«الهرامس» يوجعون

سالم الأحمدي

أخبرتنا صاحبة السعادة السيدة كرة القدم أنها «مجنونة» في كل شيء، وهي عندما أخبرتنا بذلك لم تكن تعلم حينها أنها مجنونة بالفعل بل كانت في كامل قواها العقلية إلا أن نظرتها إلى نفسها كانت أكثر صدقا وعمقا من نظرتنا إليها، ولكن كي لا يبدو أني أسير بمقالي في مسار فلسفي على طريقة جورج بوليتزر ومن هم على شاكلته، دعوني أتوقف وأعود بكم مجددا إلى علم لا منطقي علمتنا إياه السيدة «مجنونة» وهو أن كرة القدم لا تعترف بالأسماء ولا بالمال ولا بخطط المدربين، بل تعترف بشيء واحد فقط وهو عطاء اللاعبين وقتاليتهم داخل المستطيل الأخضر، وإن أردتم مثالا حاضرا بيننا على ذلك فكل ما عليكم أن تعودوا بالذاكرة قليلا وتحديدا في لقاء فريقي الشباب والاتحاد الأخير والذي نستطيع ربطه بلقاء ذات الفريقين في نهاية الموسم الماضي على نهائي كأس الأبطال، حيث شاهدنا كيف أن «هرامس» النمور استطاعوا بعطائهم وحماسهم جندلة فريق الشباب المدجج بلاعبي الخبرة وبمحترفين أجانب لم يتمكنوا من مجاراة لاعبين أقل منهم خبرة وتمرس في خوض مباريات مصيرية وحاسمة، بل أن الأجمل في هؤلاء «الهرامس» أنهم يعيشوا أوضاعا مالية صعبة فلا معسكر أقيم لهم ولا حقوقهم قد حصلوا عليها حتى الآن، ولكن الرائع فيهم أن حماسهم كان طاغيا لذلك أصبح أداؤهم في الميدان باهيا، بل إنهم أجبروا الجميع على الإشادة بهم حتى مع من لا يميلون أو بالأصح لا يحبون فريقهم، لذلك كل ما هو مطلوب من هذه «الهرامس» الموجعة أن تواصل عزفها داخل الملعب، لتقدم من خلاله رسائل إلى كل من يهمه الأمر، وأن لا يلتفتوا إلى المسرحيات الكوميدية التي تقدمها لنا كل من إدارة وأعضاء شرف ناديها، والذي يبدو أنهم يعيشون فعليا في غيبوبة «وعود زائفة» مدعومة «بمكائن تطبيل» باتت مكشوفة للجميع دون استثناء.
ومضات :
- عزيزي رئيس النادي «الموهوم» الرجاء الاهتمام بفريقك وبتهيئة لاعبيك بدلا من لعب أدوار بطولة أكبر من حجمك الطبيعي حتى لا تصدم بواقعك المرير، والذي لم تنسه ولكنك تحاول أن تتناساه بشكل يدعونا للشفقة عليك وعلى حالك البائس.
- بدأ الجدل التحكيمي منذ الجولة الأولى في دوري جميل، وفي هذا الجدل مؤشر بأننا أمام موسم مثير تحكيميا بقيادة المايسترو عمر المهنا.
- برقان «الاحتراف» يقدم عملا مختلفا في لجنة الاحتراف، ولكن نتمنى أن لا يشوه جمالية هذا العمل «الاستثناءات» غير العادلة في المستقبل.
ترنيمة:
والغلا ما هو في يديها ولا هو في يديا ... الغلا شيء من الله وأشهد أن الله عطاها