السياسة خبز يومي

احمد عائل فقيهي

•• لست كاتبا سياسيا ولا محللا ولا باحثا في العلوم السياسية ولكنني أطل على المشهد السياسي من شرفة الأدب وأحاول قدر الإمكان أن أكتب في السياسة برؤية مختلفة وبلغة يختلط فيها ما هو ثقافي بما هو سياسي وليس هناك اليوم فصل بين حقول المعرفة المختلفة ولكن كما يقول أحد الباحثين في العلوم السياسية «إن الكتابة هي فيض القراءة، ومن يقرأ يكتب ومن يقرأ كثيرا يكتب كثيرا ومن يقرأ في السياسة ويتعمق في الكتب السياسية لابد من أن يكتب في السياسة»..
لكن ومن محصلة طويلة في القراءة في الفكر السياسي ومدارس هذا الفكر لا بد أن تتحول السياسة إلى لعبة كتابية يمارسها الكاتب.. كما هي لعبة سياسية يمارسها السياسي في صالح دولته أو صالح حزبه وبما أن هناك مناهج وطرقا في التحليل السياسي هناك بالمقابل أساليب وألاعيب في العمل السياسي ذلك أن السياسة كما يقال هي «فن الممكن».
لوقت قريب كان الحديث في السياسة في المجالس وبين أفراد المجتمع يدور همسا ومحاولة الاقتراب من السياسة هي محاولة الاقتراب من النار.. والمنطقة المحرمة ومن يتعاطى ويتحدث فيها يقترف جرما إلا من النخبة العالية الثقافة.
اليوم أصبحت السياسة خبزا يوميا للناس، إذ لم يعد الحديث فيها وعنها حكرا على المثقفين والمتخصصين وأصحاب الرأي لقد تحولت إلى هم يومي يرتبط براهنهم ومستقبلهم ويشكل هاجسا وخطابا على ألسنة الناس في ظل الأحداث الجارية والمتلاحقة التي تشتعل على الأرض العربية.
لقد فجرت حربا الخليج الأولى والثانية الأسئلة الحارقة والملحة في كل شيء وكذلك الحرب العراقية الإيرانية وهو ما شكل لحظة مفصلية في تعاطي الناس مع السياسة حيث تنبه غالبية الذين كانوا على هامش الحياة والذين يقفون على ضفاف الواقع إلى الدور السياسي في رسم المستقبل وأن لا فصل بين ما هو اجتماعي وبين ما هو ثقافي واقتصادي وسياسي.
لقد أصبح الكل يتعاطى الكتابة السياسية من المحلل والمتخصص والدارس إلى الكاتب الاجتماعي ولكن ما أراه في المشهد الثقافي السعودي أننا نقرأ تعليقات سياسية على الأحداث الجارية لكن لا نقرأ فكرا سياسيا وثمة فرق بين التعليق السياسي والفكر السياسي.



a_faqehi@hotmail.com




للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 203 مسافة ثم الرسالة