ليس التكحل في العينين كالكَحل
الجمعة / 07 / ذو القعدة / 1434 هـ الجمعة 13 سبتمبر 2013 20:07
عزيزة المانع
من الأشياء الملفتة للنظر مبالغة بعض المذيعات العربيات في التزين والتبرج بصورة ممجوجة وفجة، سواء في كثافة المكياج أو تسريحات الشعر أو الزي الذي يرتدينه ومقدار ما يكشفه من الجسد. إني هنا لا أتحدث عن جانب ديني أو أخلاقي وما يجوز وما لايجوز، فهذا شأن آخر، وإنما أتحدث بصورة عامة من منظور نفساني يسعى إلى أن يصل إلى الدوافع التي تجعل هؤلاء النساء يبالغن في استعمال الزينة!!.
هل كون المرأة العربية تنشأ في بيئة تلقن بناتها منذ نعومة أظفارهن أن سعادة المرأة ترتبط بإرضاء الرجل، وأن إرضاء الرجل يتوقف على مقدار ما تملكه المرأة من أنوثة له أثـر في انطلاق أولئك المذيعات في سباقهن الساخن نحو لفت أنظار الرجال إليهن وتحصيل قصب السبق في كثرة أعداد المعجبين بهن؟
إن ما تتلقاه المرأة خلال تنشئتها من إيحاءات بأهمية الاهتمام بأنوثـتها كي تجذب الرجل، الذي لقن لها أنه المصدر الوحيد لسعادتها، يصرفها عن كل ما سواه من اهتمام بتنمية الشخصية والفكر والمواهب العلمية والإبداعية، فالاهتمام بالأنوثة يترجم إلى التركيز على الاهتمام بالجمال الظاهر للمرأة وما فيها من فتنة وإغراء ممزوج بقدر كبير من الضعف والخنوع والغباء أيضا، فباسم الاهتمام بالأنوثة يلغى الاهتمام بكل ميزة عقلية أو إبداعية لدى المرأة.
وفي بعض الدراسات النفسية التي أجريت على مجموعة من النساء المسرفات في التبرج ومجموعة أخرى من النساء العاديات، وجد أن هناك علاقة ارتباطية عكسية بين درجة الثقة بالنفس والإسراف في التزيـن، كلما زادت الثقة بالنفس قلت رغبة المرأة في التبرج، وفسر ذلك بأن المسرفات في التزيـن هن في اللاوعي يسعين إلى تعويض أو مداراة ما يشعرن به من قصور في الفهم أو عجز في الذكاء أو ضعف في الشخصية.
عند مقارنة التنشئة التي تتلقاها المرأة بتنشئة الرجل، نجد فارقا كبيرا بين الاثنين في مصدر السعادة، فالرجل يلقن منذ صغره أن سعادته رهينة توفر المال في يده، وأن الحصول على المال له متطلبات سامية عليه أن يسعى لإدراكها كالذكاء والتعلم والعمل وتطويـر المهارات، فينطلق الرجل في حياته مركزا على بلوغ تلك الأهداف العليا من أجل الفوز بالسعادة. ثم يأتي الإعلام ليدعم ذلك الفارق بين الاثنين، فعند اختيار المذيعات يكون التركيز على مظهـر المرأة أكثر مما هو على شخصيتها وذكائها وخبرتها، وعند اختيار المذيعين يكون مظهـر الرجل آخر ما ينظر إليه. في الفضائيات العربية يمكنك أن ترى مذيعين تجاوزوا الستين تملأ وجوههم التجاعيد وتلمع صلعاتهم تحت الأضواء لكنك لن تجد مذيعة واحدة تجاوزت الخمسين ولو استخدمت أكبر مجهـر لديك.
تركيز المجتمع على مظهـر المرأة وتقديـمه على كل ميزة أخرى، أصاب بعض النساء بالقلق من فقد الجمال أو نقصه، فكل جميلة هناك من هي أجمل منها وكل شابة ستجد من هي (أشب) منها، وكلما شعرت المرأة أن سعادتها ترتبط بمظهـرها زاد مقدار القلق عندها فاندفعت إلى الإسراف في طلب الزينة.
فاكس: 4555382-11
هل كون المرأة العربية تنشأ في بيئة تلقن بناتها منذ نعومة أظفارهن أن سعادة المرأة ترتبط بإرضاء الرجل، وأن إرضاء الرجل يتوقف على مقدار ما تملكه المرأة من أنوثة له أثـر في انطلاق أولئك المذيعات في سباقهن الساخن نحو لفت أنظار الرجال إليهن وتحصيل قصب السبق في كثرة أعداد المعجبين بهن؟
إن ما تتلقاه المرأة خلال تنشئتها من إيحاءات بأهمية الاهتمام بأنوثـتها كي تجذب الرجل، الذي لقن لها أنه المصدر الوحيد لسعادتها، يصرفها عن كل ما سواه من اهتمام بتنمية الشخصية والفكر والمواهب العلمية والإبداعية، فالاهتمام بالأنوثة يترجم إلى التركيز على الاهتمام بالجمال الظاهر للمرأة وما فيها من فتنة وإغراء ممزوج بقدر كبير من الضعف والخنوع والغباء أيضا، فباسم الاهتمام بالأنوثة يلغى الاهتمام بكل ميزة عقلية أو إبداعية لدى المرأة.
وفي بعض الدراسات النفسية التي أجريت على مجموعة من النساء المسرفات في التبرج ومجموعة أخرى من النساء العاديات، وجد أن هناك علاقة ارتباطية عكسية بين درجة الثقة بالنفس والإسراف في التزيـن، كلما زادت الثقة بالنفس قلت رغبة المرأة في التبرج، وفسر ذلك بأن المسرفات في التزيـن هن في اللاوعي يسعين إلى تعويض أو مداراة ما يشعرن به من قصور في الفهم أو عجز في الذكاء أو ضعف في الشخصية.
عند مقارنة التنشئة التي تتلقاها المرأة بتنشئة الرجل، نجد فارقا كبيرا بين الاثنين في مصدر السعادة، فالرجل يلقن منذ صغره أن سعادته رهينة توفر المال في يده، وأن الحصول على المال له متطلبات سامية عليه أن يسعى لإدراكها كالذكاء والتعلم والعمل وتطويـر المهارات، فينطلق الرجل في حياته مركزا على بلوغ تلك الأهداف العليا من أجل الفوز بالسعادة. ثم يأتي الإعلام ليدعم ذلك الفارق بين الاثنين، فعند اختيار المذيعات يكون التركيز على مظهـر المرأة أكثر مما هو على شخصيتها وذكائها وخبرتها، وعند اختيار المذيعين يكون مظهـر الرجل آخر ما ينظر إليه. في الفضائيات العربية يمكنك أن ترى مذيعين تجاوزوا الستين تملأ وجوههم التجاعيد وتلمع صلعاتهم تحت الأضواء لكنك لن تجد مذيعة واحدة تجاوزت الخمسين ولو استخدمت أكبر مجهـر لديك.
تركيز المجتمع على مظهـر المرأة وتقديـمه على كل ميزة أخرى، أصاب بعض النساء بالقلق من فقد الجمال أو نقصه، فكل جميلة هناك من هي أجمل منها وكل شابة ستجد من هي (أشب) منها، وكلما شعرت المرأة أن سعادتها ترتبط بمظهـرها زاد مقدار القلق عندها فاندفعت إلى الإسراف في طلب الزينة.
فاكس: 4555382-11