ذمة الشيخ واتس

ياسر سلامة

وصلتني رسالة عبر الواتس اب تدعو الى مقاطعة منتجات وبضائع الدول الغربية التي ينتج فيها الافلام الرخيصة البائسة اليائسة للنيل من سيدنا الرسول عليه وعلى اله وصحبه افضل الصلاة واتم السليم ..
الرسالة وغيرها من مثل هذه الرسائل في العادة تكون مليئة بالمعلومات التي يفتقد الانسان العادي القدرة على التأكد من صحتها ومصداقية محتواها، وقد تكون هذه المعلومات قديمة او بمعنى اخر الرسالة وما تحتويه قديمة ولمناسبة او حدث قديم ..
وايا كان ذلك فمن اسوأ البدع هو احتواء الكثير من هذه الرسائل على التهديد والوعيد والعذاب في الدنيا والاخرة لمن لم يقم بإعادة ارسال هذه الرسائل وتوزيعها ونشر ما تحتويه، لا شك ان الغيرة على الدين والرسول صلى الله عليه وسلم واجب شرعي ودلالة على صدق إخلاص وايمان المسلم، وهذا لا يمكن ان يكون او يختصر في اعادة ارسال رسالة بظن صاحبها انها الطريقة الوحيدة لنصرة الدين ..
الرسالة التي نقلها الي أحد الاصدقاء الفضلاء كانت مذيلة وبالنص (إذا ما عندك احساس على عرضك ودينك اتركها ولا ترسلها بس لا تدعي من ربي يستر عليك وعلى اهلك)، فيتبين من رسالة كهذه انتشرت بين الناس عبر الواتس وعلى ذمة كاتبها ان من ليس لديه احساس على عرضه ودينه يترك الرسالة ولا يرسلها، ومن لم يقم بارسالها لا يحق له دعاء ربه الستر عليه وعلى اهله ..
يتجرأ ويتمادى البعض بترويج رسائل كهذه بحسن نية لا يصاحبه وقفة وتأمل وعدم تسرع، فالواتس من اسهل واخطر ادوات التواصل الاجتماعي ووجوده وتوفره في اليد جعله الأكثر انتشارا وتأثيرا.
وليتنا لا نتعجل ونمارس قليلا من الكياسة والحصافة قبل اعادة ارسال ما يأتينا عليه وفي كثير من الاحيان هي رسائل لها اغراض غير بريئة، وكثير من هذه الرسائل تحمل احاديث ضعيفة وموضوعة وقصصا واسرائيليات لأنبياء ورسل ما انزل الله بها من سلطان، فذمة الواتس كبيرة وواسعة وما عليها رقيب ولا حسيب.
اخيرا لو تخيل الواحد منا ان ما ينشر ويوزع من رسائل تحمل معلومات مغلوطة عنه، هل كان يرضى بهذا النشر ..
وهل يساهم ويحث ويساعد على نشر هذه المعلومات، ليتنا نعامل الناس بما نحب ان نعامل، وليت حساباتنا وتدقيقنا لأنفسنا نمارسه لغيرنا، ليت ذلك.