سأل صديقي صديقه أمامي هل لديك عمل إضافي غير عملك الحالي ؟ فأجابه نعم لدي دخل آخر من عمال أكفلهم ويعملون في العمران ويأتون مع نهاية كل شهر ويعطوني (المقسوم) ويقصد به مبلغا من المال مقابل كفالته لذلك العامل أو أولئك العمال فقد تداخلت معهما وقلت وهل هذا المال الذي تقتطعه منهم حلال أم حرام ؟! فقال «حلال» فأنا الذي أحضرتهم وبذلت مجهودا حتى استحصلت لهم على إقامة لكي يتمكنوا من العمل في المملكة فهذا مجهودي ولا بد أن أحصل على مقابل !!.
وسؤالي هنا هل هذا المال المقتطع من عرق هؤلاء العمال حلال أم حرام ؟! وأتمنى أن يكون الحكم «حرام»، فهذا رأيي المقتنع به جدا فذلك إهدار لكرامة كل منهما الكافل والمكفول.
الموضوع الآخر هو حكم المال الذي يأتي لأصحاب الكازينوهات والمقاهي والمطاعم التي تقدم خدمة «الشيش والمعسل» وهل المال المكتسب منهما حلال أم حرام فإذا علمنا أن الدين يجرم ويحرم كل ما يضر النفس البشرية يأتي السؤال الثاني هل المعسل والشيشة تضر الصحة أو النفس البشرية ؟؟!! والجواب المثبت صحيا أنها تضر الصحة ضررا حتميا وتسبب الأمراض .. فهل بيعهما والحصول على ربح من هذا البيع حلال أم حرام ؟! وإذا كانت حراما فلماذا يصرح ببيعها ؟!..
أتمنى أيضا أن يكون حكم ذلك حراما لأن قناعتي الشخصية التي لن أتنازل عنها أن فيها ضررا وكل ما له ضرر حرام.
وهنا أستغرب تماما كيف ترتضي الجهات المختصة السماح لنفسها بمنح تصاريح تضر بالصحة وبالمال العام حيث تدفع الدولة مليارات الريالات لمعالجة المتضررين من تعاطي التدخين بجميع أنواعه.
تلك ازدواجية في النظرة والمعايير تصيب الانسان بالذهول.. ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.


Email:nalmahana@gmail.com