ثقافتنا لا جيش يحميها ولا دستور
الاثنين / 20 / جمادى الأولى / 1434 هـ الاثنين 01 أبريل 2013 20:11
سلطان الدوسري
بعد عشرين عاما من حرب الخليج، تكشفت خسائر جديدة لم تكن محسوبة في مفردات العسكر أو الساسة، هذه المرة أكبر الخاسرين هو (الشاشة)، وتحديدا برامج الوعي والهوية الثقافية عربيا وخليجيا.
لكل حرب مرتزقة، يغنمون من بطنها أو أطرافها، وغالبا تنتهي فرصتهم مع نهاية الحرب وإرهاصاتها، عدا حرب الخليج، لأن الارتزاق من نتائجها قائم حتى الآن وبالتحديد في مجال الإنتاج التلفزيوني أحد أكبر الخاسرين الدائمين.
قبل الحرب كان الخليج موعودا بمجموعة من البرامج الإبداعية، افتح يا سمسم (ضحيتنا الأولى) ثم برنامج المناهل (ضحيتنا الثانية) فمدينة القواعد (ضحيتنا الثالثة) والأخير فيه تجسيد رائع لأدوات اللغة العربية وتحويل (الإعراب) من منهج مدرسي ثقيل إلى سيدة جميلة ساعدت مدارسنا على تخفيف (طين المناهج) بعذوبة ماء التلفاز الذي كان مصدرا للعلم، المعرفة، وثقافة التخاطب الراقي.
جثت حرب الخليج مشروع الإنتاج الخليجي المشترك وحدث فراغ كبير في خارطة البرامج والدراما الخليجية إلى حين جاء البديل مكسيكي الهوى، وتركي الفكر، أما البرامج فأصبحت نسخا مشوهة من خطوط إنتاج أوربا وأمريكا.
ذهبت شاشات التلفاز بأجيالنا إلى عالم (طيحني)، ومفردات اللغة الانجليزية المتناثرة في كل مكان، في نتائج تغريبية مماثلة لما حدث مع انتشار ماركات الوجبات السريعة، التي أصبحت ثقافة في جسد أطفالنا، ثم لاحقا ومع انكشاف الخليج على منتجات الهواتف الذكية أصبح عرب الخليج مواطنين أمريكان وأوروبيين يسكنون في قارة آسيا.
تمت استباحة أرض ثقافتنا فلا جيش يحميها ولا دستور، وكأن احتلال الأدمغة أسهل من احتلال الأرض، بسبب عدم وجود مصانع عاملة في أرض ثقافتنا قادرة على تصنيع منتجات للشاشة التلفزيونية أو أجهزة الهواتف الذكية، ويساعد في هذا الجرم الكبير شركات تضخ مليارات من الريالات لدعم البرامج المصنوعة لأقوام الغرب.
ستار أكاديمي، عرب أيدول، وغيرهما بدائل غير محمودة لمنتجات (الإنتاج الخليجي المشترك) ولن تكون أجيالنا القادمة بخير، لأن نسبة تعرضنا لتأثير الشاشات والهواتف الذكية أكبر من محاولات منابر المساجد وقدرة الأسرة على الاحتواء الهادف إلى الالتصاق بالجذور إسلاميا وعربيا.
خلاصة القول: افتقدنا برامجنا المصنوعة بأيدينا وتسممنا من برامج مصنوعة في الغرب، ونحتاج إلى قرارات سياسية وإعلامية تنقذنا من ارتداء (ثوب) وعباءات تسكن تحتها أجساد يكون قانون حياتها (الهوى والمتعة) بدلا من (العقل والحكمة).
Sultan_aldosary@hotmail.com
لكل حرب مرتزقة، يغنمون من بطنها أو أطرافها، وغالبا تنتهي فرصتهم مع نهاية الحرب وإرهاصاتها، عدا حرب الخليج، لأن الارتزاق من نتائجها قائم حتى الآن وبالتحديد في مجال الإنتاج التلفزيوني أحد أكبر الخاسرين الدائمين.
قبل الحرب كان الخليج موعودا بمجموعة من البرامج الإبداعية، افتح يا سمسم (ضحيتنا الأولى) ثم برنامج المناهل (ضحيتنا الثانية) فمدينة القواعد (ضحيتنا الثالثة) والأخير فيه تجسيد رائع لأدوات اللغة العربية وتحويل (الإعراب) من منهج مدرسي ثقيل إلى سيدة جميلة ساعدت مدارسنا على تخفيف (طين المناهج) بعذوبة ماء التلفاز الذي كان مصدرا للعلم، المعرفة، وثقافة التخاطب الراقي.
جثت حرب الخليج مشروع الإنتاج الخليجي المشترك وحدث فراغ كبير في خارطة البرامج والدراما الخليجية إلى حين جاء البديل مكسيكي الهوى، وتركي الفكر، أما البرامج فأصبحت نسخا مشوهة من خطوط إنتاج أوربا وأمريكا.
ذهبت شاشات التلفاز بأجيالنا إلى عالم (طيحني)، ومفردات اللغة الانجليزية المتناثرة في كل مكان، في نتائج تغريبية مماثلة لما حدث مع انتشار ماركات الوجبات السريعة، التي أصبحت ثقافة في جسد أطفالنا، ثم لاحقا ومع انكشاف الخليج على منتجات الهواتف الذكية أصبح عرب الخليج مواطنين أمريكان وأوروبيين يسكنون في قارة آسيا.
تمت استباحة أرض ثقافتنا فلا جيش يحميها ولا دستور، وكأن احتلال الأدمغة أسهل من احتلال الأرض، بسبب عدم وجود مصانع عاملة في أرض ثقافتنا قادرة على تصنيع منتجات للشاشة التلفزيونية أو أجهزة الهواتف الذكية، ويساعد في هذا الجرم الكبير شركات تضخ مليارات من الريالات لدعم البرامج المصنوعة لأقوام الغرب.
ستار أكاديمي، عرب أيدول، وغيرهما بدائل غير محمودة لمنتجات (الإنتاج الخليجي المشترك) ولن تكون أجيالنا القادمة بخير، لأن نسبة تعرضنا لتأثير الشاشات والهواتف الذكية أكبر من محاولات منابر المساجد وقدرة الأسرة على الاحتواء الهادف إلى الالتصاق بالجذور إسلاميا وعربيا.
خلاصة القول: افتقدنا برامجنا المصنوعة بأيدينا وتسممنا من برامج مصنوعة في الغرب، ونحتاج إلى قرارات سياسية وإعلامية تنقذنا من ارتداء (ثوب) وعباءات تسكن تحتها أجساد يكون قانون حياتها (الهوى والمتعة) بدلا من (العقل والحكمة).
Sultan_aldosary@hotmail.com