قصائد منادي في الجنادرية تتبلور تحت «تحليل نقدي نفسي»

الامسية الختامية غصت بالحضور والمحبين

قصائد منادي في الجنادرية تتبلور تحت «تحليل نقدي نفسي»

حزام العتيبي (الرياض)تصوير:عبدالعزيز اليوسف

اختتمت فعاليات الثقافية في مهرجان الجنادرية الثاني والعشرين بأمسية شعرية كان فارسها صاحب السمو الامير الدكتور الشاعر سعد آل سعود قدم الامسية استاذ علم النفس المشارك بجامعة الملك سعود الدكتور سلطان بن موسى العويضة بتحليل نقدي نفسي. وقال الدكتور سلطان  في ورقته: ان قصائد منادي شكلت جزءا من ذاكرتي النفسية وشاركتني في العديد من محطات العمر وكانت انيسا وجليسا وسميرا في ساعات كثر.. ولفت الى ان للنشأة الكريمة والتربية الاصيلة والسجايا الحميدة التي تلقاها منادي في عرين والده دورها في خلق هذه الروح وذلك الطبع وتلك الرقة الممزوجة بالانفة التي طالما قرأناها في نصوص فضاءات «منادي» باذخة الجمال.واضاف: منادي.. شاعر عقلاني حين يأتي دور العقل.
منادي.. شاعر حالم يبحث عن مثل وقيم نتمناها ونتعشقها.
عادة ما يأخذنا الى عوالم مليئة بالحب نابضة بالصدق مفعمة بالوفاء..
منادي... شاعر يشكل الوطن جل هويته وتشكل الانثى روحها.. هذا التمازج مؤشر على مقدار تلك الكينونة التي تعتمره من اخمص قدميه حتى مفرق رأسه لقد شدت بكلماته «موحدين» الفنان الكبير الراحل طلال مداح يرحمه الله لقد تغني في «ديرة المجد» ونقل احساسه عبر صوت فنان العرب محمد عبده وتغنى «في وطن الشمس» عبر صوت الفنان عبدالمجيد عبدالله وتغنى «براية العز» عبر صوت الفنان راشد الماجد.
اذن فالانثى هي الطرف الآخر الذي يجاور ويحاور منادي الانثى الام الانثى الاخت الانثى الابنة الانثى الشريك الانثى الارض والانثى الحياة والانثى القصيدة.
يقول منادي:
انا انسان مع نفسي قبل لا اكون معك انسان
ولي مبدأ ولي نظرة وتحكمني قناعاتي
من خلال هذا البيت نستطيع ان نقتبس من نبراس هذا الشاعر قبسا من اليقين باننا امام شاعر ملتزم يمثل الشعر منهجا يختزل شخصيته العابقة بباقات المثل والقيم التي يفتقدها الاخر في هذا الزمن الصاخب بضجيج المصلحة والانا والتكاثر.
اذن فالشعر بالنسبة لمنادي ليس ترفا وليس مدخلا للتفريج عن النفس ولا بابا لقتل الوقت ولا دهليز للحصول او للوصول.
يقول منادي:
حبيبي لا تذكرني كفاك الجرح تذكيري
انا الغلطان ساعدني اكفر غلطة ايامي
يجسد هذا البيت شفافية الشاعر داخل الانسان على الرغم مما يكتنف الشاعر عادة من انفة وعناد وقساوة طبع الا اننا عادة ما نفاجأ بتلك الكف الرقيقة الحنون التي يمدها منادي بشفافية ليصافح بها ارواحنا قائلا نيابة عن ضمائرناوعن فحولتنا وعن ذكورتنا بقوله ايتها الانثى:
انا انا وانا حبيبك خذلتك
لا تنتظري من باقي الناس يوفون
ويقول في بيت آخر:
انا لا جيت اسولف عن شعوري
وانا ادري رغم كل الشوق ما مريت في بالك
ثم نعود الى ما أسلفنا من قوله:
أنا انسان مع نفسي قبل لا أكون معك انسان
ولي مبدأ ولي نظرة وتحكمني قناعاتي
الأنا تعني لدينا نحن معشر النفسانيين النرجسية، الفوقية، الاستحواذية، والانانية لكنها في حالة منادي -كما في الأبيات الآنفة الذكر تعني شيئا آخر مختلفا تماما، تعني الايثار، التضحية، الاعتراف بالخطأ، الندم، تقدير الآخر.... فيا.. لهذه... الأنا.
ومن النصوص التي القاها منادي (عين الرضا) التي يقول في مطلعها
تصور.. ما رضت عين الرضا بعد الجفا تبكيك
تخاف الدمع يغسل صورتك وتغيب من عيني
حبيبي لو رحل صوتك بعيش الحاضر بماضيك
صدى الذكرى ولا واقع يفرق بينك وبيني
وكذلك قصيدة (فراغ عاطفي) التي يقول فيها:
ما دام ما به شي يربطك فيني
تلقين من يشغل فراغك بدالي
يومين تجفيني ويوم تجيني
يا هونها عندك.. جفاي ووصالي
اجاملك.. على الأقل جامليني
أما اسئلي في غيبتك او تعالي
وكذلك قصيدة (ما قلت لك) التي قال فيها:
ما قلت لك.. لا تذكري طاري البعد
خليني اشعر بالفرح في حضورك
لا صرت ابيكي في الوصل.. ليلة الصد
وش عاد يبقى من ليالي سرورك
وقد تفاعل الجمهور الذي غصت به جنبات قاعة الملك فيصل مع قصائد منادي وحضرها اضافة الى ضيوف مهرجان الجنادرية عدد من الأمراء والاعلاميين والشعراء من بينهم الشاعر الدكتور صالح الشادي الذي عبر عن اعجابه بقصائد منادي واصفا شعره بالسلس والعذب وشخصيته باللطيفة والهادئة اضافة الى الاعلامي جابر القرني وعدد من المهتمين بالشعر الشعبي وحظيت الأمسية بتغطية اعلامية واسعة.