استخبارات خارجية خططت ومجموعة محلية نفذت

حداد وطني وإجراءات أمنية مشددة بعد تفجيري طرابلس .. مصادر خلال التحقيقات الأولية لـ«عكاظ» :

استخبارات خارجية خططت ومجموعة محلية نفذت

زياد عيتاني (بيروت)

كشفت مصادر مطلعة في بيروت لـ «عكاظ» أمس أن التحقيقات الأولية في تفجيري مسجدي السلام والتقوى في طرابلس وصلت إلى خيوط مهمة يمكن الاستناد إليها في الانطلاق نحو الجهة التي تقف خلف هذا العمل الإرهابي.
وأضافت المصادر لـ «عكاظ» عملية التفجير لا بد أن يكون قد خطط لها جهاز استخباراتي محترف خاصة أن المتفجرتين حصلتا في توقيت واحد واختيار الهدفين ورمزيتهما لم يأت من دون قراءة استخباراتية.
وتابعت المصادر، «الكاميرات المنصوبة حول جامع السلام وتحديدا بمحيط اللواء أشرف ريفي قدمت مادة دسمة للتحقيقات لمت المرجح حتى الآن أن مجموعة من داخل مدينة طرابلس متورطة في التفجيرين بشكل أو بآخر».
في المقابل وفي سياق التحقيقات، نفت حركة «التوحيد» في بيان لرئيس مكتبها الإعلامي أمس نفيا قاطعا أن يكون قد أوقف أيا من عناصرها أو مشايخها على خلفية تفجيري طرابلس الإجراميين، وطالبت بإنزال أقسى العقوبات بكل من يثبت ضلوعه بهذا العمل الإجرامي المروع.
فيما أكدت أوساط طرابلسية لـ «عكاظ» أن قوة من «فرع المعلومات» في الشمال قامت فجر أمس الأول (الجمعة) بدهم منزل الشيخ أحمد الغريب (40 عاما) في منطقة المنية وتوقيفه على خلفية تفجيري طرابلس، وأشارت إلى أن الغريب مُكلّف من قبل رئيس مجلس قيادة حركة «التوحيد» الشيخ هاشم منقارة بمتابعة أحد الملفات العالقة مع النظام السوري.
في هذه الأثناء لا يزال التوتر الشديد يخيم على شوارع مدينة طرابلس حيث كثف الجيش اللبناني السبت دورياته في طرابلس، فيما شوهد مسلحون مدنيون أمام المساجد في كبرى مدن شمال لبنان التي شهدت تفجيرين دمويين الجمعة أسفرا عن سقوط 45 قتيلا و280 جريحا بحسب حصيلة جديدة.
وبدت المدينة التي تعج عادة بالناس، مشلولة وشوارعها مقفرة مع حركة سير خفيفة فيما أغلقت المتاجر أبوابها في يوم الحداد الوطني الذي أعلن في كافة أنحاء البلاد ومراسم تشييع الضحايا وأقفلت المتاجر أبوابها. وعمدت عائلات عدة إلى تشييع ضحاياها ليلا بسبب تشوه الجثث التي كان بعضها محترقا. وقالت أجهزة الأمن إن الكثير من الجثث المتفحمة لم يتم التعرف على هوياتها بعد.
كما أغلق الجيش موقعي الانفجارين وواصل أمس رفع الأنقاض وسحب هياكل السيارات المحترقة، وكانت القوى الأمنية توقف وتفتش كل سيارة مشبوهة.
وجاب جنود راجلون ومدرعات شوارع المدينة ذات الغالبية السنية حيث وقع تفجيران بسيارتين مفخختين الجمعة أمام مسجدين ما تسبب بأضرار كبرى.
من جانبه اتهم تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي حزب الله اللبناني بالوقوف خلف تفجيري مسجدي في مدينة طرابلس بشمال لبنان وأسفرا عن عشرات القتلى، متوعدا الحزب بأنه سينال «القصاص العادل»، وتوعد تنظيم القاعدة حزب الله بالرد عقابا له حسب بيانه.