التعليم العالي يستثمر في تطوير الموارد البـشريــة الوطنية بـ25 جامعة حكومية و150 ألف مبتعث

حقق قفزات نوعية في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله :

خالد مقبول (جدة)

أكد الدكتور خالد بن محمد العنقري وزير التعليم العالي أن التعليم العالي حقق قفزات وإنجازات نوعية في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وتمكن بفضل الله ثم بالدعم اللامحدود والاهتمام الكبير الذي يوليه حفظه الله لهذا القطاع من تحقيق منجزات ملموسة سواء فيما يتعلق بإنشاء الجامعات داخل الوطن، أو الابتعاث، حيث قفز عدد الجامعات السعودية الحكومية من 8 جامعات إلى 25 جامعة تستوعب 97% من مخرجات التعليم العام من الجنسين (بنين وبنات) وتوزعت على جميع مناطق ومحافظات المملكة في إطار التنمية المستدامة.
كما تم الترخيص لعدد من الجامعات والكليات الأهلية في عدد مناطق لتساهم بدورها مع شقيقاتها الجامعات الحكومية في مسيرة التعليم العالي وتأهيل أبناء الوطن.
أيضا برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي الذي التحق به أكثر من 150 ألف مبتعث ومبتعثة في دول العالم وفي أفضل الجامعات وفي مختلف التخصصات العلمية.
وأضاف العنقري «ولاهتمام خادم الحرمين الشريفين بهذا البرنامج فقد أمر حفظه الله بتمديده خمس سنوات إضافية، أيضا هناك برنامج الابتعاث الداخلي في الكليات والجامعات الأهلية».


وأكد العنقري أن كل هذه البرامج والفرص التي أتيحت أمام الشباب والشابات تهدف إلى الاستثمار في المهارات التي تمكنهم من خدمة وطنهم والمساهمة بدورهم في نهضته.
حقق التعليم العالي في المملكة، كأحد أعمدة التنمية الأساسية، في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز إنجازات كبرى، وذلك على أكثر من صعيد وفي مسارات متعددة، حيث خطت الجامعات السعودية في السنوات الأخيرة خطوات متميزة، نالت بموجبها مكانة أكاديمية مرموقة، ولاتزال تطمح لتحقيق المزيد.
ويعد دعم حكومتنا الرشيدة المحرك الأول وقوة الدفع الأساسية لكل ما يشهده التعليم العالي السعودي من تطورات وإنجازات على كافة المستويات. ولئن أسهم الدعم الحكومي المالي في تعزيز هذا القطاع المهم، إلا أن الإرادة السياسية، وتحديدها لرؤية متكاملة وواضحة، وعزيمة صادقة للتطوير والتحديث تشكل العامل الحاسم في تحقيق هذا التميز وفي ظل عالم متقارب وشديد التنافسية، ليصبح الاهتمام بالتعليم العالي والاستثمار فيه ضرورة ملحة، خاصة في بلد مثل المملكة العربية السعودية تتوافر فيه كل معطيات الريادة الاقتصادية والحضارية، ويأتي في مقدمتها وجود رأس المال، وتوافر الكفاءات، وتزايد الفرص الاقتصادية وتعددها، وغير ذلك من عناصر المناخ الفاعل لتحقيق المزيد من النجاحات.
وقد تشكل هذا الحراك التطويري للتعليم العالي السعودي في منظومة ذات منهجية متكاملة توجه جهود وزارة التعليم العالي وبرامجها، عبر هدف محدد يتمثل في بناء مجتمع المعرفة والاستثمار في اقتصادياتها، انطلاقا من حقيقة مفادها أن التحدي الكبير الذي تواجهه مؤسسات التعليم العالي هو وجوب التحول المركزي في رؤيتها وأدوارها كي تصبح عناصر فاعلة ومؤثرة في تطوير (اقتصاديات المعرفة)، ولعل من أبرز ما تم في هذا الجانب إعداد خطة استراتيجية مستقبلية للتعليم الجامعي للـ25 سنة القادمة، وهو المشروع الذي اتخذ اسم (مشروع آفاق) الذي يتم بناء عليه تحديد آليات وأساليب التوسع في التعليم العالي، وفقا لمعايير دقيقة ومدروسة.
وقد حقق التعليم العالي منجزات ملموسة من خلال عدد من المؤشرات المهمة التي يمكن أن توضح حاضر هذا القطاع ومستقبله، حيث نما عدد الجامعات في المملكة من (15) جامعة عام 1425هـ إلى (32) جامعة حكومية وخاصة، كما نما عدد الكليات في المملكة من (314) عام 1425هـ إلى (452)، وتتمثل أبرز مظاهر تنمية قطاع التعليم العالي فيما يلي:

