لم أسمع حساً أو خبراً لأنصار الإخوان المقيمين في المملكة
سفير جمهورية مصر العربية لدى الرياض لـ «عكاظ»:
الثلاثاء / 18 / ذو القعدة / 1434 هـ الثلاثاء 24 سبتمبر 2013 19:31
د. محمد علي الحربي
أكد لـ «عكاظ» سفير جمهورية مصر العربية لدى المملكة عفيفي عبدالوهاب، أن الجالية المصرية في المملكة ملتزمة بالأنظمة والقوانين المرعية في المملكة، وأنه لم يسمع حسا أو خبرا لأنصار جماعة الإخوان المسلمين المقيمين في المملكة بعد عزل الرئيس السابق محمد مرسي، مشيرا إلى أن الجماعة بإمكانها العودة للعمل شريطة أن تتوافق مع القانون المنظم لعمل الجمعيات الأهلية في مصر.
وأوضح عبدالوهاب أن كميات مهولة من الأسلحة تم ضبطها في سيناء تكفي لتسليح جيش نظامي، مبينا أن العمليات العسكرية في شمال سيناء شارفت على الانتهاء، ملمحا إلى أن حجم التبادل التجاري بين البلدين يزداد بمليار دولار كل عام عن العام الذي سبقه.. جاء ذلك في حديث خص به الصحيفة.. فإلى الجزء الثاني من الحوار..
• بعد صدور حكم قضائي بحظر جماعة الإخوان المسلمين، هل تعتقد أن هذا سيكون مشكلة أم حلا لما يحدث في مصر الآن؟
ــ أولا، أتصور أنه يمكن أن يعاد تنظيمها بالشكل الذي يتوافق مع القانون (84) لسنة 2002، الخاص بالجمعيات الأهلية، بمعنى أن ينظر لهذا القانون وما الذي يحدده من شروط لتكوين الجمعيات الأهلية أيا كان مسماها وما هي المتطلبات وما هي الالتزامات وما هي الواجبات وما هي الحقوق المفروضة والمطلوبة من هذه الجمعيات، وأعتقد في هذه الحالة يمكن أن يتم تشكيل الجمعية بشكل آخر، ولا أدري هل يمكن أن تكون بنفس المسمى أم لا؟ وأعتقد أنهم يستطيعون استيعاب الأمر ويلتزمون بالقانون (84) وبالتالي يكون تواجدهم وفقا لهذا القانون، وأعتقد في هذه الحالة أن عملهم سيكون مركزا على النواحي الاجتماعية والدعوية.
لماذا السلاح؟
• هناك سؤال يقفز إلى ذهني دائما، إذا كانت جماعة الإخوان المسلمين جماعة دعوية سلمية، من أين ظهر كل هذا السلاح الذي رأيناه جميعا في شوراع مصر وفي سيناء بعد عزل الرئيس السابق الدكتور محمد مرسي في الثالث من يوليو الماضي؟
ــ في الحقيقة، هذا يثير تساؤلات كثيرة، ولكن هناك جهات قضائية وقانونية للتحقيق في مثل هذه المسائل.
• وهل تتوقع أنه ما تزال هناك كميات أسلحة كبيرة في الشارع أم أنه تم جمعها ومحاصرتها بالفعل، لا أتحدث عن سيناء، فسيناء حالة خاصة، أتحدث عن بقية مدن ومحافظات مصر؟
ــ حتى لو تبقى هناك سلاح، فبالتأكيد لن يكون بنفس القدر السابق، وتطالعنا الأنباء من يوم لآخر بأنه تم القبض على بعض العناصر من هذه الجماعة ومعهم بعض السلاح وبعض الذخيرة وما إلى ذلك، يكاد يكون بشكل شبه يومي، ولكن ليس بالقدر السابق، فبعض الأنباء تشير إلى القبض على عدد من جماعة الإخوان معهم على سبيل المثال عدد (2) كلاشينكوف وبعض الذخيرة، لكن قبل ذلك كنا نجد العدد أكبر والكميات أكبر، تبقت بؤر بسيطة حاليا، وأعتقد أن الأمر يتناقص بشكل واضح وتدريجي، وهذا يشير إلى تنائج الحملة الأمنية ضد كل من يحمل السلاح بشكل غير قانوني ويستخدمه في أعمال العنف.
