يظل الفكر الاداري هو أهم مسببات النجاح لأي فريق عمل، عندما تكون الإدارة في المنشأة ناجحة فإن ماعداها يصبح نجاحه مسألة وقت متحققة في المدى القريب القادم، والعكس عندما لا توجد إدارة ناجحة أو متخبطة يصبح الفشل متحققا والنجاح مجرد صدف عارضة وغير مضمونة أو مستمرة، الفكر الإداري الذي لا يؤمن بالتخطيط أو لا يتعامل باحترافية إدارية مبنية على العدل والواقعية لن يقود الذين يأتمرون به إلى مرحلة نجاح تالية، الفكر الإداري الذي ما زال يؤمن بأن إدارة العمل أو المناصب الإدارية تتوزع عبر الأهواء الشخصية أو كيفما اتفق بفكر الرجل الواحد أو الشخص الواحد أثبت فشله منذ عشرات السنين على كافة الأصعدة وكافة الأحداث، الذين لا يؤمنون بالتخصص الإداري أو حتى بأهمية وضع الفريق الإداري قبل وضع فرق العمل الأخرى سيفشلون، وإن نجحوا سينجحون نجاحا طارئا لن يذهب بهم بعيدا، ولعل أبرز مثال على ذلك ما تعانيه الكثير من الأندية السعودية، التي ساهم عدم تخصيصها في جعلها تعاني ضعفا إداريا واضحا لا صوت يعلو فيه على صوت الممول أو الداعم، في أكبر مثال على إدارة أو سلطة الشخص الواحد، غياب الهيكلة الإدارية الحقيقية في الأندية السعودية ــ التي غالبا ما تكون هيكلتها تتكون من الداعم ومن لاعبين قدماء مقربين له ــ هو الذي أوصل الأندية السعودية إلى حالة من الضعف لم تشهدها من قبل، ولم ينج من ذلك سوى الأندية التي تتمتع نوعا ما باستقرار إداري مثل ناديي الفتح والشباب، ونجاح نادي الاتحاد الأخير وفوزه بالكأس لم يكن البطل فيه سوى فكر إداري أدرك مكمن الخلل فتصرف من منطلق إداري بحت فتحقق له النجاح ، قرار إداري واحد اتخذ في وقت حاسم فجلب بطولة، كذلك الحديث المستمر بأن نجومية الفتح وبطولته تكمن في فكر إدارته المميز، وهذا ما يجب أن يلتفت إليه نادي النصر السعودي إن أراد استعادة أمجاده الماضية، ليست قضية ليست قضية النصر أو علته في مستوى لاعبين أو مدرب أو التركيز على ضعف اللاعب الفلاني أو جلب لاعب في المركز الفلاني، بل عليه التركيز في رأس حربة النجاح وهو فكره الإداري، عليه تغيير إدارته أو تغيير فكرها، إذ كيف تجلب لاعبا بمبلغ 48 مليون ريال وأغلب لاعبي الفريق لم يستلموا مرتباتهم منذ عدة أشهر، كيف تجلب لاعبا بهذا المبلغ الضخم، وقد جلبت قبله لاعبا بضعف إمكانياته ولم تستفد منه «البرازيلي إلتون»، وعندما ذهب لفريق يملك فكرا إداريا استطاع أن يشكل وحده أحد أهم أسباب تحقيق نادي الفتح للبطولة، هذه علة النصر وهذا مرضه، إذ لا نصر دون فكر إداري عالٍ!.

Shammriyah76@hotmail.com