لمست الجرح الذي كل يوم كنت ألمسه

عادل بترجي

لست الكاتب لهذا الموضوع هذا الأسبوع، الكاتب هو أحد الذين مسهم مقال الأسبوع الماضي، حول المسؤولية الاجتماعية، تجاه الأرملة والمطلقة، والعاجز، الجرح الذي يعانيه كاتبنا كل يوم؛ فانطلق يعبر بعفوية عن مكنون نفسه ليقول للمجتمع: كم أنت ظالم لي، بادعائك الاهتمام بأمثالي ورعايتهم؟ ليقول بطريقة غير مباشرة: كم أنت منافق يا مجتمعي، بادعائك رعايتي؟ وفي الحقيقة أنت ترعى نفسك، وتروج لسلعتك، وتستغلني في ذلك. إليكم ما كتب بدون أن أعدل فيه شيئا.
«لمست الجرح اللي كل يوم ألمسه العائل الوحيد لي أرملة، ومع مرور الزمن أصبحت عاجزة الله يعينها، والبركة في أخت مطلقة بارة بوالدتها وبارة فيني تسألني وش دوري؟ أقول: دوري شاب جامعي متخرج، لم يوظفوني والسبب قرب فقداني للبصر؛ لأنني حسب قولهم غير لائق طبيا منذ 1419هـ، إلى الآن لم أجد جهة تتبنى عملية عيوني أي مسؤولية اجتماعية يا والدي؟ أنا وأسرتي الصغيرة لدينا من الأماني الكثير تعليم وتعلمنا وشهادات ومعنا، وبالأخير من يعول هموم هذه الدنيا وهمومنا أرملة لا تملك في هذه الدنيا غير عزة نفسها، أما من ناحية المسؤولية الاجتماعية، الله يخلف بس ما عندنا ها الشيء.
والدتي كادت تموت ألف مرة، وكل الجهات التي تدندن على المسؤولية الاجتماعية إعلاميا كلهم سواليف بسواليف.
ناديت لإنقاذها، وإنقاذ بصري لكن (عمك أصمخ) ما أحد رد، وبفضل رب العالمين قامت وفتحت عيونها بعد غيبوبة 6 أشهر، وبعدها قلت مستقبلي أن أبر بها لا أبغي أحد الحين يسمع لي ولا شي وإن راحت عيوني يكفيني سماع صوتها الله يقدرني أنا وأختي على برها يا رب، وكلمة المسؤولية الاجتماعية والجمعيات الخيرية والجمعيات الطبية الخيرية للأسف سواليف إعلام، والله لا أرملة ولا مطلقة ولا عاجزة، وصلها حقها ولا راح يوصل منهم شيء.
ومن أجل المسؤولية الاجتماعية ما راح أنسى طيحة أمي بين يدي بنصف الليل ومن أجل أني ما توظفت وما معي سيارة طلعت مثل المجنون بالشارع ما علي إلا ثوب النوم، وكنت أذم اليوم اللي تواصلت فيه مع جهات التوظيف والجمعيات بالله عليك هو عندنا مسؤولية اجتماعية؟ والحمد الله أنني قاربت على الانتهاء من كتابة رواية (يوميات عاطل) نثرت فيها الأولي والتالي، وجميع ما تمر فيه الأرملة، والمطلقة، والعاجز، والشاب الطموح اللي لقى كل الأبواب قفلت بوجهه، تبي الصراحة المسؤولية الاجتماعية غائبة.
يا عل عيني ما تبكيك، اتركني أنا الحين، إذا خابر جهة عندها مسؤولية اجتماعية تراي عندي أرملة ومطلقة وعاجز عندكم فزعة؟ أما أنا والله ما أبي شيء طاب خاطري كل اللي عندي نثرته بالرواية كامل وبردت كبدي. ترى عجوزي على الفراش فيه جهة تبي تزرع البسمة على وجهها؟ وعندي أخت متفوقة جامعية 9 سنوات تقدم على الخدمة المدنية من يوم كانت الوزارة طين ما أحد رد عليها فيه جهة تبي تزرع البسمة على وجهها؟ يا والدي حنا كشباب نصبر الشكوى على الله لكن ها المسكينات وين الجهة اللي تبي تعطيها حقها؟ الله يحفظك.
أتمنى منك تكتب عن الجمعيات الطبية الخيرية اللي متنا وحنا نشوف المساكين يناشدون يبون علاج وهذا ولا دورهم وينه؟ بس إعلام؟ يا كثر ما نشوف أبو متقطع قلبه على ولده يناشد بالجريدة والملايين اللي بالجمعيات الطبية الخيرية بس ديكور؟ أنا ناشدت وقربت عيوني تروح وما أحد رد لي 10سنين أناشد، لين قلت ما نبي منهم شيء، كلها ندوات وفنادق اجتماعات وتدشين وعقد اتفاقية وصار الشوف شجر ما خلصت مشاريعهم ما نبي مشاريع نبي تبرعات الأجاويد تاصل للناس بسرعة بعلاج أو وقفة صادقة مع المحتاج، جمعية خيرية للعيون تراسلهم يرسلون لك كتاب تقرأه وش أبغي بالكتاب والعيون راحت، لا تنس يا جعلك سالم تكتب عن ها لجمعيات. وعذرا ترى أسلوبي من القلب ما أعرف أزخرف الكلام والله يحفظك ودوم بخير وصحة وسلامة».
أبعد هذه الكلمات المحروقة كلام؟ اللهم قد بلغت، اللهم اشهد!


a-batterjee@althikr.edu.sa