التربية وأوهام تطوير المناهج
السبت / 15 / رجب / 1434 هـ السبت 25 مايو 2013 19:51
سعيد السريحي
من السهل جدا أن نتحدث عن تطوير مناهج التعليم في مدارسنا، غير أنه يبدو أن من الصعب جدا أن نجد تطبيقا لهذا التطوير على أرض الواقع، ولعل ذلك هو أحد أسباب ضعف مخرجات التعليم لدينا، على الرغم مما ينفق على مشاريع تطويره، وعلى الرغم من البرامج التي أوشكت أن تحول المدارس إلى حقل تجارب يقفز فيها المسؤولون من تجربة إلى تجربة، حتى أوشكنا أن ننسى في هذا المارثون التعليم، ولم نعد نتذكر سوى التطوير.
من ملامح التطوير التي يمكن أن تحسب لوزارة التربية والتعليم إقرار مادة الحاسب الآلي، باعتباره علما من ناحية، وباعتباره وسيلة للتعلم من ناحية أخرى، وباعتبار أن التقنية قد أصبحت هي لغة العصر، بحيث أصبحت محددا لمفهوم الأمية، فالأمي هو من لا يتقن التعامل من الحاسب الآلي، ولا يعرف كيف يستثمره كوسيلة للبحث والتواصل مع المراكز الثقافية في أنحاء العالم؛ لذا يكون بالإمكان اعتبار تدريس الحاسب الآلي أبرز ملامح تطوير المناهج في التعليم.
ذلك الأمر صحيح على مستوى نظري، غير أننا حين نقف على التطبيق، فسوف تتكشف لنا حقائق مذهلة تجسد الفجوة بين الحديث عن التطوير والتطوير على أرض الواقع، وحسبنا أن نقف على ما نشر عن مأساة الثانوية الثلاثين للبنات في الدمام، والتي تطالب إدارة التجهيزات منذ ثلاث سنوات بتوفير أجهزة حاسب للمدرسة، ولم توفر لها إدارة التجهيزات حاسبا واحدا، وكانت المدرسة تكتفي بتدريس مادة الحاسب الآلي نظريا، وتتخرج الطالبات يحملن شهادة تزعم أنهن درسن مادة الحاسب الآلي ونجحن فيها وهن لم يلمسن جهازا واحدا، وذلك كمن يمنح شهادة في السباحة لمن لم ير بحرا أو نهرا أو حتى مستنقعا يمارس فيه ما تعلمه.
والمدرسة المشار إليها أنموذج لمدارس أخرى، ومادة الحاسب الآلي أنموذج لمواد أخرى تكشف لنا عن أن كثيرا من الحديث عن التطوير مجرد تنظير في الهواء الطلق، وأن على التربية أن توفر الإمكانات الكفيلة بتحقيق أهداف العملية التعليمية، وإلا فقد التعليم قيمته وبرامج التطوير مصداقيتها.
Suraihi@gmail.com
للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ،636250 موبايلي، 737701 زين تبدأ بالرمز 165 مسافة ثم الرسالة
من ملامح التطوير التي يمكن أن تحسب لوزارة التربية والتعليم إقرار مادة الحاسب الآلي، باعتباره علما من ناحية، وباعتباره وسيلة للتعلم من ناحية أخرى، وباعتبار أن التقنية قد أصبحت هي لغة العصر، بحيث أصبحت محددا لمفهوم الأمية، فالأمي هو من لا يتقن التعامل من الحاسب الآلي، ولا يعرف كيف يستثمره كوسيلة للبحث والتواصل مع المراكز الثقافية في أنحاء العالم؛ لذا يكون بالإمكان اعتبار تدريس الحاسب الآلي أبرز ملامح تطوير المناهج في التعليم.
ذلك الأمر صحيح على مستوى نظري، غير أننا حين نقف على التطبيق، فسوف تتكشف لنا حقائق مذهلة تجسد الفجوة بين الحديث عن التطوير والتطوير على أرض الواقع، وحسبنا أن نقف على ما نشر عن مأساة الثانوية الثلاثين للبنات في الدمام، والتي تطالب إدارة التجهيزات منذ ثلاث سنوات بتوفير أجهزة حاسب للمدرسة، ولم توفر لها إدارة التجهيزات حاسبا واحدا، وكانت المدرسة تكتفي بتدريس مادة الحاسب الآلي نظريا، وتتخرج الطالبات يحملن شهادة تزعم أنهن درسن مادة الحاسب الآلي ونجحن فيها وهن لم يلمسن جهازا واحدا، وذلك كمن يمنح شهادة في السباحة لمن لم ير بحرا أو نهرا أو حتى مستنقعا يمارس فيه ما تعلمه.
والمدرسة المشار إليها أنموذج لمدارس أخرى، ومادة الحاسب الآلي أنموذج لمواد أخرى تكشف لنا عن أن كثيرا من الحديث عن التطوير مجرد تنظير في الهواء الطلق، وأن على التربية أن توفر الإمكانات الكفيلة بتحقيق أهداف العملية التعليمية، وإلا فقد التعليم قيمته وبرامج التطوير مصداقيتها.
Suraihi@gmail.com
للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ،636250 موبايلي، 737701 زين تبدأ بالرمز 165 مسافة ثم الرسالة