شهادة دولية

سجّل الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون اعترافاً دولياً بالدور السعودي في اتباعه لسياسة تستهدف خفض حدة التوتر في المنطقة والسعي الى لمّ شمل الاطراف المختلفة والمتصارعة وذلك حين عبّر عن شكره وتقديره للجهود الكبيرة التي بذلها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز والتي مكنت الفصائل الفلسطينية من التوصل الى اتفاق تشكيل حكومة الوحدة الفلسطينية خلال الاجتماعات التي استضافتها المملكة في مكة المكرمة. واكّد الأمين العام للأمم المتحدة على ان اجتماع مكة وما تمخض عنه من اتفاق الفصائل الفلسطينية من شأنه ان يعدّ خطوة ايجابية واسعة.
وليس بمستغرب ان تنهج المملكة هذا النهج الذي تنطلق فيه من مبادئ الدين الاسلامي السمحة ومن الدور العربي المناط بها ومن الرصيد التاريخي لسياستها التي عرفت بالاعتدال والتسامح وحب الخير للبشرية جمعاء.
واذا كانت جهود المملكة التي ما فتئت تتمثل في المبادرات المتتالية التي ترسم معالم الحل لكثير من القضايا العالقة بالمنطقة والخروج من بؤر التوتر الكامنة فيها تعد خطوات ايجابية من أجل احلال السلام فان النتائج المرجوة من ورائها لا يمكن ان تتحقق ما لم تجد التعاون الدولي الذي يزيل من أمامها العراقيل ويلزم كافة الاطراف بها خاصة اذا حظيت بمباركة دولية مثلما تحقق للمبادرة العربية التي انبنت على مبادرة خادم الحرمين الشريفين لحل مشكلة الشرق الاوسط.
إن جهود المملكة الرامية لتحقيق السلام في المنطقة ينبغي ان تقابل بجهود دولية تقوم بها الدول القادرة على فرض السلام ووضع الحلول المقترحة موضع التنفيذ إذا عنّ لبعض الاطراف ان تمضي في سياسة التعنت بعيدا عن الشرعية الدولية والرغبة العالمية في اقرار السلام.