المساعدات الأمريكية أقوال وجنيف 2 مشروع مؤجل

مؤكدا أن المملكة داعمة رئيسية للشعب السوري .. مستشار رئيس الحكومة المؤقتة لـ عكاظ:

محمود عيتاني (بيروت)

أكد مستشار رئيس الحكومة السورية المؤقتة وائل مرزا أن مؤتمر جنيف 2 لن ينعقد إلا بتحديد الهدف منه وهو تنحي بشار عن السلطة، مشيرا إلى أن المساعدات الأمريكية ضعيفة جدا وتكاد تكون رمزية أكثر من حقيقية، موضحا أن الجيش الحر لا يطالب سوى بصواريخ يتمكن عبرها من فرض حظر جوي. وقدم شكره لقيادة المملكة الحكيمة التي دعمت الثورة منذ البداية بمواقفها الصريحة والجريئة. وشدد على أن ما حدث في القصير معركة وليس نهاية حرب وأن الثورة السورية لن تطول أكثر. وفيما يلي نص الحوار:


• بعد معركة القصير والبيان البارد لمؤتمر الثماني، إلى أين يتجه مصير مؤتمر جنيف 2 ؟
مصير مؤتمر جنيف 2 معلق بمجموعة قضايا مصيرية ولا يمكن البت فيها من الآن لأن ثمة أجندة يجب أن تكون واضحة وبسبب الخلافات التي تدور حول هذه الأجندة وعلى الهدف من هذا المؤتمر بحد ذاته بدأ بالخلافات بين روسيا وأمريكا وصولا إلى خلافات بين رؤية المعارضة والائتلاف الوطني تحديدا وبين رؤية روسيا إلى هذه القضية بالإضافة إلى معرفة هوية المشاركين بالمؤتمر فهذه القضايا لم يبت فيها لذلك كل هذه المعطيات تشير إلى أن المؤتمر الدولي مؤجل على المدى المنظور خاصة أن ضرورة تنحي الأسد يجب أن يكون أحد محاوره.
• حذرت موسكو من أنها لن تسمح بإقامة منطقة حظر طيران فوق سورية، كما أن الحلف الأطلسي نفى إدراج موضوع الحظر على جدول أعماله حاليا .. ما تعليقك على موضوع الحظر الجوي ؟
يعتبر موضوع الحظر الجوي أقرب إلى التهريج فلا يوجد في سورية من يطالب بحظر جوي بالطريقة التقليدية كل الكتائب على الأرض وأفراد الجيش السوري الحر يطالبون فقط بتزويدهم بصواريخ أرض جو والأسلحة المناسبة وسنفرض بأنفسنا منطقة حظر جوي. النظام يستعمل سلاح الجو لإبادة الشعب السوري ويجب إيقاف ذلك.
• إلى أي مدى يعتبر تسليح المعارضة من قبل الولايات المتحدة حقيقيا ؟ وما هو نوع السلاح المقدم ؟
حتى الآن التصريحات الأمريكية أكثر من الأفعال بكثير فثمة نوع من التأكيد على أن التسليح المقدم من أمريكا هو ضعيف جدا ويكاد يكون رمزيا أكثر من حقيقي.
• مواقف المملكة الإيجابية المتكررة تجاه سورية وخاصة مطلبها الأخير بمنع تزويد النظام بالسلاح والمقاتلين من أجل وقف العدوان على الشعب السوري .. كيف تنظرون إليها ؟
منذ اللحظة الأولى للثورة السورية والمملكة كانت متميزة وثابتة بمواقفها على كافة المستويات بدعمها للثورة ومطالب الشعب السوري سواء على المستوى الحكومي أو على المستوى الشعبي سياسيا ومعنويا وإغاثيا. فموقف المملكة يأتي في إطار المواقف الإيجابية السابقة من الثورة السورية وبالتالي نشكر حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز والشعب السعودي على مواقفه المشرفة كما ندعوهم إلى القيام بالمزيد لأن المملكة تعد مرجعا أساسيا في حسم القضية السورية في القريب العاجل بإذن الله.
• أكد الرئيس المصري محمد مرسي أن بلاده قطعت علاقتها مع سورية، وكذلك رفضها للتدخل الخارجي في سورية .. كيف تقرأون هذا الموقف ؟
نشكر مواقف الرئيس مرسي حول ما يجري في سورية ونعتبره خدمة كلامية أكثر منه شيئا عمليا ونشكر الشعب المصري على استقباله أعدادا من المهاجرين السوريين، لكن في الواقع ثمة أشياء كثيرة تستطيع مصر تقديمها على المستوى السياسي والدبلوماسي وما نزال ننتظر من مصر أن تقوم بدورها بشكل يزيد من مكانتها.
• أكد الرئيس الإيراني المنتخب حسن روحاني رفض التدخل الخارجي في سورية .. برأيك هل سيتبدل موقف إيران مع الرئيس الجديد ؟
المواقف الأولية للرئيس الإيراني روحاني ليست مشجعة فباعتقادنا أن الشعب الإيراني بحد ذاته أرسل رسالة إلى القيادة الإيرانية بأن هناك حاجة إلى التغيير بكثير من المجالات وان إيران بصدد الذهاب إلى تهديد حقيقي لوجودها فنحن على أمل أن يكون في النخبة الإيرانية من يستمع إلى صوت العقل وترجحه وأن تغير موقف إيران بشكل كامل فلننتظر الأيام المقبلة.
• كيف تسير الأوضاع ميدانيا في ريف حلب خاصة بعد حشد النظام وحزب الله قواته فيها ؟ وهل نحن ذاهبون إلى قصير 2 ؟
المعلومات الميدانية تقول ليس هناك إعادة سيناريو القصير فالكتائب في حلب وريفها يجمعون صفوفهم واستعدادات كبيرة، ما حصل في القصير هو معركة وليس نهاية حرب وهذه قضية معروفة فالقصير كانت مشروع تنكيل ولكن استراتيجيا لا يمكن التركيز على معركة واحدة وتحديد مصير الحرب منها فما حصل بعد القصير قلب المعادلة بشكل كبير ومن ضمن ذلك ما سيجري مستقبلا، لذلك نؤكد أن الأمر أخطر بكثير بالنسبة للنظام وحلفائه من أن يحاولوا أن يقوموا بمثل هذا الفعل لأن هناك تهديدا استراتيجيا كبيرا للمنطقة من الخليج إلى تركيا.
• الأزمة السورية تمر بتجاذبات مختلفة خارجية وداخلية .. إلى متى سيطول عمر الثورة السورية ؟
الشعب السوري خرج منذ اللحظة الأولى بالثورة وهو على علم أن النظام الذي يواجهه هو أبشع نظام سياسي موجود على هذه الأرض، وأثبت بعد سنتين والآن في السنة الثالثة إصراره على الاستمرار والصمود بوجهه ولو كانت هناك أية نية للتراجع لتوفر مؤشرات على الأرض توحي بذلك لكن على العكس تماما فالشعب السوري مصمم على الوصول إلى نهاية الأزمة بإسقاط النظام وقيام دولة سورية التعددية الجديدة والآن ثمة مؤشرات ميدانية وسياسية ومعنوية على الأرض توحي بأن الموضوع لن يطول أكثر .