القبض على الحداد
• بعد القبض على «الحداد» المتحدث الإعلامي باسم الجماعة، والذي يكاد يكون صوت الجماعة للغرب تحديدا، هذا الرجل الذي يتحدث اللغات ويروج للجماعة في الخارج، ما مدى تأثير القبض عليه على الإخوان؟
ــ أنت تعلم أنه منذ البداية كانت هناك حملة إعلامية شرسة موجهة منهم للخارج بشكل أساسي، ويبدو – وهذا ما أشارت إليه بعض الأخبار والتحليلات – أن هناك تنسيقا مع جهات أخرى في الخارج لهذه الحملة بما يشير ويظهر الأوضاع في داخل مصر على عكس الحقيقة، ويصوروا أن ما حدث انقلابا عسكريا ضد الشرعية كما تابعنا جميعا.
• إذن هل تؤكد أن القبض على الحداد عملية نوعية ومن شأنها بالفعل قطع أو إعاقة اتصال الجماعة مع الخارج؟
ــ لو قسنا هذا على ما قامت به الجهات الأمنية من قبل الجهات المعنية بهذه الأمور لا تعتبر عملية نوعية بمعنى الكلمة، لكنها عملية عادية، ممكن أن يكون للقبض عليه تأثير على تواصل الجماعة مع الخارج، ولكنه ليس التأثير الكبير، وأعتقد أن الجماعة لديها بدائل أخرى، يمكن أن تراها على صفحات وسائل التواصل الاجتماعي من آخرين غير الحداد.
التنظيم الدولي
• ماذا عن التنظيم الدولي للإخوان، وعن اجتماع إسطنبول والتسريبات التي طبقت حرفيا على الأرض، هل تعتقد أن سقوط الإخوان في مصر يمكن أن يكتب نهاية التنظيم، بعد انخفاض شعبيتهم في مصر ودول أخرى؟
ــ سقوط حكم الإخوان في مصر ضربة قوية وقاصمة للتنظيم الدولي للإخوان، وهذا التنظيم موجود في 60 دولة، وليس من السهل القضاء عليه بالكامل، لكن بلا شك أنه تلقى ضربة قاصمة، ولذلك تجد بعض أطراف هذا التنظيم الدولي يقاومون بشدة ما حدث في مصر، خوفا أن يحدث عندهم كما حدث في مصر، وأن يكون درسا للآخرين، ولذلك الموقف المتصلب وغير الودي تماما تجاه مصر في الفترة الأخيرة من بعض هذه الأطراف، والموضوع لا يحتاج تفسيرا ومعروف من هي هذه الأطراف، وهم يحاولون مقاومة التأثير القوي لما حدث في مصر عليهم، ولكن أتصور أن مقاومتهم ليست عملية سهلة طالما هناك إرادة شعبية قوية وجارفة مثل ما حدث في مصر فإنها ستتغلب عليهم.
