سوق للفتوى

ياسر سلامة

كتبت مقالين عن الواتس اب تحت هذه الزاوية، كان آخرها قبل أسبوعين تحديداً وبعنوان ذمة الشيخ واتس..
وقناعتي أن برنامج الواتس اب من أهم وسائل الاتصال وأسرعها وأسهلها على الإطلاق (على الأقل إلى الآن) لأنه ببساطة متوفر في يد الغالبية العظمى من حملة الهواتف الذكية..
وما ينشر على الواتس من أخبار وأقوال ومفاهيم ومعلومات وحكم وعبر وقصص وأحاديث وإسرائيليات وتفسير لآيات قرآنية وإلى آخره مما ينشر في الغالب ليس له أصل أو فصل ولم يمر على رقيب أو خبير أو مدقق مختص أو مفحص، فهي إن جاز لنا أن نسميها معلومات سوق وكل من هب ودب يستطيع التأليف والفتوى في هذا السوق الذي لا يمكن أن يدعي أحد المسؤولية أو السيطرة عليه..
سوق الواتس وما يحتويه من معلومات مفبركة أو مغلوطة أو حتى صحيحة لا يجب المساهمة فيه إلا بقدر من التأني والتردد والتأكد قبل نشر وتسويق ما يرسل فيه لأن أغلب ما يطرح في الواتس اليوم هي رسائل أو معلومات دينية وهدفها في العادة كسب الأجر بالدعوة والتبليغ والتوعية، ومن هذا الباب استغلت عاطفة الكثير من الناس في نشر مجموعة من الأحاديث والقصص والإسرائيليات الضعيفة، وفي بعض الأحيان قد لا يكون طرح هذه الأحاديث المثبت علمياً ضعفها أو الموضوعة من باب الصدفة ولكن للترويج لفكر يعمل أصحابه بآلية وخطة ليكون مع الوقت ما يطرحونه من المسلمات والعقائد غير القابلة للتشكيك..
وبوجود الشيخ جوجل يستطيع اليوم من يرغب في إعادة نشر رسائل الواتس وبالأخص الدينية منها التأكد من صحة ومصداقية محتواها بالطرق العلمية ومن مواقع مختصة مشهود لها وفي دقيقة أو دقيقتين فيحفظ بهذا الجهد المتواضع دينه وذمته ويكون بإذن الله تعالى ممن أمر بمعروف ونهى عن منكر.