا تطيقه الأنفس.
أنا أتحدث عن أولئك الذين يسافرون باستمرار بشكل يومي أو أسبوعي، عن أولئك الذين اعتادوا دروب السفر لقضاء أعمالهم أو لوصل ذويهم ويبقون في هذه الطرق لساعات طوال. حتما لا أتحدث عمن يسافر لقضاء إجازته، فهذا يقود مركبته باستمتاع ولا يكترث لوقت وصوله، وهو يسافر مرة كل شهر أو شهرين ولا يقارن بمن ابتلي بسفر مستمر وضغوطاته المزعجة على الأرواح.
يحكى عن ( فلان ) من الناس أنه يخرج من عمله بالساعة الثالثة تقريبا، وهو يعمل في جنوب مدينة جدة و يسافر بشكل أسبوعي إلى أهله في المدينة المنورة، أي 420 كيلومتر تقريبا، وأن الانتقال من جنوب جدة إلى شمالها يتطلب أكثر من ساعة بسبب الزحام الشديد، وحين يصل إلى آخر مطعم يقدم طعاما نظيفا يفاجئ بزحام مزعج، لأن المحطة متوقفة لأداء الصلاة كما هو ظاهر، لكن الحقيقة أن العمالة مختبئة بالداخل وتستطيع أن تكتشف ذلك باستراق النظر خلف الزجاج الذي يختبئون خلفه. أي أن التوقف ليس لأداء الصلاة بل لراحة العمال وتعطيل الناس. لذلك فإن (فلان) أمام خيارين لا ثالث لهما : إما أن ينتظر ساعة ونصف في ذلك الطابور ويتناول طعامه أو أن يسافر جائعا ! خياران أحلاهما مر. إما انتظار يطيل من العمر الافتراضي لرحلتك أو جوع ينغصها. هل إغلاق هذه المحطة من التيسير على المسلمين المسافرين ؟ ديننا الحنيف رخص الصلاة والصيام ( وهما من أركان الإسلام ) على المسافر وسهلها له بقواعد وأحكام ميسرة ونحن نصعب الطعام
والزاد عليهم!.
ماذا لو اقترحت بإلزام هذه المحلات بوجود عاملين، أحدهما يصلي والآخر يخدم الناس حتى يفرغ الأول من عبادته، سوف يرفع صاحب المطعم الأسعار كما ارتفع الدجاج بمطاعم البروست. يبدو أن المواطن محاصر فعلا، إن أسرع ألتقطه ساهر وإن انتظر ضاع وقته وإن طالب بحقوقه زادت الأسعار.