ديموقراطية الإسلاميين
• هناك علامات تبحث في رؤوس الكثيرين عن إجابات ولا تجدها، الدول العظمى الداعية إلى الديموقراطية، والتي لطالما كان لها موقف وربما صراع مع التيارات الإسلامية، ما سر هذا الحب المريب للإخوان، خاصة أمريكا والحديث عن صفقات وبيع أراضٍ في سيناء؟
ــ كما يأكل الكلام بعضه بعضا، يفسر الكلام بعضه بعضا، وفي سؤالك إيماء للجواب، فإذا كان الإخوان قد نالوا كل هذا الرضا، وهذا الموقف المؤيد والداعم والراغب في استمرار هذا النظام، هذا يعني أن هناك سماعا لمطالب معينة وتنفيذها، وأنا لا أعلم في الحقيقة إذا كانت هناك صفقات بالفعل كما تشير الأنباء والتقارير والمصادر، سواء بيع جزء من سيناء يتم فيه توطين الفلسطينيين، هذا تردد لكن ما هي تفاصيله؟ وإلى أين وصل؟ لا أعلم، والكلام الوارد في سؤالك يفسر بعضه بعضا.
أمريكا ومصر
• وكيف تنظر كدبلوماسي للشرخ الذي حدث بين أمريكا ومصر جراء كل هذه التداعيات ودعم الإخوان؟
ــ أمريكا تقدر مصالحها وفقا لحساباتها، وأعتقد أنهم مع تطور الأمور، لم يتيقن الأمريكان أن هناك إرادة شعبية واتجاها شعبيا آخر في مصر، أعتقد أنهم في النهاية سينزلون عند إرادة الشعب المصري؛ لأن الأمريكان يدركون مدى أهمية مصر لهم في المنطقة، وأن مصالحهم في المنطقة تخدم جزءا كبيرا منها إقامة علاقات طيبة وسليمة مع مصر، وربما هناك أصوات داخل الإدارة الأمريكية وفي الكونجرس الأمريكي تنادي بالإبقاء على علاقات قوية مع مصر، وأتصور أنهم بدأوا يدركون حقيقة ما حدث في مصر، وهذا بفضل الجهود التي بذلت من الأصدقاء والأشقاء وعلى رأس هؤلاء المملكة العربية السعودية في حديثهم مع الأمريكان وشرحهم لحقيقة ما حدث، أدى وسيؤدي إلى تغير الموقف الأمريكي بما يعدل الأوضاع في المستقبل القريب، وهذا ما أتوقعه وما أؤمله، والدليل على ذلك أنه لم يصدر عن الإدارة الأمريكية أو الجهات الأمريكية الرسمية ما يشير إلى أنهم يفسرون ما حدث على أنه كان انقلابا عسكريا، وهذا يؤكد أن لديهم المزيد من التفهم لما حدث من التطورات في مصر.
• خاصة أن العسكر لم يتسلموا الحكم؟
ــ صحيح، وهذا سيؤدي إلى المزيد من التفهم.
الرئيس المقبل
• وماذا لو ترشح عسكري لرئاسة مصر؟
ــ الباب مفتوح لمن يرى في نفسه الكفاءة من المصريين عسكري أو غير عسكري، ومن ير في نفسه القدرة والكفاءة فليتقدم لهذا المنصب، والأمر في النهاية متروك للشعب المصري، وهو يختار بحرية وشفافية من يراه أهلا لهذا المكان.
• المصريون خلاقون دائما وبارعون في اختراع شعارات حملاتهم السياسية كما هم بارعون في ابتكار النكتة الحاضرة، ولعل الأحداث التي مرت بها مصر تؤكد ذلك، «كمل جميلك يا سيسي» في دعوة صريحة تجمع التواقيع لمطالبة الفريق أول عبدالفتاح السيسي بالترشح للرئاسة، بينما السيسي يقول: «شرف حماية إرادة شعب مصر أعز علي من شرف حكم مصر»، هل تتوقع أن يخلع الفريق أول السيسي بدلة العسكر ويترشح لرئاسة مصر تحت ضغط أو تحرك شعبي؟
ــ يسأل في هذا الفريق أول عبدالفتاح السيسي، وأنا لست في موضع الإجابة عنه، لكن بصفة عامة الباب مفتوح لأي مصري يرى في نفسه الكفاءة والمقومات التي تؤهله لشغل هذا المنصب، منصب رئيس مصر ليس بالمنصب السهل أبدا، ويحتاج بالفعل إلى شخصية تكون كفؤة له، والأمر في النهاية متروك لله عز وجل ثم لإرادة الشعب المصري، والذي يعبر عن رأيه واختياره وفق ما نشهده من ديموقراطية حقيقية.
