مدمن تائب: نجوت من الموت المحقق مرتين

مدمن تائب: نجوت من الموت المحقق مرتين

خالد البلاهدي «الدمام»

لامست حافة الموت المحقق وأنا في حالة اللاوعي بسبب الإدمان على المخدر، فكتب الله لي النجاة والتوبة في آن واحد بعد أن تهشم جسدي بالكامل.. هكذا بدأ الشاب (أ. ع) ذو الـ23 ربيعا حديثه لـ«عكاظ»، واستطرد بالقول «نجوت من الموت مرتين، الأولى عندما تناولت جرعة زائدة من المخدر، والثانية عندما تعرضت لحادث مروري أليم في مدينة الخبر ونتج عنه وفاة رفيقي، عندها أعلنت توبتي وأقلعت عن تناول السموم».
وكان (أ. ع) مثل بقية أقرانه حريص على مستقبله، والتحق بالمدارس حتى وصل للصف الثالث المتوسط، عندها بدأت نقطة التحول الكبرى في حياته عندما تعرف على شخص يروج للمخدرات اصطاده خارج مدرسته، حتى انتهى به المطاف في السجن، ومن هناك إلى منزل منتصف الطريق بمجمع الأمل للصحة النفسية بالدمام.
وعن توبته وإقلاعه عن تناول السموم، قال «وقع لنا حادث شنيع في الخبر أنا والشخص الذي عرفني على المخدرات، بعد مطاردتنا من قبل دورية أمنية ونحن في حالة تعاطٍ وبحوزتنا كمية من المخدرات كنا ننوي تسويقها، وبسرعة عالية تتجاوز 180 كلم اصطدمت مركبتنا بسياح حديدي أعلى جسر الراشد باتجاه العزيزية بالخبر، ونتج عن الحادث وفاة صديقي وأنا نقلت للمستشفى ومكثت فيه ثلاثة أشهر، عقبها أعلنت توبتي والتخلص من العادة السيئة الحالة واستبدالها بحالة أكثر هدوءا واستقرارا».
وبين المدمن التائب أنه تخلص من السموم في مجمع الأمل بالدمام ويقيم حاليا بصفة مستمرة في منزل منتصف الطريق، حيث وفرت له إدارة المستشفى وظيفة مناسبة.
وقال «جربت كافة أنواع المخدرات، وتم القبض على لحيازتي 27 (روش)، وهو نوع من أنواع المخدرات، بالإضافة إلى كمية من الهيروين، وخرجت بعد انقضاء المحكومية، ثم عدت إلى المروجين أغسل ملابسهم ودورات المياه في منازلهم لتوفير المخدر، فلم أجد من كل ذلك إلا الذل والمهانة».
إلى ذلك، بين مدير منزل منتصف الطريق بالمجمع يوسف اليوسف أن علاج مدمن مادة الهروين المخدرة يتطلب الإشراف الطبي المباشر؛ بسبب حصول أعراض الانسحاب المزعجة، والتي غالبا ما تعالج باستخدام أدوية لعدة أيام. ويضيف «تراود مدمني الهروين رغبة شديدة لاستخدامه بعد التوقف، خصوصا لمن استخدمه لمدة طويلة، وقد يصعب التوقف دون علاج؛ لذا يجب على المدمن زيارة أحد المراكز المخصصة لعلاج الإدمان كمستشفيات الأمل التي تقدم خدماتها على مدار الساعة، وسيتم تقييم حالته من قبل الطبيب المختص الذي يحدد طريقة العلاج، إما بالتنويم وهو الأرجح، أو من خلال المتابعة بالعيادات الخارجية».
وزاد اليوسف «يتم العلاج بسرية تامة، ولا يتم مخاطبة جهة العمل أو تزويدهم بتقارير عن المتعافي، الذي يخضع لبرامج علاجية وإرشادية وحزمة من الفعاليات والأنشطة اليومية».