مشروعات المدن الجامعية
يأتي تدشين خادم الحرمين الشريفين مؤخرا للمراحل الأولى من مشروعات المدن الجامعية ووضع حجر الأساس للمراحل الثانية بتكلفة 81.5 مليار ريال ليؤكد الدعم الكبير والمتابعة المستمرة من قبل القيادة الرشيدة للتعليم العالي وحرصها على الاستثمار في العنصر البشري الوطني المؤهل ما يعزز النهضة الشاملة التي تشهدها المملكة.
ويبلغ عدد المستشفيات في هذه المدن (12) مستشفى، وتبلغ المساحة الإجمالية لمشاريع المدن الجامعية (112) مليون متر مربع. وهذه المدن هي كالتالي:
جامعة جازان، جامعة حائل، جامعة الجوف، جامعة تبوك، جامعة الحدود الشمالية، جامعة نجران، جامعة سلمان بن عبدالعزيز، جامعة شقراء، جامعة المجمعة، جامعة الباحة، مدينة الطالبات بجامعة الملك سعود، مدينة الملك عبدالله للطالبات بجامعة الإمام، مجمع الكليات الجامعية بشمال جدة، المدينة الطبية بجامعة طيبة، جامعة الطائف.

القبول في التعليم العالي
وفي مجال معدلات القبول والالتحاق في التعليم العالي بوصفه المؤشر الأكبر لتوسع التعليم العالي تجاوزت نسبة الالتحاق بالتعليم الجامعي نسبة 97% من خريجي المرحلة الثانوية للعام المنصرم، حيث عملت الوزارة على تلبية الطلب المتزايد على التعليم العالي، وقد بلغ عدد الجامعات 25 جامعة حكومية، وبلغ عدد الطلاب المستجدين (328674) طالبا وطالبة، منهم (79%) في برامج الانتظام، و(19%) في برامج الانتساب، و(2%) في برامج التعليم الموازي، وسوف يؤدي نشر الجامعات في مختلف مناطق المملكة إلى تخفيف الضغط على الجامعات الرئيسية، مما يدعم التنمية المتوازنة بين المناطق.

برنامج الابتعاث
كان لخادم الحرمين الشريفين يحفظه الله رؤية في بناء جيل مبني على المعرفة ومؤهل بشكل فاعل ليصبح شباب وبنات الوطن منافسين في سوق العمل ومجالات البحث العلمي ولدعم الجامعات السعودية والقطاعين الحكومي والأهلي بالكفاءات المتميزة وكان الهدف ابتعاث الكفاءات السعودية للخارج في أفضل الجامعات العالمية في مختلف دول العالم على أعلى مستوى من المعايير الأكاديمية والمهنية من خلال البرنامج وتبادل الخبرات العلمية والتربوية والثقافية وبناء كوادر سعودية مؤهلة وقادرة ومتقنة لبيئة عملها ورفع مستوى احترافيتها. ويعتبر برنامج خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للابتعاث فرصة ثمينة، وقناة حققت لأبنائنا وبناتنا طموحاتهم الأكاديمية، فكانوا سفراء لبلدهم حول العالم ومشاعل للحضارة العربية والإسلامية تضيء في العواصم العالمية حيث بلـغ عـدد المبتعثين حـتى الآن حـوالي (150) ألـف مـبتعث ومبتعثة. وقد تخرج من البرنامج منذ البدء فيه (47) ألف مبتعث و مبتعثة.