• وكيف تقيم الوضع في سيناء؟ من خلال معلوماتك هل أوشك الجيش على السيطرة على الجماعات الإرهابية هناك؟ أم أن الأمر ما زال معقدا؟
ــ واضح أن ما حدث في سيناء لم يكن سهلا على الإطلاق، من خلال متابعة الكميات الكبيرة من الأسلحة والذخائر التي تمت مصادرتها، وغير ذلك من مخازن أخرى لأسلحة وذخيرة تم تدميرها، كميات مهولة جدا، وهذا كان يعني أن توجه جيشا بهذا التسليح الكبير والأسلحة المتقدمة التي بحوزتهم، الموضوع لم يكن سهلا أبدا، ولكن الجهد الكبير الذي يقوم به الجيش المصري وخطتهم تسير بنجاح، وإن شاء الله يتم في القريب العاجل يتم القضاء نهائيا على كل البؤر الإرهابية المتواجدة في شمال سيناء، وخلال الأيام الماضية كان واضحا أن الحملة مكثفة أكثر من ذي قبل، وبحسم وحزم شديد جدا، والكميات الكبيرة التي تمت مصادرتها لا يمكن وصفها، ولك أن تتخيل أنه في أحد المواقع تم ضبط 10 أطنان من مادة (TNT) شديدة الانفجار، وهذه كمية مهولة جدا، وتوضح إلى أي حد كان هؤلاء يريدون شرا بمصر وأهلها وبالمنطقة إجمالا، فهذا لا يشكل نوع من زعزعة دعائم الاستقرار في مصر وحدها، بل في المنطقة بأسرها، العملية كبيرة جدا وكما لو كنت تواجه جيشا نظاميا وليس مجموعة من الإرهابيين والبؤر الإرهابية، نحن نتكلم عن مجموعة مسلحة تسليحا حديثا، وبكميات تكفي لتسليح جيش على المستوى الصغير، وسيكلل جهد الجيش المصري بالنجاح في نهاية المطاف بإذن الله.
• وماذا عن قناة السويس، هل هي مؤمنة تماما؟
بالتأكيد مؤمنة تماما.
لاحس.. لا خبر
• كيف تلقيتم ردة فعل أنصار الإخوان من الجالية المصرية في المملكة؟
ــ لم ألحظ أي رد فعل من هؤلاء على الإطلاق، ربما نتيجة لأن الكل هنا لا بد له أن يلتزم بالأنظمة والقوانين المرعية في المملكة، فلم أسمع حسا ولم أتلق خبرا من هؤلاء يعبر عن رد فعلهم لما حدث في مصر.
• كم تعداد الجالية المصرية في المملكة؟
ــ يقيم على أرض المملكة قرابة مليوني مصري، وهذه تقديرات وليست حسبة دقيقة.
التبادل التجاري
• وكم حجم التبادل التجاري بين المملكة ومصر؟
ــ في العام الماضي كان خمسة مليارات دولار، وأعتقد أن يزيد الحجم عن ذلك.
• هل هناك نسبة متوقعة؟
خلال الأعوام الخمسة أو الستة الماضية كان حجم التبادل التجاري بين البلدين يزيد تصاعدا بنسبة 20 في المائة سنويا، والتوقع أن يزيد خلال هذا العام بهذه النسبة.
• ما أبرز أشكال الاستثمارات المصرية في المملكة والعكس؟
ــ هي مجالات عديدة ومتنوعة، ولكن يظل أبرزها مجال العقارات والمعمار، والاستثمارات السعودية في مصر متنوعة أيضا وفي كافة المجالات تقريبا في مصر.
