ثقل المملكة يؤهلها للمشاركة في رسم السياسات الاقتصادية العالمية

مؤكدين أن مشاركتها في قمة العشرين تأكيد لدورها الاقتصادي والسياسي..خبراء:

ثقل المملكة يؤهلها للمشاركة في رسم السياسات الاقتصادية العالمية

محمد العبد الله «الدمام»

أكد خبراء اقتصاديون أن مشاركة المملكة في قمة العشرين تمثل تأكيدا على دورها الإقليمي والدولي كدولة رائدة على الصعيد الاقتصادي والسياسي إلى جانب الدول الكبرى، مشيرين إلى أن قمة العشرين تعقد في وقت مهم للغاية، في ظل المتغيرات السياسية والاقتصادية الجارية في العالم العربي، لافتين إلى أن دخول المملكة كعضو في مجموعة العشرين هو بمثابة مكسب سياسي واقتصادي ليس على الصعيد الوطني، بل على الصعيد العربي والإسلامي أيضا. وشددوا على أن المملكة بما تمثله من ثقل اقتصادي بسبب امتلاكها مخزونا استراتيجيا ضخما من النفط قادرة على المشاركة الفاعلة في رسم السياسة الاقتصادية العالمية، بحيث تأخذ في اعتبارها المصالح العربية والإسلامية وكذلك المصالح الوطنية، مؤكدين، أن المملكة استطاعت خلال الاجتماعات السابقة تكريس حضورها الفاعل، وتقديم الدراسات والاقتراحات الداعمة لرسم السياسات الاقتصادية العالمية.
وذكر أمين عام اتحاد غرف التعاون الخليجي عبد الرحيم نقي، أن قمة العشرين تأتي في وقت حساس وغاية في الأهمية جراء التغيرات السياسية الجارية في العالم العربي، فضلا عن مناقشة الكثير من الملفات الاقتصادية العالمية، لافتا إلى أن مشاركة المملكة تمثل تأكيدا للدور الإقليمي و العالمي الذي تلعبه على الساحة السياسية والاقتصادية، حيث تمثل دول الشرق الأوسط في قمة الكبار العشرين، مشيرا إلى أن المملكة تنتهج سياسة ثابتة في علاقاتها السياسية و الاقتصادية، حيث تعتمد مبدأ الاحترام المتبادل والمحافظة على الحقوق. وأكد أن المملكة لاعب أساسي في القرارات الدولية، فوجودها في قمة العشرين يمثل صمام أمان للمصالح الاقتصادية والسياسية للبلدان الخليجية. فالمملكة جزء مكمل من المنظومة الدولية في استقرار الأوضاع الاقتصادية، كما أن مشاركة المملكة في وقت تشهد البلدان الخليجية إصلاحات عديدة واستكمال البنى التحتية، ما يعزز من تواجدها و حضورها على الصعيد العالمي، مشيرا إلى أن تواجد المملكة في قمة العشرين يعطي دول مجلس التعاون الخليجي بعدا هاما على الصعيد الاقتصادي، لاسيما وأن منطقة الخليج تحتضن ثلث مخزون الطاقة من النفط و الغاز. بدوره أوضح عبد الرحمن العطيشان رئيس مجلس الأعمال السعودي ــ القطري أن انضمام المملكة إلى مجموعة العشرين، يؤهلها للمشاركة في رسم السياسات الاقتصادية التي تراعي المصالح العربية والإسلامية والوطنية، مضيفا، أن المملكة فرضت نفسها كقوة اقتصادية كبيرة على المستوى العالمي بما تمتلكه من مخزون استراتيجي ضخم من البترول وهي السلعة التي تعتمد عليها الدول الصناعية في تشغيل مصانعها، وتحريك اقتصادها بشكل عام، مشيرا ألى أن المملكة تمثل محور ارتكاز سواء بالنسبة لامتلاك للطاقة أو بما تمثله من ثقل إسلامي لاحتضانها أقدس بقاع العالم « مكة المكرمة، و المدينة المنورة» وبالتالي فإنها قادرة على خلق حالة من التوازن الاقتصادي و السياسي، مؤكدا أن مجموعة العشرين لم توافق على انضمام المملكة لعضويتها بشكل اعتباطي، وإنما جاء لإدراك تلك الدول أهمية مشاركة المملكة في صناعة القرار الاقتصادي.
وقال: إن مشاركة المملكة يكرس من قدرتها على لعب دور حيوي اقتصادي، لافتا إلى أن هذه الدول تقوم برسم سياسات اقتصاديات طويلة الأمد، و بالتالي فإن المملكة من خلال المشاركة في الاجتماعات تعطى القدرة على الاطلاع على تلك السياسات الاقتصادية، وبالتالي وضع الحلول المناسبة للتعاطي مع المراحل الزمنية المتقدمة.
أما الخبير الاقتصادي الدكتور تيسير الخنيزي فقال: إن المملكة لاعب اقتصادي قوي ومن أقوى الاقتصاديات على مستوى الشرق الأوسط، وكذلك على المستوى العالمي، مشيرا إلى أن المملكة بما تمثله من قدرة على تصدير النفط وامتلاكها مخزونا احتياطيا كبيرا من البترول استطاعت أن تفرض نفسها كقوة اقتصادية عالمية، الأمر الذي تجسد في انضمامها للدول العشرين وهي الدولة العربية الوحيدة. وأشار إلى أن المملكة باعتبارها عضوا فاعلا في مجموعة العشرين يمكنها المشاركة الإيجابية في عملية انعاش الاقتصاد العالمي، ومحاولة إخراجه من حالة الركود الذي يعيشه حاليا، لافتا إلى أن عملية إنعاش الاقتصاد العالمي ليست بهذه السهولة، فهي عملية معقدة وصعبة للغاية، نظرا لوجود عوامل ومشاكل في بنية البلدان التي تواجه صعوبات وأزمات مالية في الوقت الراهن، مشددا على أن المملكة قادرة على المساهمة من خلال وضع ضوابط تحول دون ارتفاع أسعار النفط أو مقاومة بعض الدول في منظمة أوبك لخفض الإنتاج بما ينعكس بصورة سلبية على المعروض، وبالتالي زيادة الأسعار، مما يعني نسف جميع الجهود المبذولة لإنقاذ الاقتصاد من ركود.