سوق الليل.. تاريخ يحكي ذاكرة الأجيال
انطلق منه أغلب فناني مكة وكتابها وشعرائها
السبت / 20 / شعبان / 1434 هـ السبت 29 يونيو 2013 01:51
محمد فطاني (مكة المكرمة)
هو جزء من حارة سوق الليل، يطل عليه جبل خندمة من الجهة الشرقية، وهناك تقع البقعة المباركة التى ولد فيها نبي الأمة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وبجانب هذه البقعة من الجهة الجنوبية يقع جبل أبي قبيس المطل على الصفا.. إنه سوق الليل الذي كثيرا ما يتردد على ألسنة المكيين وتشحن ذاكرتهم منطقة هي الأعرق في مكة المكرمة وهي المكان الذي شهد ولادة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ليصبح في وقت من الأوقات مركزا اقتصاديا لمكة المكرمة شكل ملامح فترة شهدها «سوق الليل» الذي كان يجاور بيت الله الحرام، من حراك اجتماعي وثقافي.
وأبت النهضة العمرانية التي تشهدها العاصمة المقدسة حاليا، إلا أن تجعل السوق ذكرى تاريخية لا يفضل المكيون نسيانها، حيث أزيل موقع السوق قبل سنوات قليلة، ليكون ضمن مشاريع توسعة المسجد الحرام، ولكن رغم اندثاره إلا أن المكيين أصروا على عدم نسيانه، وأصبحت مساحة التوسعة التي تقبع مكان السوق، يستدل بها أهل مكة على توسعة سوق الليل، وهذا دليل على تواتر ذكره على مر العصور بين المكيين.
يقول الدكتور فواز الدهاس أستاذ التاريخ في جامعة أم القرى، إن هذا السوق كان يسمى الحي الذي يوجد فيه باسمه، ويوجد فيه المكان الذي ولد فيه الرسول صلى الله عليه وسلم، وهو موقع مكتبة مكة المكرمة حاليا، كما يوجد فيه الموقع المعروف حتى عهد قريب بـ«مقراة الفاتحة»، وكان في الحي مسجد تاريخي بني قبل مئات السنين. ويتذكر الدهاس زمنا كان يزور فيه هذا السوق عندما كان في صباه هو وأقرانه، يلهون بين جنباته وحول أسوار محاله التجارية، وكم كانت لهم مواقف ظريفة في هذا السوق.
وحي سوق الليل من أقدم أحياء مكة المكرمة، ويطلق عليه أيضا شعب علي، وقد اختلفت الروايات حول سبب تسميته بهذا الاسم، وتشير الأقاويل التاريخية إلى أن سبب التسمية يعود إلى طبائع الناس حيث كانوا لا يبدأون نشاط البيع والشراء في السوق إلا بعد صلاة العصر، ويستمر بعض باعة السمن والعسل حتى بعد المغرب ويمتد إلى جزء من الليل حيث يوقدون السرج والفوانيس لزبائنهم، حتى أن بعض الباعة لا يأتون إلى الموقع إلا بعد المغرب، وهذا من الأمور غير المعتادة عند الناس في ذلك العهد حيث ينتهى يوم العمل بغروب الشمس، ولأن هذا السوق خالف المعتاد فاشتهر بذلك وسمي بسوق الليل.
وكان السوق أيضا حاضنة فنية بحد ذاته، فمنه انطلق أغلب فنانو مكة وكتابها وشعراؤها، حيث كان السوق مصدر الإلهامات الفنية، حين تشتعل مساءاته وتضيء فوانيسه بتجمعاتهم على إيقاعات مكة المكرمة الفنية، ولعل من أبرزها فن الصهبة الذي كان الأشهر وقتها.
تظاهرة فنية
أوضح إبراهيم خفاجي شاعر النشيد السعودي (أحد أبناء سوق الليل) أن كثيرا من الحراك الفني والاجتماعي اختص به سوق الليل حيث كان موعدا للمسامرات الفنية، وملتقى فنيا يتحول بأهازيج شعرائه وفنانيه إلى تظاهرة فنية حقيقية تؤصل تواجد أبناء مكة القديم الحديث على خريطة الفن السعودي، فمنه انطلقت أغلب التعاونات الفنية القديمة لفناني مكة المكرمة الذين اشتهروا وقتها.
وأبت النهضة العمرانية التي تشهدها العاصمة المقدسة حاليا، إلا أن تجعل السوق ذكرى تاريخية لا يفضل المكيون نسيانها، حيث أزيل موقع السوق قبل سنوات قليلة، ليكون ضمن مشاريع توسعة المسجد الحرام، ولكن رغم اندثاره إلا أن المكيين أصروا على عدم نسيانه، وأصبحت مساحة التوسعة التي تقبع مكان السوق، يستدل بها أهل مكة على توسعة سوق الليل، وهذا دليل على تواتر ذكره على مر العصور بين المكيين.
يقول الدكتور فواز الدهاس أستاذ التاريخ في جامعة أم القرى، إن هذا السوق كان يسمى الحي الذي يوجد فيه باسمه، ويوجد فيه المكان الذي ولد فيه الرسول صلى الله عليه وسلم، وهو موقع مكتبة مكة المكرمة حاليا، كما يوجد فيه الموقع المعروف حتى عهد قريب بـ«مقراة الفاتحة»، وكان في الحي مسجد تاريخي بني قبل مئات السنين. ويتذكر الدهاس زمنا كان يزور فيه هذا السوق عندما كان في صباه هو وأقرانه، يلهون بين جنباته وحول أسوار محاله التجارية، وكم كانت لهم مواقف ظريفة في هذا السوق.
وحي سوق الليل من أقدم أحياء مكة المكرمة، ويطلق عليه أيضا شعب علي، وقد اختلفت الروايات حول سبب تسميته بهذا الاسم، وتشير الأقاويل التاريخية إلى أن سبب التسمية يعود إلى طبائع الناس حيث كانوا لا يبدأون نشاط البيع والشراء في السوق إلا بعد صلاة العصر، ويستمر بعض باعة السمن والعسل حتى بعد المغرب ويمتد إلى جزء من الليل حيث يوقدون السرج والفوانيس لزبائنهم، حتى أن بعض الباعة لا يأتون إلى الموقع إلا بعد المغرب، وهذا من الأمور غير المعتادة عند الناس في ذلك العهد حيث ينتهى يوم العمل بغروب الشمس، ولأن هذا السوق خالف المعتاد فاشتهر بذلك وسمي بسوق الليل.
وكان السوق أيضا حاضنة فنية بحد ذاته، فمنه انطلق أغلب فنانو مكة وكتابها وشعراؤها، حيث كان السوق مصدر الإلهامات الفنية، حين تشتعل مساءاته وتضيء فوانيسه بتجمعاتهم على إيقاعات مكة المكرمة الفنية، ولعل من أبرزها فن الصهبة الذي كان الأشهر وقتها.
تظاهرة فنية
أوضح إبراهيم خفاجي شاعر النشيد السعودي (أحد أبناء سوق الليل) أن كثيرا من الحراك الفني والاجتماعي اختص به سوق الليل حيث كان موعدا للمسامرات الفنية، وملتقى فنيا يتحول بأهازيج شعرائه وفنانيه إلى تظاهرة فنية حقيقية تؤصل تواجد أبناء مكة القديم الحديث على خريطة الفن السعودي، فمنه انطلقت أغلب التعاونات الفنية القديمة لفناني مكة المكرمة الذين اشتهروا وقتها.