تهنئة خاصة
• هل من كلمة أخيرة؟
ــ انتهز هذه الفرصة لأعبر عن تهنئتي وكل زملائي في السفارة وكافة البعثات المصرية الموجودة على أرض المملكة، ونتوجه بالتهنئة باليوم الوطني للمملكة العربية السعودية متمنين للمملكة قيادة وحكومة وشعبا المزيد من التقدم والازدهار في كافة مناحي الحياة، وبالفعل ما نشاهده على أراضي المملكة من تطور وتقدم هو مصدر فخر لنا جميعا، والمملكة تحتل الآن مكانة بارزة بين الدول الناهضة والتي حققت إنجازات مشهود لها في كافة المجالات وهي من الاقتصاديات التي لها وزنها وثقلها على المستوى الدولي والمؤثرة على الاقتصاد العالمي بصفة عامة، والذي يعد مفخرة لنا جميعا.
وأوضح عبدالوهاب أن كميات مهولة من الأسلحة تم ضبطها في سيناء تكفي لتسليح جيش نظامي، مبينا أن العمليات العسكرية في شمال سيناء شارفت على الانتهاء، ملمحا إلى أن حجم التبادل التجاري بين البلدين يزداد بمليار دولار كل عام عن العام الذي سبقه.. جاء ذلك في حديث خص به الصحيفة.. فإلى الجزء الثاني من الحوار..
• بعد صدور حكم قضائي بحظر جماعة الإخوان المسلمين، هل تعتقد أن هذا سيكون مشكلة أم حلا لما يحدث في مصر الآن؟
ــ أولا، أتصور أنه يمكن أن يعاد تنظيمها بالشكل الذي يتوافق مع القانون (84) لسنة 2002، الخاص بالجمعيات الأهلية، بمعنى أن ينظر لهذا القانون وما الذي يحدده من شروط لتكوين الجمعيات الأهلية أيا كان مسماها وما هي المتطلبات وما هي الالتزامات وما هي الواجبات وما هي الحقوق المفروضة والمطلوبة من هذه الجمعيات، وأعتقد في هذه الحالة يمكن أن يتم تشكيل الجمعية بشكل آخر، ولا أدري هل يمكن أن تكون بنفس المسمى أم لا؟ وأعتقد أنهم يستطيعون استيعاب الأمر ويلتزمون بالقانون (84) وبالتالي يكون تواجدهم وفقا لهذا القانون، وأعتقد في هذه الحالة أن عملهم سيكون مركزا على النواحي الاجتماعية والدعوية.
لماذا السلاح؟
• هناك سؤال يقفز إلى ذهني دائما، إذا كانت جماعة الإخوان المسلمين جماعة دعوية سلمية، من أين ظهر كل هذا السلاح الذي رأيناه جميعا في شوراع مصر وفي سيناء بعد عزل الرئيس السابق الدكتور محمد مرسي في الثالث من يوليو الماضي؟
ــ في الحقيقة، هذا يثير تساؤلات كثيرة، ولكن هناك جهات قضائية وقانونية للتحقيق في مثل هذه المسائل.
• وهل تتوقع أنه ما تزال هناك كميات أسلحة كبيرة في الشارع أم أنه تم جمعها ومحاصرتها بالفعل، لا أتحدث عن سيناء، فسيناء حالة خاصة، أتحدث عن بقية مدن ومحافظات مصر؟
ــ حتى لو تبقى هناك سلاح، فبالتأكيد لن يكون بنفس القدر السابق، وتطالعنا الأنباء من يوم لآخر بأنه تم القبض على بعض العناصر من هذه الجماعة ومعهم بعض السلاح وبعض الذخيرة وما إلى ذلك، يكاد يكون بشكل شبه يومي، ولكن ليس بالقدر السابق، فبعض الأنباء تشير إلى القبض على عدد من جماعة الإخوان معهم على سبيل المثال عدد (2) كلاشينكوف وبعض الذخيرة، لكن قبل ذلك كنا نجد العدد أكبر والكميات أكبر، تبقت بؤر بسيطة حاليا، وأعتقد أن الأمر يتناقص بشكل واضح وتدريجي، وهذا يشير إلى تنائج الحملة الأمنية ضد كل من يحمل السلاح بشكل غير قانوني ويستخدمه في أعمال العنف.
