لبنان ينتظر نتائج زيارة الرئيس السوري إلى ايران

زياد عيتاني (بيروت)

تنقسم اهتمامات اللبنانيين باتجاهين أحدهما داخلي والثاني خارجي، فعلى صعيد الداخل يترقب الجميع اللقاء المنتظر الذي سيجمع خلال الساعات القليلة المقبلة رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس تيار المستقبل سعد الحريري. فيما على صعيد الخارج فان الأنظار سوف تتجه لما ستحمله زيارة الرئيس السوري بشار الأسد إلى ايران.
مصادر دبلوماسية مطلعة في بيروت اكدت لـ”عكاظ”: “ان زيارة الأسد إلى طهران ستكون المفصل في مسار المشاورات التي حصلت بين المملكة وإيران بشأن لبنان، فإما تسوية شاملة أو ذهاب إلى الفراغ الذي لن يطال لبنان فقط بل سوريا أيضاً”.
وقالت المصادر “ان إيران ترغب بالتوصل إلى تسوية وتهدئة الأوضاع في لبنان وتضييق الخناق على مسألة الفتنة والتي تلحق ضرراً واسعاً بالمصالح الإيرانية وهو ما سيجعل المسؤولين الايرانيين يضغطون باتجاه للخروج بتسوية وبخاصة حول المحكمة الدولية”. واضافت “ان طهران لا يمكنها الاستمرار بالسير على النمط السوري تجاه الازمة اللبنانية بخاصة على صعيد المحكمة الدولية التي باتت مطلباً دولياً ملحاً مع تغيير جذري بالموقف الروسي تجاهها بعد زيارة الرئيس بوتين إلى المملكة”.
من جهته عضو قوى 14 آذار النائب وائل أبو فاعور رأى أن الاتصالات لا تزال ناشطة على المستوى الإقليمي إلا انه اعتبر أنها لا تزال تصطدم بعثرة النظام السوري.وقال”ان الامر لا يزال مرهوناً بالقدرة على إجبار النظام السوري على السماح بتمرير تسوية داخلية بين اللبنانيين”.
وحول اللقاء بين النائب سعد الحريري والرئيس بري قال ابو فاعور: “ان هناك اغراقاً في التفاؤل بهذا الشأن ولا يعبر عن حقيقة ما يحصل، لافتاً إلى انه من غير المفيد إيهام الشعب اللبناني بأننا قطعنا شوطاً متقدماً في الاتصالات التي لا تزال أولية”.
و أكد على ان عنصر الإعاقة لا يزال في عدم قدرة القوى السياسية الداخلية على التنصل من حسابات النظام السوري او من الالتزامات اتجاه هذا النظام.
فيما ممثل حزب الله في الحكومة الوزير المستقيل طراد حمادة توقع أن يكون خط العودة إلى الحوار والوصول إلى تسوية أكبر من رغبة البعض في توتير الأجواء مجدداً في لبنان. وقال: “اننا لم نصغ إلى كل الخطب التي امتلأت بأسباب الاستفزاز والتوتير بقدر ما أصغينا إلى تلك الخطب والمواقف التي تريد ان تصل بالتسوية إلى الاتفاق”.
وأبدى حمادة اعتقاده بان الانفراج لن يطول وقته فهو آت”، موضحاً ان هناك استحقاقات خلال شهر مارس ومنها القمة العربية وانعقاد مجلس النواب اللبناني الذي لن يلتئم من دون ان تمثل أمامه حكومة مكتملة الشروط الدستورية. واذ امل أن نشهد تفاهماً قبل آذار .واعلن حمادة أن الرئيس بري يستطيع أن يتحدث باسمه وباسم حزب الله لكنه أشار إلى أنه عندما يكون لقاء بري والحريري مثمراً يحصل التواصل بين قيادة حزب الله ورئيس تيار المستقبل.