المهارات الطلابية
وأطلقت الوزارة برامج تعزيز المهارات الطلابية بهدف توجيه خريجي الجامعات نحو المنافسة والاندماج في سوق العمل من خلال خطة بمسارين، الأول: أكاديمي تخصصي، والثاني مهاري عملي. كما دعمت برنامج ريادة الأعمال بهدف تنمية التفكير الريادي، وتطوير اقتصاديات المعرفة لجعل الطالب قادرا على إيجاد الفرص الاستثمارية بدلا من البحث عن وظيفة. كما دعمت إنشاء حاضنات التقنية، لإشراك الطلاب والخريجين في تحويل الأفكار البحثية إلى منتجات ذات قيمة مادية.وفي سياق تطوير الجامعات، بلغ أعضاء هيئة التدريس في العام 1433هـ، 47997 عضوا من الجنسين في مختلف التخصصات العلمية والإنس انية والاجتماعية. كما خطت الجامعات المحلية الرئيسة خطوات كبيرة في سبيل الارتقاء بالنشاط البحثي، حيث عززت من قدراتها على القيام ببحوث أساسية وتطبيقية، والتركيز على برامج الدراسات العليا البحثية، إضافة إلى تطوير العملية الأكاديمية بحيث تكون داعمة للبحث العلمي، مع التوجه لتوسيع قاعدة المشاركة البحثية لتشمل القطاعات الإنتاجية المختلفة، وتوفير مصادر تمويلية واستثمارية لدعم هذا النشاط بما يحقق التنميتين الاقتصادية والاجتماعية.

التعاملات الإلكترونية
ولتطوير كفاءة العمليات والإجراءات الإلكترونية الداخلية، تبنت الوزارة عددا من السياسات والخطط الجوهرية، وقامت بتنفيذ مشاريع ومبادرات بهدف الارتقاء بالجودة في العمليات الداخلية، فسعت لتحقيق التحول الرقمي داخل الوزارة، والملحقيات، والجامعات، وتطبيق التعاملات الإلكترونية، وقامت باستكمال جميع معايير الجاهزية في برنامج «يسر»، وهي تقوم حاليا بإدارة جميع أعمالها من خلال منظومة إلكترونية متكاملة بين مركز الوزارة والملحقيات والجامعات، مما ييسر على المستفيدين الحصول على الخدمات على مدار الساعة، وبكفاءة وسرعة عالية.
البحث العلمي
ولأن البحث العلمي مكمل للنشاط التعليمي ورافد مهم له في الجامعات بصفته ركيزة التطور والتقدم في كل مجالات العلوم ولكونه وسيلة ترسيخ مفاهيم اقتصاد المعرفة المثلى، فقد سعت الوزارة لتعزيز دور الجامعات في خدمة البحث العلمي من خلال تطوير مراكز البحث العلمي فيها، ومن أنماط التطوير الحدائق العلمية وحدائق التقنية وحاضناتها ومنها وادي الظهران للتقنية بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن ومشروع كسب بجامعة الملك سعود، ومشروع الحديقة العلمية المتطورة بجامعة الملك عبدالعزيز.
وقد بلغ عدد الكراسي البحثية في المملكة أكثر من (200) كرسي بحجم تمويل حوالي (750) مليون ريـال.

دعم الجامعات
وفي إطار دعم جهود الجامعات ومؤسسات التعليم العالي للوصول ببرامجها إلى مستويات متقدمة، اتخذت الوزارة عددا من المبادرات النوعية التي ترمي إلى رفع مستوى الجودة في الجامعات وتمثل ذلك في ثلاثة مشروعات رئيسة، أولها مشروع تنمية الإبداع والتميز لأعضاء هيئة التدريس، وثانيها دعم إنشاء مراكز للتميز العلمي والبحثي في الجامعات، إضافة إلى ما هو معتمد لها في ميزانياتها، أما المشروع الثالث فهو الإسهام مع الجامعات في دعم الجمعيات العلمية.
من جانبه، أوضح الدكتور بكري عساس مدير جامعة أم القرى أن الجامعة تحظى مثل شقيقاتها من الجامعات السعودية باهتمام خادم الحرمين الشريفين ودعمه اللامحدود للتعليم العالي الذي شهد في عهده الزاهر تطورا كبيرا. وأضاف أن جامعة أم القرى آخذة في التوسع الرأسي والأفقي من حيث البرامج والتخصصات العلمية والأكاديمية التي تتناسب مع طبيعية المنطقة واحتياجاتها وطبيعة مكة المكرمة وخصوصيتها باعتبارها مهبط الوحي وقبلة المسلمين ويتواجد فيها جهود البحث العلمي والتطوير والدراسات المتواصلة.
كذلك تشهد الجامعة سنويا زيادة واضحة في القبول من خلال 34 كلية ومعهدا تنضوي تحت مظلة جامعة أم القرى.