مستقبل الأرض
الاثنين / 01 / صفر / 1428 هـ الاثنين 19 فبراير 2007 19:10
عبدالله يحيى بخاري
أرجو أن تقرأ هذا المقال وأنت جالس فقط.
يقول الخبر الذي قرأته في مجلة «تايم» الأمريكية أنه بعد خمسين عاماً تقريباً سوف تنقرض الأسماك والثروة الغذائية المائية من المحيطات، بسبب الارتفاع المخيف في صيد الأسماك والضغط الهائل على الثروة السمكية، إلى جانب ارتفاع نسبة تلوث البحار والمحيطات. جاء ذلك في دراسة خاصة لبعض المتخصصين في علوم البحار. هذا خبر سيئ لقرابة خمسين في المائة من سكان العالم، الذين يجدون في مختلف الأكلات البحرية والأسماك الغذاء الرئيسي والمفضل لديهم.
خبر آخر أيضاً يقول إنه في عام 2040م (أي بعد قرابة ثلاثة وثلاثين عاماً فقط) ستكون إحدى نتائج ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية أن يذوب معظم مسطح المحيط المتجمد الشمالي خلال الصيف ويتحول من جبال جليدية إلى مياه. هذه الظاهرة بالطبع سوف تؤثر بشدة على بيئة الكرة الأرضية وترفع من مستوى سطح البحار والمحيطات وتضاعف من تكرار كارثة «تسونامي».
وقبل أيام فقط أظهرت دراسة لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة أن ذوبان الجليد قد شكل ظاهرة خطيرة في العام الماضي (2006م) وهو العام الذي يعتبر من أشد الأعوام سخونة.
وذكر التقرير أنه يجب على الحكومات أن تتحرك عاجلاً لخفض نسبة انبعاثات غازات التلوث (خاصة ثاني وأول أكسيد الكربون) التي تتسبب في ظاهرة الاحتباس الحراري الكارثية. (لاحظ أن الولايات المتحدة تنتج قرابة 25% من هذه الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري، ومع ذلك يرفض الرئيس بوش التوقيع على بروتوكول كيوتو الذي يطالب الحكومات بخفض نسبة انبعاث هذه الغازات الخطيرة).
وإذا أضفنا إلى هذه المعلومات كذلك بعض الأمور الثابتة التي نعلمها عن هذا العالم، سيصبح الموقف أكثر كآبةً. فهناك مثلاً الزيادة المضطردة في تعداد سكان الكرة الأرضية، وهم الآن قرابة ستة بلايين ونصف البليون نسمة، يزدادون كل عام بأكثر من مائة وستين مليون مواطن عالمي جديد. فقد بدأ الانفجار السكاني على هذه الأرض منذ بداية الثورة الصناعية في أوروبا (1760م)، و يزداد منذ ذلك الوقت بصورة مضطردة، وسيتضخم مثل كرة الثلج المتدحرجة من قمة الجبل.
وهذا بالطبع سوف يضيف ضغطاً هائلاً على جميع الموارد الطبيعية للكرة الأرضية مثل الماء والغذاء والهواء والسكن والأرض الصالحة لحياة الإنسان.
وقد بدأ العالم يشعر بالفعل أن هناك نقصاً متصاعداً بشكل مخيف في المياه العذبة ومصادرها في جميع أنحاء العالم، حتى إن الكثير من المفكرين يتوقعون أن يكون سبب الحروب القادمة بين الأمم في المستقبل القريب هو الماء و السيطرة على منابع ومصادر المياه.
ثم نأتي إلى النفط (البترول)، وهو في الوقت الحالي على الأقل المصدر الرئيسي للطاقة، وعامل مشترك في عدد هائل من الصناعات. هذه المادة الحيوية (النفط) سينتهي مخزونها الطبيعي في العديد من دول العالم مثل أمريكا والنرويج وبريطانيا وغيرها خلال أقل من خمسين عاماً فقط. ثم بعد ذلك بقليل سينتهي معظم احتياطي البترول في العالم كله، وستكون آخر الدول المنتجة للنفط هي المملكة العربية السعودية والعراق والكويت.. فقط.
ماذا يعني هذا كله؟ لاشيء إن كنت يا عزيزي القارئ قد تخطيت الثلاثين من العمر (مثلي)!؟ فنحن ومن هم أكبر منا سناً سنكون قد انتقلنا إلى عالم آخر قبل أن تحدث كل هذه (البلاوي).
ولكن قد يشهد أحفادنا نهاية الحياة على هذا الكوكب ونهاية الحضارة البشرية كما نعرفها اليوم، ربما ليبدأوا حضارة أخرى جديدة لا نعلم شيئاً عنها الآن، ولا عن ملاحمها الجديدة أو عن الكوكب الذي ستنشأ عليه الحضارة القادمة في هذا الكون.. أي شيء.
