بعيدا عن الجدل الشرعي والاجتماعي وانقسام الشارع السعودي والعلماء بين مؤيد ومعارض لتغيير عطلة نهاية الأسبوع من يومي الخميس والجمعة إلى يومي الجمعة والسبت، استبشرت بموافقة مجلس الشورى على الدراسة المقدمة بهذا الخصوص، نظرا لفائدة تطبيقها على اقتصادنا الوطني الذي سيتوافق مع إجازات دول الجوار، فضلا عن ربط أركان الاقتصاد المحلي بالعالمي بشكل أفضل.
ورغم تأييدي لتطبيق تلك الدراسة، إلا أن ذاكرتي بدأت ترسل أمواجا من الحنين الجارف مستحضرة بعض المواقف الجميلة المرتبطة بيومي الإجازة التي اعتدنا عليها طوال حياتنا الدراسية والوظيفية، ولم يغب عن بالي في تلك اللحظات التأملية صوت محمد عبده وهو يترنم «ليلة خميس.. طرز بها نور القمر .. شط البحر»، وتساءلت في حينها هل سنفقد الشعور بدفء هذا المقطع الشعري الجميل في حال تغيير الإجازة، وكيف سيكون إحساسنا تجاه تلك الليلة بعد إزاحتها وتحويلها من ليلة للمرح والسهر ومعانقة البحر، إلى ليلة نتأهب فيها إلى يوم عمل جديد.
أدرك بأن فنان العرب لن يغير في كلمات تلك الأغنية ولن يعيد تسجيلها لتواكب المتغيرات التي فرضتها مصلحة اقتصادية، ولكني أجزم بأن وجدان هذا الجيل سيظل متشبثا بذكرياته الجميلة مع هذه الأغنية، رغم ما ستحمله ليلة الخميس «مساء الأربعاء» في الفترة المقبلة من سكون قاتل، قد يعزلها عن أحساس الأجيال القادمة والذين سينحازون بدون شك لأغنية صوت الأرض طلال مداح «أحلى الليالي تراها ليلة الجمعة»، بل إن ليلة الجمعة ستصبح الأوفر حظا في معجم الشعراء نظرا لما يحيط ليلة السبت من محاذير شرعية في نظر البعض.


للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 406 مسافة ثم الرسالة