قيمتك في المرآة

عادل المالكي

الحاجة قد تدفعنا للتغيير، والعمل أحيانا يجبرنا على أن ننفذ ما يخالف القيم، وكثيرا ما تجري الرياح بما لا تشتهي السفن، وتدفعك إلى تغيير قناعاتك قسرا لأجل تأدية عمل ما، إلا أن التجاوز كثيرا يصرف نظر من حولك عن الهدف الذي دفعك للتصرف ويجعلك عرضة للنقد.
أعني هنا ذلك الممثل الذي يتقمص دور امرأة لأداء رسالة، وتلك التي تستعير شنبا لتمثل دورا، وكأن الوسط الفني خالٍ من الرجال والنساء، وبالأمس ممثلة حلقت شعر رأسها من أجل دور في مسلسل، تساءلت: أليس شعر المرأة علامة بارزة في أنوثتها، وكان ولا يزال محط أبيات الشعراء في غزلهم!!.
إن مواكبة الأحداث ــ أيا تكن ــ لا يعني أن نخرج من عباءة القيم والأخلاق لأجل أن نكون عنصرا في مركب كبير ربما يقدمه غيرنا، كما أن البحث عن الشهرة على حساب أنفسنا لا يخولنا أن نتجاهل من حولنا؛ إذ أن الشخصية المشهورة ليست ملك نفسها ــ
كما تعتقد، بل إن من يعيشون في البيئة المحيطة شركاء أيضا في الشخصية وتصرفاتها، فمتى ما تحول الفرد إلى واجهة أصبح ملكا للجميع.
إن عدم احترام القيم يؤدي ــ في الكثير من الأحيان ــ إلى التحسس من كثير من المتغيرات، وعلى سبيل المثال أن عددا من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي والواتس أب دفع بالجهات ذات العلاقة لمحاولة منعه، والتغير في شخصيات الكثيرين على مستوى الإعلام المرئي، والإلكتروني، وأيضا الورقي دفع بالناس لتسجيل مواقف ضدهم والتحسس منهم، والشواهد كثر.. لذا، أليس من الأحرى بنا أن نتمسك بالقيم لتصلح صورنا في مرايا الآخرين.

adelalma498@hotmail.com