فإذا أردت الاستثمار لصالح حفيدك، عليك الإسراع لشراء قطعة أرض على سطح المريخ (خاصة أن أسعار الأراضي في جدة قد أصبحت فوق متناول اليد)، والله المستعان.
dr_ayb@yahoo.com
يقول الخبر الذي قرأته في مجلة «تايم» الأمريكية أنه بعد خمسين عاماً تقريباً سوف تنقرض الأسماك والثروة الغذائية المائية من المحيطات، بسبب الارتفاع المخيف في صيد الأسماك والضغط الهائل على الثروة السمكية، إلى جانب ارتفاع نسبة تلوث البحار والمحيطات. جاء ذلك في دراسة خاصة لبعض المتخصصين في علوم البحار. هذا خبر سيئ لقرابة خمسين في المائة من سكان العالم، الذين يجدون في مختلف الأكلات البحرية والأسماك الغذاء الرئيسي والمفضل لديهم.
خبر آخر أيضاً يقول إنه في عام 2040م (أي بعد قرابة ثلاثة وثلاثين عاماً فقط) ستكون إحدى نتائج ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية أن يذوب معظم مسطح المحيط المتجمد الشمالي خلال الصيف ويتحول من جبال جليدية إلى مياه. هذه الظاهرة بالطبع سوف تؤثر بشدة على بيئة الكرة الأرضية وترفع من مستوى سطح البحار والمحيطات وتضاعف من تكرار كارثة «تسونامي».
وقبل أيام فقط أظهرت دراسة لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة أن ذوبان الجليد قد شكل ظاهرة خطيرة في العام الماضي (2006م) وهو العام الذي يعتبر من أشد الأعوام سخونة.
وذكر التقرير أنه يجب على الحكومات أن تتحرك عاجلاً لخفض نسبة انبعاثات غازات التلوث (خاصة ثاني وأول أكسيد الكربون) التي تتسبب في ظاهرة الاحتباس الحراري الكارثية. (لاحظ أن الولايات المتحدة تنتج قرابة 25% من هذه الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري، ومع ذلك يرفض الرئيس بوش التوقيع على بروتوكول كيوتو الذي يطالب الحكومات بخفض نسبة انبعاث هذه الغازات الخطيرة).
وإذا أضفنا إلى هذه المعلومات كذلك بعض الأمور الثابتة التي نعلمها عن هذا العالم، سيصبح الموقف أكثر كآبةً. فهناك مثلاً الزيادة المضطردة في تعداد سكان الكرة الأرضية، وهم الآن قرابة ستة بلايين ونصف البليون نسمة، يزدادون كل عام بأكثر من مائة وستين مليون مواطن عالمي جديد. فقد بدأ الانفجار السكاني على هذه الأرض منذ بداية الثورة الصناعية في أوروبا (1760م)، و يزداد منذ ذلك الوقت بصورة مضطردة، وسيتضخم مثل كرة الثلج المتدحرجة من قمة الجبل.
وهذا بالطبع سوف يضيف ضغطاً هائلاً على جميع الموارد الطبيعية للكرة الأرضية مثل الماء والغذاء والهواء والسكن والأرض الصالحة لحياة الإنسان.
وقد بدأ العالم يشعر بالفعل أن هناك نقصاً متصاعداً بشكل مخيف في المياه العذبة ومصادرها في جميع أنحاء العالم، حتى إن الكثير من المفكرين يتوقعون أن يكون سبب الحروب القادمة بين الأمم في المستقبل القريب هو الماء و السيطرة على منابع ومصادر المياه.
ثم نأتي إلى النفط (البترول)، وهو في الوقت الحالي على الأقل المصدر الرئيسي للطاقة، وعامل مشترك في عدد هائل من الصناعات. هذه المادة الحيوية (النفط) سينتهي مخزونها الطبيعي في العديد من دول العالم مثل أمريكا والنرويج وبريطانيا وغيرها خلال أقل من خمسين عاماً فقط. ثم بعد ذلك بقليل سينتهي معظم احتياطي البترول في العالم كله، وستكون آخر الدول المنتجة للنفط هي المملكة العربية السعودية والعراق والكويت.. فقط.
ماذا يعني هذا كله؟ لاشيء إن كنت يا عزيزي القارئ قد تخطيت الثلاثين من العمر (مثلي)!؟ فنحن ومن هم أكبر منا سناً سنكون قد انتقلنا إلى عالم آخر قبل أن تحدث كل هذه (البلاوي).
ولكن قد يشهد أحفادنا نهاية الحياة على هذا الكوكب ونهاية الحضارة البشرية كما نعرفها اليوم، ربما ليبدأوا حضارة أخرى جديدة لا نعلم شيئاً عنها الآن، ولا عن ملاحمها الجديدة أو عن الكوكب الذي ستنشأ عليه الحضارة القادمة في هذا الكون.. أي شيء.
فإذا أردت الاستثمار لصالح حفيدك، عليك الإسراع لشراء قطعة أرض على سطح المريخ (خاصة أن أسعار الأراضي في جدة قد أصبحت فوق متناول اليد)، والله المستعان.
dr_ayb@yahoo.com