عظـام أطفـال مكـسرة
السبت / 01 / ذو القعدة / 1434 هـ السبت 07 سبتمبر 2013 20:21
منصور الطبيقي
يكفـيك أن تدع المجال لبصرك لدقائق معدودة للتحقـق فيمن يقود المركبات في مدينة جدة لتجد عددا لا بأس به من الأطفال الذين لم يصلوا للسن القانوني للقيادة بل لم يبلغوا الحلم يقومون بذلك. وأجـزم أنني رأيـت بأم عيني طفلا لا يتجاوز العاشرة وهو يحاول بصعوبـة النظـر من خلال زجاج السيارة لغرض القيادة ووالدته بجواره ترشده وتعلمه. قد يقوم الطفل بسرقة المفتاح والذهاب بالسيارة للعـب مع أقـرانه ولكن أن تقوم أمـه بتشجيعه على ذلك، فهذا بلا شك يدل على قلة وعي وإدراك للمخاطر الجمة التي قد يتعرض لها هو والآخرون من مرتادي الطريق.
قيادة الأطفال والأحداث للسيارات لها أسباب متعددة ومنها التقليد والتنافس حيث يتباهى الطفل أمام زملائـه في المدرسة أن أباه اشترى له سيارة، وهو لم يصل حتى للسن القانونية ولم يجـتـز اخـتبار الترخيص الذي يمنح لمن بلـغ السابعة عشرة أو حتى اختبار الرخصة (وهو بالمناسبة اختبار هزيـل ولا يحاكي الواقـع والمخاطـر الحقيقـية التي قد يتعـرض لها السائـق في الشوارع المكتظة)، وتجـد الطفل الآخـر يمارس أقسى أنواع الضـغط النفسي على والديـه ويخـبرهما أنه أصبح رجلا وهو ليس أقل شأنا من أصحابه حتى ينصاعا لـه بتوفـير سيارة، بالرغم من خوفهما الشديد وعدم اقتناعهما بالفكرة.
أجـد المـرور في المقابل غـير متحمس لعلاج هذه الظاهـرة والحد منها، فلم ألاحظ نهائيا في الآونـة الأخـيرة نقاط تفتيش في الشـوارع الرئيسية ولا الفرعية للتدقـيق في رخص القيادة والسن القانونية للسائقـين. ويخيل إلي أنهم اكتفوا بالمخالفات والغـرامات الإلكترونية التي تصـدر بشكل حصـري لنظام ساهـر، وظنوا أنها هي السبيل الأمثل للحفاظ على سلامـة مـرتادي الطـريق..
يخـبرني أحـد الإخـوة الفضلاء بمستشفى الملك فهـد بجدة أن المستشفى استقبل تـزامنا مـع بدايـة السنة الدراسية الجديدة حالات مـتزايدة من حوادث السيارات والتي شاهد بها أنـواع الإصابات المحـزنة من عظام مكـسرة وجـروح غائـرة لفلذات أكبادنا. وهي بالمناسبة ليست مسؤولية المـرور فـقط، فالمسؤولية الأكـبر تقـع على عاتـق الأسـرة ثـم يلـيها مسؤولية مشـتركة لجميـع الوزارات والدوائـر الحكومية ذات العلاقة كالتعليم والصحة والإعلام لنشر ثقافة القيادة الآمنة والتثقـيف والإرشاد والنصح والمحاسبة أيضا.
tobagi@hotmail.com
قيادة الأطفال والأحداث للسيارات لها أسباب متعددة ومنها التقليد والتنافس حيث يتباهى الطفل أمام زملائـه في المدرسة أن أباه اشترى له سيارة، وهو لم يصل حتى للسن القانونية ولم يجـتـز اخـتبار الترخيص الذي يمنح لمن بلـغ السابعة عشرة أو حتى اختبار الرخصة (وهو بالمناسبة اختبار هزيـل ولا يحاكي الواقـع والمخاطـر الحقيقـية التي قد يتعـرض لها السائـق في الشوارع المكتظة)، وتجـد الطفل الآخـر يمارس أقسى أنواع الضـغط النفسي على والديـه ويخـبرهما أنه أصبح رجلا وهو ليس أقل شأنا من أصحابه حتى ينصاعا لـه بتوفـير سيارة، بالرغم من خوفهما الشديد وعدم اقتناعهما بالفكرة.
أجـد المـرور في المقابل غـير متحمس لعلاج هذه الظاهـرة والحد منها، فلم ألاحظ نهائيا في الآونـة الأخـيرة نقاط تفتيش في الشـوارع الرئيسية ولا الفرعية للتدقـيق في رخص القيادة والسن القانونية للسائقـين. ويخيل إلي أنهم اكتفوا بالمخالفات والغـرامات الإلكترونية التي تصـدر بشكل حصـري لنظام ساهـر، وظنوا أنها هي السبيل الأمثل للحفاظ على سلامـة مـرتادي الطـريق..
يخـبرني أحـد الإخـوة الفضلاء بمستشفى الملك فهـد بجدة أن المستشفى استقبل تـزامنا مـع بدايـة السنة الدراسية الجديدة حالات مـتزايدة من حوادث السيارات والتي شاهد بها أنـواع الإصابات المحـزنة من عظام مكـسرة وجـروح غائـرة لفلذات أكبادنا. وهي بالمناسبة ليست مسؤولية المـرور فـقط، فالمسؤولية الأكـبر تقـع على عاتـق الأسـرة ثـم يلـيها مسؤولية مشـتركة لجميـع الوزارات والدوائـر الحكومية ذات العلاقة كالتعليم والصحة والإعلام لنشر ثقافة القيادة الآمنة والتثقـيف والإرشاد والنصح والمحاسبة أيضا.
tobagi@hotmail.com