القبض على الحداد
• بعد القبض على «الحداد» المتحدث الإعلامي باسم الجماعة، والذي يكاد يكون صوت الجماعة للغرب تحديدا، هذا الرجل الذي يتحدث اللغات ويروج للجماعة في الخارج، ما مدى تأثير القبض عليه على الإخوان؟
ــ أنت تعلم أنه منذ البداية كانت هناك حملة إعلامية شرسة موجهة منهم للخارج بشكل أساسي، ويبدو – وهذا ما أشارت إليه بعض الأخبار والتحليلات – أن هناك تنسيقا مع جهات أخرى في الخارج لهذه الحملة بما يشير ويظهر الأوضاع في داخل مصر على عكس الحقيقة، ويصوروا أن ما حدث انقلابا عسكريا ضد الشرعية كما تابعنا جميعا.
• إذن هل تؤكد أن القبض على الحداد عملية نوعية ومن شأنها بالفعل قطع أو إعاقة اتصال الجماعة مع الخارج؟
ــ لو قسنا هذا على ما قامت به الجهات الأمنية من قبل الجهات المعنية بهذه الأمور لا تعتبر عملية نوعية بمعنى الكلمة، لكنها عملية عادية، ممكن أن يكون للقبض عليه تأثير على تواصل الجماعة مع الخارج، ولكنه ليس التأثير الكبير، وأعتقد أن الجماعة لديها بدائل أخرى، يمكن أن تراها على صفحات وسائل التواصل الاجتماعي من آخرين غير الحداد.
التنظيم الدولي
• ماذا عن التنظيم الدولي للإخوان، وعن اجتماع إسطنبول والتسريبات التي طبقت حرفيا على الأرض، هل تعتقد أن سقوط الإخوان في مصر يمكن أن يكتب نهاية التنظيم، بعد انخفاض شعبيتهم في مصر ودول أخرى؟
ــ سقوط حكم الإخوان في مصر ضربة قوية وقاصمة للتنظيم الدولي للإخوان، وهذا التنظيم موجود في 60 دولة، وليس من السهل القضاء عليه بالكامل، لكن بلا شك أنه تلقى ضربة قاصمة، ولذلك تجد بعض أطراف هذا التنظيم الدولي يقاومون بشدة ما حدث في مصر، خوفا أن يحدث عندهم كما حدث في مصر، وأن يكون درسا للآخرين، ولذلك الموقف المتصلب وغير الودي تماما تجاه مصر في الفترة الأخيرة من بعض هذه الأطراف، والموضوع لا يحتاج تفسيرا ومعروف من هي هذه الأطراف، وهم يحاولون مقاومة التأثير القوي لما حدث في مصر عليهم، ولكن أتصور أن مقاومتهم ليست عملية سهلة طالما هناك إرادة شعبية قوية وجارفة مثل ما حدث في مصر فإنها ستتغلب عليهم.
