زمان أول.. تحول

خالد الجار الله

* التغني بالأوهام والبكاء على الأطلال ليسا إلا منهجين يسلكهما اليائسون والمحبطون الباحثون عن قشة خلاص من شراك الفشل، إذ لن تصنع الألقاب أبطالا ولن يفلح المديح الزائف في صناعة المجد للقابعين خلف الذكريات وإنجازات الأمس، وذاك واقع تدركه الجماهير جيدا وتستوعبه حد رفضها الانعتاق إلى ماض قديم والركون إليه، فليس من أطلق على فريقه «العالمي» رضي بعالميته ولا «الملكي» رضي بواقع ناديه، وثمة فرق بين الأماني والطموحات وبينهما خيط رفيع لا يبصره إلا العاقلون الباحثون عن نجاح على أرض الميدان بعمل جاد وحقيقي، لا بـ«المكاتب» وسباق الأرقام الوهمية والألقاب المختلقة التي لن تؤتي ثمرة ولن تمتخض عنها سوى الضجيج.
* خرج النصر من موسمه بلا «نصر» جريا على عادته السنوية التي لا تلبث معها جماهيره إلا أن تستسلم من جديد للحديث عن الوعود والبناء والعمل المستقبلي، رغم أن واقع الحال هذه المرة يوحي بأن مؤشر العمل أصبح أكثر نضجا وكان له أجر المنافسة والسباق على البطولات لولا حظه العاثر الذي يضعه دائما في مواجهة الغريم الهلالي، الذي لم يعد يحلو له هو الآخر موسمه إلا أن يعيده إلى نقطة الصفر، وما من شماتة هنا، لكنه واقع فرضته سطوة التاريخ الحديث والواقع الرقمي الذي يجب على أنصار القطب الجماهيري الأصفر في العاصمة استيعابه والعمل على مجاراته، إذ أسقط الفتح كل الحجج على إدارات بطولات النفس القصير أو تلك التي تمني النفس بخروج ببطولة لإنقاذ الموسم وحققه بعد خمسة أعوام من صعوده للممتاز، فالمسألة هنا تتجاوز الأموال والتأجيج والبيانات إلى التخطيط والعمل بتركيز، بعيدا عن افتعال الأعذار وتسويقها أو ترويج الوهم بما في ذلك «مدلل التحكيم».
* الغياب القياسي للنصر عن البطولات يجب أن يحرك غيرة أنصاره ومنسوبيه وإعلامييه، بدلا من التنقيب البائس عن أكثر الأندية غيابا عن الإنجازات والبطولات، رغم الفرق الشاسع في المقارنة لاسيما عندما تقاس الفترة بالبطولات في كل موسم بعد أن أصبحت أربعا في العقد الأخير بينما كانت في السابق بطولتين فقط.