حملة خرم الإقامات

عبدالله ابو السمح

كثيرون مثلي يؤيدون اتخاذ إجراءات صارمة لحل مشكلة العمالة السائبة التي تملأ المملكة، والتي يقال إن عددها يزيد على مليوني عامل، وهذا العدد الكبير لا يشمل أعداد المتسللين عبر الحدود من القرن الأفريقي واليمن.
العمالة السائبة هم من متخلفي العمرة ومن العمالة شبه النظامية والمعروفة «بالسائبة» التي عندها إقامة ولا تعمل عند كفيلها.. فهي إما هاربة أو اشترت التأشيرة وتدفع لكفلائها إتاوة شهرية أو سنوية عند كل تجديد للإقامة، العمالة المتخلفة أو الهاربة يمكن ملاحقتها وترحيلها فورا في حملات الجوازات على أماكنها في العشوائيات أو تحت الكباري، أو ما يسمى (مواقف العمال)، فكل من ليس معه إقامة سارية يقبض عليه ويرحل فورا بدون إبطاء، ولو أبعدنا نصف مليون متخلف كل عام لاستطعنا التخلص من هذه الظاهرة ووضعها في الحد الأدنى، وهي ظاهرة متجددة كل عام من الحج والعمرة، لكن ملاحقتها والتشدد حيالها سيضعها في حدها الأدنى، تبقى المشكلة الأكثر خطورة على السعودة وهي العمالة السائبة الممنوحة إقامات نظامية وكفلاء أعطوهم حرية العمل في السوق مقابل «إتاوة»، أي مبلغ شهري أو سنوي، وهؤلاء الكفلاء هم تجار تأشيرات، ولو طبق عليهم جزاء رادع مع ترحيل العمال لتم القضاء على هذه الظاهرة في عدة سنوات مع الجدية في التنفيذ. أما هذه «الحملة» التي تجري هذه الأيام التي لا تستثني أحدا «وتخرم» البطاقات المخالفة، فقد أوجدت حالة رعب في كثير من الأعمال، وخصوصا الصغيرة والخدمية، بل إنها عطلت بعضها لاختفاء العمالة خوفا من «الخرم»، وإذا استمرت الحملة بهذه الجدية والحزم، فذلك سوف ينعكس على الأسعار بالزيادة.
المطلوب من وزارة العمل الاستمرار في الحملة، ولكن بتنظيم وتخطيط علمي، فمثلا، عليها أن تضع قائمة بالقطاعات وترتيب البدء بقطاع أو اثنين، والتي استولت عليها العمالة مثل حلقة الخضار أو الميني ماركت أو الخياطة.. أو.. أو.. مما هي الوزارة أدرى بمدى تغلغل العمالة الأجنبية غير النظامية السائبة فيها، والقابلة للسعودة، وتحريرها قطاعا قطاعا وإشغالها بسعوديين، أما هذه «الدربكة» التي حدثت يعرف الجميع أنها ستنتهي بعد أسبوع أو شهر، وترجع «حليمة لعادتها القديمة»، فالمطلوب المفيد خطة سليمة مستديمة.
للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 157 مسافة ثم الرسالة