ديموقراطية الإسلاميين
• هناك علامات تبحث في رؤوس الكثيرين عن إجابات ولا تجدها، الدول العظمى الداعية إلى الديموقراطية، والتي لطالما كان لها موقف وربما صراع مع التيارات الإسلامية، ما سر هذا الحب المريب للإخوان، خاصة أمريكا والحديث عن صفقات وبيع أراضٍ في سيناء؟
ــ كما يأكل الكلام بعضه بعضا، يفسر الكلام بعضه بعضا، وفي سؤالك إيماء للجواب، فإذا كان الإخوان قد نالوا كل هذا الرضا، وهذا الموقف المؤيد والداعم والراغب في استمرار هذا النظام، هذا يعني أن هناك سماعا لمطالب معينة وتنفيذها، وأنا لا أعلم في الحقيقة إذا كانت هناك صفقات بالفعل كما تشير الأنباء والتقارير والمصادر، سواء بيع جزء من سيناء يتم فيه توطين الفلسطينيين، هذا تردد لكن ما هي تفاصيله؟ وإلى أين وصل؟ لا أعلم، والكلام الوارد في سؤالك يفسر بعضه بعضا.
أمريكا ومصر
• وكيف تنظر كدبلوماسي للشرخ الذي حدث بين أمريكا ومصر جراء كل هذه التداعيات ودعم الإخوان؟
ــ أمريكا تقدر مصالحها وفقا لحساباتها، وأعتقد أنهم مع تطور الأمور، لم يتيقن الأمريكان أن هناك إرادة شعبية واتجاها شعبيا آخر في مصر، أعتقد أنهم في النهاية سينزلون عند إرادة الشعب المصري؛ لأن الأمريكان يدركون مدى أهمية مصر لهم في المنطقة، وأن مصالحهم في المنطقة تخدم جزءا كبيرا منها إقامة علاقات طيبة وسليمة مع مصر، وربما هناك أصوات داخل الإدارة الأمريكية وفي الكونجرس الأمريكي تنادي بالإبقاء على علاقات قوية مع مصر، وأتصور أنهم بدأوا يدركون حقيقة ما حدث في مصر، وهذا بفضل الجهود التي بذلت من الأصدقاء والأشقاء وعلى رأس هؤلاء المملكة العربية السعودية في حديثهم مع الأمريكان وشرحهم لحقيقة ما حدث، أدى وسيؤدي إلى تغير الموقف الأمريكي بما يعدل الأوضاع في المستقبل القريب، وهذا ما أتوقعه وما أؤمله، والدليل على ذلك أنه لم يصدر عن الإدارة الأمريكية أو الجهات الأمريكية الرسمية ما يشير إلى أنهم يفسرون ما حدث على أنه كان انقلابا عسكريا، وهذا يؤكد أن لديهم المزيد من التفهم لما حدث من التطورات في مصر.
• خاصة أن العسكر لم يتسلموا الحكم؟
ــ صحيح، وهذا سيؤدي إلى المزيد من التفهم.
الرئيس المقبل
• وماذا لو ترشح عسكري لرئاسة مصر؟
ــ الباب مفتوح لمن يرى في نفسه الكفاءة من المصريين عسكري أو غير عسكري، ومن ير في نفسه القدرة والكفاءة فليتقدم لهذا المنصب، والأمر في النهاية متروك للشعب المصري، وهو يختار بحرية وشفافية من يراه أهلا لهذا المكان.
• المصريون خلاقون دائما وبارعون في اختراع شعارات حملاتهم السياسية كما هم بارعون في ابتكار النكتة الحاضرة، ولعل الأحداث التي مرت بها مصر تؤكد ذلك، «كمل جميلك يا سيسي» في دعوة صريحة تجمع التواقيع لمطالبة الفريق أول عبدالفتاح السيسي بالترشح للرئاسة، بينما السيسي يقول: «شرف حماية إرادة شعب مصر أعز علي من شرف حكم مصر»، هل تتوقع أن يخلع الفريق أول السيسي بدلة العسكر ويترشح لرئاسة مصر تحت ضغط أو تحرك شعبي؟
ــ يسأل في هذا الفريق أول عبدالفتاح السيسي، وأنا لست في موضع الإجابة عنه، لكن بصفة عامة الباب مفتوح لأي مصري يرى في نفسه الكفاءة والمقومات التي تؤهله لشغل هذا المنصب، منصب رئيس مصر ليس بالمنصب السهل أبدا، ويحتاج بالفعل إلى شخصية تكون كفؤة له، والأمر في النهاية متروك لله عز وجل ثم لإرادة الشعب المصري، والذي يعبر عن رأيه واختياره وفق ما نشهده من ديموقراطية حقيقية.
