معركة الشهادات الوهمية
السبت / 03 / جمادى الآخرة / 1434 هـ السبت 13 أبريل 2013 20:11
شتيوي الغيثي
خرجت أسماء كثيرة بشهادات وهمية من جامعات عديدة بعضها غربية، ومن أمريكا تحديدا، وكان من ضمن قائمة أصحاب الشهادات الوهمية عدد من الأسماء الثقافية والمشايخية الذين طالما احتفل بهم المشهد الثقافي أو الديني في السعودية، سواء بمدى تأثيرهم وحراكهم الثقفي أو مدى حراكهم الدعوي.
بعض المشايخ الذين خرجت أسماؤهم من ضمن هذه القائمة كانوا ممن يتصدرون المعارك في الحرب على التيارات المخالفة، وبعضهم حرض رجلا على تطليق زوجته على الهواء مباشرة لأن لها تصرفات لم ترق للشيخ.
شيخ آخر كان يظهر في القنوات الفضائية يتهجم على التيارات الليبرالية أو التغريبية كما يسميها. آخر يتصدر المشهد الديني/ الثقافي في بعض القنوات الدينية على اعتبار أنه ممثل لمفهوم المذيع الإسلامي الناجح ليضرب في مناطق حساسة في الحراك الديني والثقافي، وهو الآن عضو مجلس إدارة في نادٍ أدبي كان من أهم الأندية الأدبية في السعودية.
من جهة أخرى خرجت بعض الأسماء الثقافية التي كان لها أثرها في تفعيل الثقافة سواء من خلال إشرافهم على ملاحق ثقافية، أو مشاركتهم الفاعلة في الوسط الثقافي.
بالطبع هناك من اعترف أنه لم يستفد من شهادته شيئا وبعضهم سحبت منه، والكثير لم يعترف بها، لكن تم السكوت عن هذه الأسماء جميعها من ناحية نشاطهم الديني أو الثقافي فمازال أصحاب الشهادات المزورة من المشايخ يمارسون نشاطهم الدعوي، ومازال أصحاب الشهادات المزورة من المثقفين يمارسون نشاطهم الثقافي، والمجتمع مازال عنده القدرة العجيبة على غفران أي أمر يطرأ من أجل من يدغدغ مشاعرهم الدينية والثقافية ليحقق لهم بعض التوازن النفسي والاجتماعي وعدم هز ثقتهم في بعض الأسماء التي طالما نظروا إليها نظرة مثالية.
أما أكبر معركة في مسألة الشهادات الوهمية هي ما فجرها الدكتور حمزة المزيني في نقده لكتاب إبراهيم التركي الذي قدم له الغذامي على اعتبار أنه من أهم الكتب التي ظهرت في الفترة الأخيرة وهو رسالة الدكتوراه للتركي أو هي امتداد لها.
لم أقف على تصريح بشيء للغذامي حتى الآن بعد هذه الكبوة. دخلت سهام القحطاني على الخط لتدبج مقالا مدائحيا للتركي في الصفحة التي يشرف عليها بوصفه مثقفا كبيرا، وإن كنا لا نشك بثقافة التركي ومدى تفعيله لجزء من الحراك الثقافي من خلال صفحته الثقافية، إلا أن القضية هنا مختلفة تماما عن كون التركي مثقفا أو غير مثقف، وإنما في شهادة وهمية أو غير وهمية.
نعم أتفق مع سهام بأنه ليس من الضروري أن تحمل (الدال) لكي تكون مثقفا ولك بصمتك الثقافية الخاصة وهذا ما يمكن أن يحسب للتركي، فهو مثقف معروف وليس بحاجة لمثل هذه الدال التي كانت سلبية عليه حينما كان يبحث لها عن إيجابية. وما ينطبق على المثقفين ينطبق على المشايخ؛ إذ ليس من الضروري أن تحمل الدال حتى تكون شيخا أو داعية في وسط اجتماعي يبجل المشايخ حتى لو كان تاريخهم تاريخ خطباء الجمعة لا أكثر.
ما يهمني في أمر تلك المعارك التي حصلت قدرة البعض على تبرير أي سلوك للإنسان حتى ولو كان الخطأ كعين الشمس كما يقال في التعبير العامي. الغذامي أخطأ خطأ فادحا حينما قدم لكتاب التركي بمقالة تبجيلية على علمه بقضية التركي مما جعل المزيني يضع مصداقية الغذامي على المحك. ما فاجأني هو دفاع الآخرين عن خطأ الغذامي وتبريره بكل ما يملكون من رؤية وتعبير!!.
قد ينظر البعض أن المسألة بسيطة، ولا تستحق كل تلك المعارك، لكن في نظري أنها تستحق تصعيدا أكثر وأكثر بحيث يتم التحقيق مع كل رجل تم اتهامه بشهادته الوهمية فإن كان الاتهام حقيقيا فلابد من اتخاذ إجراء صارم تجاه كل اسم من تلك الأسماء وإن ثبت العكس أي ثبت أن هذه الشهادات غير وهمية فيجب إظهار ذلك ببيان واضح من قبل الجهات المسؤولة حتى لا ينخدع الناس برموزهم الثقافية أو الدينية..
