وصوليون .. ونفعيون أيضا

احمد عائل فقيهي

في كل المجتمعات، ومنها مجتمعنا بالضرورة، هناك شريحة اجتماعية لا تقوم أهليتها وخصوصيتها إلا من قدرات خاصة ومواهب تبرز من خلالها قدرتهم على الوصول إلى الواجهة الاجتماعية واعتلاء المنصات الرسمية.. وهذه الشريحة من المجتمع لا يتعزز حضورها إلا في امتلاك وعي خاص وقدرات فردية خاصة يتم عبرها ــ أي عبر هذا الوعي الخاص والقدرات الخاصة ــ استخدام كل الوسائل والطرق من أجل تحقيق كل المآرب والغايات وكل المصالح الفردية على حساب الآخرين. بالموهبة الحقيقية يمكن أن تصل وتحقق وجودك كإنسان وكمبدع، وبتكفيرك الخلاق تستطيع أن تحقق مرادك وغايتك وما تريد أن تحلم به وتصبو إليه.. وبما تملكه من قيمة علمية ومعرفية وقدرات ذاتية، وبما تمتلكه من عقل قادر على تقديم النافع والمفيد، ذلك أن الإنسان لا يمكن أن يتم تقييمه وفحص مواهبه وقدراته إلا بنتائج ما يعمل وينتج ويبدع.
لكن ثمة شريحة في كل المجتمع لا يمكنها الإيمان بالعقل والقدرة والموهبة، إنها تؤمن باللجوء إلى الطرق الملتوية والوسائل القذرة وغير الأخلاقية للوصول إلى الواجهات الأولى والمنصات الأولى.. واستخدام كل هذه الطرق والوسائل في تحقيق هذا الطموح المريض.
لقد قلت في مقال سابق بعنوان الهرم المقلوب في المجتمع أن ليس بالضرورة أن الذين يتقدمون الصفوف الأولى هم الأفضل والأكثر علما وكفاءة ووطنية على الإطلاق، هناك من يقفون في الصفوف الخلفية وهم أكثر علما وكفاءة ووطنية.
إن ثقافة الوصولية والنفعية هي التي تسود في كثير من الأحيان وليس القدرة والمقدرة.
لنكن طموحنا يتركز ويتعزز بما نحمله من ضمير حي حقيقي ووعي وطني واجتماعي، وبالإيمان بأن الإنسان موهبة وطاقة وفعل وفعالية.
تستطيع أن تصل.. ولكن ليس على حساب الآخرين، وبطرق ووسائل أخلاقية.. لا بطرق ووسائل ملتوية ونفس مريضة وذهنية سوداء.

a_faqehi@hotmail.com


للتواصل أرسل sms إلى 88548
الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701
زين تبدأ بالرمز 203 مسافة ثم الرسالة