سعود الفيصل: استخدام النظام السوري السلاح الكيماوي يحتم ردا دوليا حازما

خلال رئاسته اجتماعات اللجنة السعودية ــ المغربية المشتركة

سعود الفيصل: استخدام النظام السوري السلاح الكيماوي يحتم ردا دوليا حازما

واس (جـدة)

دعا صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية المجتمع الدولي إلى اتخاذ موقف حازم وجاد لوقف المأساة الإنسانية للشعب السوري، وقال في كلمة خلال انعقاد أعمال اللجنة السعودية ــ المغربية المشتركة للتعاون الثنائي في دورتها الثانية عشرة في جدة أمس، إن رفض النظام السوري لكل المحاولات العربية المخلصة والجادة، ورفضه للتعاون مع كافة المبادرات، وإصراره على المضي قدما في غيه، وارتكابه المجازر المروعة بحق شعبه وأبناء جلدته، خصوصا بعد استخدام السلاح الكيماوي المحرم دوليا في مجزرة ريف دمشق الأخيرة، معتبرا أن هذا الأمر بات يتطلب موقفا دوليا حازما وجادا لوقف المأساة الإنسانية للشعب السوري، خصوصا وأن النظام السوري فقد هويته العربية، ولم يعد ينتمي بأي شكل من الأشكال للحضارة السورية التي كانت دائما قلب العروبة.
وأضاف، أن اجتماعنا اليوم، يعتبر نقطة مضيئة، وأنموذجا لما يجب أن تحتذي به العلاقات العربية ــ العربية ، إلا أننا وللأسف الشديد بدأنا نشهد العديد من الأزمات والظروف المؤسفة والمؤلمة التي تعيشها بعض دولنا وشعوبنا العربية، بعضها نابع من الداخل، وكثير منها ناتج عن التدخل السافر في شؤوننا وقضايانا العربية؛ وذلك في وقت سخر لنا الله فيه كل إمكانات التعاون والتكامل فيما بيننا التي تؤهلنا لإدارة شؤون أوطاننا وإدارة قضايانا بسواعدنا.
وتابع: إننا وأمام هذا الواقع المؤلم مطالبون اليوم أكثر من أي وقت مضى الوقوف صفا واحدا لمواجهة هذه التحديات الجسيمة، وصيانة أمن واستقرار أوطاننا وحماية مقدرات شعوبنا. والعمل جديا على منع التدخل الخارجي في شؤوننا سواء على المستوى الوطني، أو على المستوى القومي.
وعبر سموه في المقابل عن الارتياح البالغ لما تشهده مصر الشقيقة من عودة للهدوء والأمن والاستقرار؛ وذلك في إطار الجهود الجادة للحكومة المصرية الانتقالية، والمستندة على خارطة المستقبل السياسي الذي رسمته لعودة الحياة الدستورية، وبمشاركة كافة القوى والتيارات السياسية دون استثناء، وهو الأمر الذي يبعث على الأمل في عودة مصر لممارسة دورها الإقليمي والدولي الهام.
وأضاف، أنه مهما تعددت القضايا والأزمات في المنطقة العربية، إلا أن القضية الفلسطينية تظل هي قضية العرب الأولى، ولا ينبغي أن تغيب عن جهودنا الرامية إلى إيجاد الحل العادل والدائم والشامل المستند على مبادرة السلام العربية ، لتحقيق أهداف إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. وعليه فإن نجاح مفاوضات السلام الفلسطينية ــ الإسرائيلية المستأنفة مؤخرا، مرهون بالدرجة الأولى بالتزام إسرائيل بعملية السلام ، وبمبادئه وأسسه القائمة على مبادئ الشرعية الدولية وقراراتها والاتفاقات المبرمة، والكف عن سياساتها اللامشروعة والأحادية الجانب ، وعلى رأسها الاستمرار في بناء المستعمرات، وتوسيع القائم منها.
وحول العلاقات السعودية ــ المغربية قال سموه «لابد لي أن أنوه أيضا بتطور حجم التبادل التجاري بين البلدين الذي شهد زيادة بنسبة 20% ، إضافة إلى استمرار مساهـمة الصندوق السعودي للتنمية في تمويل (40) مشروعا إنمائيا في المملكة المغربية الشقيقة ومنذ العام 1978م حتى اليوم، كما يسرني أن أشيد بأحد أبرز محطات التعاون بين البلدين من خلال إنشاء المشروع الحكومي المشترك للشركة السعودية ــ المغربية للاستثمار الإنمائي ، وبرأس مال قدره (800) مليون درهم مغربي».
وأضاف، أن مسيرة التطور الكبير والهائل الذي يشهده بلدانا وفي كافة المجالات لا يمكن أن تخطئها العين، خصوصا في المسارات السياسية والاقتصادية والاجتماعية ، وقد كان وما زال هدف هذا التطور الإنسان ، ومحوره البناء والنماء ، ودافعه طموح قيادتينا وتوجيهاتهم الكريمة، ووقوده تطلعات شعبينا لحاضر ومستقبل آمن مستقر ومزدهر.
وقال: إن هذا الواقع البناء، يضع هذه اللجنة أمام تحد كبير ومسؤولية متعاظمة لمواكبة هذا التطور السريع والشامل في تعزيز العلاقات الثنائية؛ وذلك بالسير على نفس النهج وبنفس الزخم والوتيرة المتسارعة، ومضاعفة الجهد لمقابلة طموحات وتطلعات قيادتينا وشعبينا، خصوصا في ظل الإرادة السياسية الحاضرة بقوة للدفع بمستوى التعاون والارتقاء به لأفضل المستويات. فالوقت أيها الأخوة ليس في صالح إلا من يعمل لكسب الوقت.
ورأس الجانب السعودي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية، فيما رأس الجانب المغربي وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدكتور سعدالدين العثماني، بمشاركة كبار المسؤولين في الوزارات والهيئات والمؤسسات الحكومية والقطاع الخاص في البلدين الشقيقين، وناقش الجانبان العديد من المواضيع ذات الاهتمام المشترك واستعرضا الأوضاع الإقليمية والدولية.