توظيف المرأة في الهيئة خطوة إيجابية لحل مشاكل كثيرة

فيما رأى بعضهم عدم قدرتها على العمل الميداني.. أكاديميون لـ «عكاظ»:

منى الشريف (جدة)

اختلفت آراء عدد من الأكاديمين حول طبيعة الأدوار التي يفترض أن تضطلع بها المرأة في عملها بهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فرأى البعض أن يقتصر عملها على الوظائف الإدارية وتجنيبها مشقة العمل الميداني بحجة أنها لا تمتلك مؤهلاته أو أنها قد تزيد من معاناة بنات جنسها بسبب الدراية بشؤونهن، بينما ذهب البعض الآخر إلى أن اقتحام المرأة للعمل الميداني سيحل أزمة كبيرة في تعامل رجال الهيئة مع المرأة لاسيما في الأماكن التي لا يسمح للرجال بالدخول إليها كمدارس البنات والجامعات والأماكن النسائية العامة، «عكاظ» بسطت أبعاد توظيف المرأة في هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على الأكاديميين في تفاصيل الاستطلاع التالي:
بداية رأى عضو مجلس الشورى السابق الدكتور محمد آل زلفة، أن عمل النساء في الجهاز الإداري لهيئة الأمر والمعروف والنهي عن المنكر له ثماره شريطة أن يكن متخصصات في العلوم الاجتماعية والنفسية حتى تفصل في قضايا الجانيات أو المتظلمات، وحول عملها الميداني قال: «لا أتصور أنها تستطيع أو تتمتع بقدرة الحركة والقيام بمسؤولية المحتسب وأتوقع أن تمثل عبئا على الهيئة في هذا الجانب، وربما تضيف إلى ما تتعرض له المرأة من مضايقات من بعض المحتسبين»، وأضاف: «المرأة أكثر دراية ببنات جنسها وربما تزيد من معاناتهن وتكون أكثر تشددا من الرجل المحتسب في أمر الالتزام في الحجاب بطريقة معينة»، وأوضح أن رجال الهيئة يفترض أن يراقبوا قضايا أكثر أهمية من طريقة لبس العباءة وتغطية الوجه، وتساءل ماذا نتوقع من وجود المرأة في المجمعات النسائية أو العائلات؟ هل ستقبض على المشتبه بهن وتركبهن باص الهيئة؟
من جهتها، اعتبرت الدكتورة سميرة سنبل أستاذ بجامعة المؤسس، أن تقلد المرأة لهذه الوظيفة سيحل أزمة كبيرة في التعامل مع النساء في مجالات يصعب على الرجل دخولها كمدارس البنات والجامعات والأماكن النسائية العامة، والكشف عنها ومهمة المحتسبات الأساسية الكشف عن الأخطاء، وأبانت أن المرأة في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم كانت تعمل في الحسبة وتتابع سير البضائع السليمة من الخربة وتكشف الفاسد منها، وملاحظة المحلات والأشياء الممنوعة.
من جانبها، قالت الدكتورة هتون أجواد الفاسي: «هذه الخطوة إيجابية نطالب بها منذ زمن وأطالب بأن تكون مشاركة المرأة في اتخاذ القرار مباشرة ولا يكون دخولها لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مجرد توظيف أوالدخول لمحلات النساء فقط بل أن تكون في رأس الجهاز الإداري المركزي تعد الدراسات والحلول»، ورأت أن تستثمر خريجات الشريعة في هذا المجال لاسيما أن عددهن بالآلاف، وطالبت بالاهتمام بالموظفات وتحسين مستوى آدائهن من خلال دورات في فن التعامل مع الجمهور تضمن عدم انزلاقهن إلى ما وقع فيه زملاؤهن من الرجال من معاملات سلبية.