كيري يستمع لصوت الحق

أنور ماجد عشقي

تظل المملكة شريكا سياسيا للولايات المتحدة الأمريكية وكثير من دول العالم، فلم تعد تؤخذ قرارات دولية تخص الشرق الأوسط إلا بالتشاور معها، وذلك لمكانة المملكة في المجتمع الدولي، وللسياسة الحكيمة التي تتبعها، لهذا جاء كيري لزيارة المملكة لساعات ست التقى خلالها بوزير الخارجية الأمير سعود الفيصل، مما يؤكد أن طابع الحوار السياسي الشامل مع المملكة. وتخشى الولايات المتحدة من سعي إيران في تدويل النزاع كما تخشى على سورية التفكيك.
لقد أكدت المملكة خلال هذه الزيارة عدم مشروعية هذا النظام الذي رفض مطالب شعبه بتحقيق العدالة، ورفع الظلم، ومطالبة المجتمع الدولي بإيقاف العنف ضد شعب أعزل، ظل يتظاهر سلميا لمدة ستة أشهر وأمام القتل والإبادة، اتخذ الشرفاء من الجيش السوري موقف الدفاع عن الشعب بما لديهم من أسلحة شخصية.
ولما تبين للعالم أن هذا النظام استخدم كل الأسلحة لإبادة شعبه ولم يتورع عن استعمال أسلحة الدمار الشامل لقتل شعبه في خمس مناطق قرر أصدقاء سورية تسليح الشعب للدفاع عن نفسه وهو حق مشروع في العرف الدولي.
لقد طالب الأمير سعود الفيصل بعد أن استنفدت المملكة كل السبل لإقناع النظام السوري بوقف هذه المجازر والدمار، ولم يجد ذلك نفعا، كما تبين للمملكة أن النظام السوري لم يعد يملك القرار وأن سورية أصبحت مستعمرة لبعض الدول والميليشيات حث الأمير سعود الفيصل المجتمع الدولي بسرعة إصدار قرار دولي واضح لا لبس فيه يمنع تزويد النظام السوري بالسلاح الذي يقتل به شعبه.
لقد أخذ الشعب السوري يواجه هجوما من الجانبين النظام الظالم والغزو الخارجي وهذا يتطلب موقفا حازما وتحركا دوليا سريعا.
إن السكوت عن هذا الإجراء سوف يغري كثيرا من الأنظمة بممارسته مع شعوبها، كما أغرى من قبل العنف الذي واجهه الشعب الشيشاني من قتل ودمار النظام السوري لهذا تقرر أن يتحمل المجتمع الدولي مسؤولياته، فالشعب السوري لن ينسى الذين قتلوا أبناءه ودمروا دياره.