يجب ألا تمر قضية الشهادات الوهمية مرور الكرام؛ بل يجب كشف زيف كل من مارسها أو حتى من دافع عن بعض تلك الأسماء لأي سبب كان، كما يجب فضح أي أستاذ جامعي مارس دورا ولو بسيطا في عدم علميته، لأن ذلك يصب في مفهوم الأمانة العلمية قبل أي شيء آخر، وهي أهم مسألة من مسائل الدراسات العليا.
shtiwi7@hotmail.com
بعض المشايخ الذين خرجت أسماؤهم من ضمن هذه القائمة كانوا ممن يتصدرون المعارك في الحرب على التيارات المخالفة، وبعضهم حرض رجلا على تطليق زوجته على الهواء مباشرة لأن لها تصرفات لم ترق للشيخ.
شيخ آخر كان يظهر في القنوات الفضائية يتهجم على التيارات الليبرالية أو التغريبية كما يسميها. آخر يتصدر المشهد الديني/ الثقافي في بعض القنوات الدينية على اعتبار أنه ممثل لمفهوم المذيع الإسلامي الناجح ليضرب في مناطق حساسة في الحراك الديني والثقافي، وهو الآن عضو مجلس إدارة في نادٍ أدبي كان من أهم الأندية الأدبية في السعودية.
من جهة أخرى خرجت بعض الأسماء الثقافية التي كان لها أثرها في تفعيل الثقافة سواء من خلال إشرافهم على ملاحق ثقافية، أو مشاركتهم الفاعلة في الوسط الثقافي.
بالطبع هناك من اعترف أنه لم يستفد من شهادته شيئا وبعضهم سحبت منه، والكثير لم يعترف بها، لكن تم السكوت عن هذه الأسماء جميعها من ناحية نشاطهم الديني أو الثقافي فمازال أصحاب الشهادات المزورة من المشايخ يمارسون نشاطهم الدعوي، ومازال أصحاب الشهادات المزورة من المثقفين يمارسون نشاطهم الثقافي، والمجتمع مازال عنده القدرة العجيبة على غفران أي أمر يطرأ من أجل من يدغدغ مشاعرهم الدينية والثقافية ليحقق لهم بعض التوازن النفسي والاجتماعي وعدم هز ثقتهم في بعض الأسماء التي طالما نظروا إليها نظرة مثالية.
أما أكبر معركة في مسألة الشهادات الوهمية هي ما فجرها الدكتور حمزة المزيني في نقده لكتاب إبراهيم التركي الذي قدم له الغذامي على اعتبار أنه من أهم الكتب التي ظهرت في الفترة الأخيرة وهو رسالة الدكتوراه للتركي أو هي امتداد لها.
لم أقف على تصريح بشيء للغذامي حتى الآن بعد هذه الكبوة. دخلت سهام القحطاني على الخط لتدبج مقالا مدائحيا للتركي في الصفحة التي يشرف عليها بوصفه مثقفا كبيرا، وإن كنا لا نشك بثقافة التركي ومدى تفعيله لجزء من الحراك الثقافي من خلال صفحته الثقافية، إلا أن القضية هنا مختلفة تماما عن كون التركي مثقفا أو غير مثقف، وإنما في شهادة وهمية أو غير وهمية.
نعم أتفق مع سهام بأنه ليس من الضروري أن تحمل (الدال) لكي تكون مثقفا ولك بصمتك الثقافية الخاصة وهذا ما يمكن أن يحسب للتركي، فهو مثقف معروف وليس بحاجة لمثل هذه الدال التي كانت سلبية عليه حينما كان يبحث لها عن إيجابية. وما ينطبق على المثقفين ينطبق على المشايخ؛ إذ ليس من الضروري أن تحمل الدال حتى تكون شيخا أو داعية في وسط اجتماعي يبجل المشايخ حتى لو كان تاريخهم تاريخ خطباء الجمعة لا أكثر.
ما يهمني في أمر تلك المعارك التي حصلت قدرة البعض على تبرير أي سلوك للإنسان حتى ولو كان الخطأ كعين الشمس كما يقال في التعبير العامي. الغذامي أخطأ خطأ فادحا حينما قدم لكتاب التركي بمقالة تبجيلية على علمه بقضية التركي مما جعل المزيني يضع مصداقية الغذامي على المحك. ما فاجأني هو دفاع الآخرين عن خطأ الغذامي وتبريره بكل ما يملكون من رؤية وتعبير!!.
قد ينظر البعض أن المسألة بسيطة، ولا تستحق كل تلك المعارك، لكن في نظري أنها تستحق تصعيدا أكثر وأكثر بحيث يتم التحقيق مع كل رجل تم اتهامه بشهادته الوهمية فإن كان الاتهام حقيقيا فلابد من اتخاذ إجراء صارم تجاه كل اسم من تلك الأسماء وإن ثبت العكس أي ثبت أن هذه الشهادات غير وهمية فيجب إظهار ذلك ببيان واضح من قبل الجهات المسؤولة حتى لا ينخدع الناس برموزهم الثقافية أو الدينية..
يجب ألا تمر قضية الشهادات الوهمية مرور الكرام؛ بل يجب كشف زيف كل من مارسها أو حتى من دافع عن بعض تلك الأسماء لأي سبب كان، كما يجب فضح أي أستاذ جامعي مارس دورا ولو بسيطا في عدم علميته، لأن ذلك يصب في مفهوم الأمانة العلمية قبل أي شيء آخر، وهي أهم مسألة من مسائل الدراسات العليا.
shtiwi7@hotmail.com