• وكيف تقيم الوضع في سيناء؟ من خلال معلوماتك هل أوشك الجيش على السيطرة على الجماعات الإرهابية هناك؟ أم أن الأمر ما زال معقدا؟
ــ واضح أن ما حدث في سيناء لم يكن سهلا على الإطلاق، من خلال متابعة الكميات الكبيرة من الأسلحة والذخائر التي تمت مصادرتها، وغير ذلك من مخازن أخرى لأسلحة وذخيرة تم تدميرها، كميات مهولة جدا، وهذا كان يعني أن توجه جيشا بهذا التسليح الكبير والأسلحة المتقدمة التي بحوزتهم، الموضوع لم يكن سهلا أبدا، ولكن الجهد الكبير الذي يقوم به الجيش المصري وخطتهم تسير بنجاح، وإن شاء الله يتم في القريب العاجل يتم القضاء نهائيا على كل البؤر الإرهابية المتواجدة في شمال سيناء، وخلال الأيام الماضية كان واضحا أن الحملة مكثفة أكثر من ذي قبل، وبحسم وحزم شديد جدا، والكميات الكبيرة التي تمت مصادرتها لا يمكن وصفها، ولك أن تتخيل أنه في أحد المواقع تم ضبط 10 أطنان من مادة (TNT) شديدة الانفجار، وهذه كمية مهولة جدا، وتوضح إلى أي حد كان هؤلاء يريدون شرا بمصر وأهلها وبالمنطقة إجمالا، فهذا لا يشكل نوع من زعزعة دعائم الاستقرار في مصر وحدها، بل في المنطقة بأسرها، العملية كبيرة جدا وكما لو كنت تواجه جيشا نظاميا وليس مجموعة من الإرهابيين والبؤر الإرهابية، نحن نتكلم عن مجموعة مسلحة تسليحا حديثا، وبكميات تكفي لتسليح جيش على المستوى الصغير، وسيكلل جهد الجيش المصري بالنجاح في نهاية المطاف بإذن الله.
• وماذا عن قناة السويس، هل هي مؤمنة تماما؟
بالتأكيد مؤمنة تماما.
لاحس.. لا خبر
• كيف تلقيتم ردة فعل أنصار الإخوان من الجالية المصرية في المملكة؟
ــ لم ألحظ أي رد فعل من هؤلاء على الإطلاق، ربما نتيجة لأن الكل هنا لا بد له أن يلتزم بالأنظمة والقوانين المرعية في المملكة، فلم أسمع حسا ولم أتلق خبرا من هؤلاء يعبر عن رد فعلهم لما حدث في مصر.
• كم تعداد الجالية المصرية في المملكة؟
ــ يقيم على أرض المملكة قرابة مليوني مصري، وهذه تقديرات وليست حسبة دقيقة.
التبادل التجاري
• وكم حجم التبادل التجاري بين المملكة ومصر؟
ــ في العام الماضي كان خمسة مليارات دولار، وأعتقد أن يزيد الحجم عن ذلك.
• هل هناك نسبة متوقعة؟
خلال الأعوام الخمسة أو الستة الماضية كان حجم التبادل التجاري بين البلدين يزيد تصاعدا بنسبة 20 في المائة سنويا، والتوقع أن يزيد خلال هذا العام بهذه النسبة.
• ما أبرز أشكال الاستثمارات المصرية في المملكة والعكس؟
ــ هي مجالات عديدة ومتنوعة، ولكن يظل أبرزها مجال العقارات والمعمار، والاستثمارات السعودية في مصر متنوعة أيضا وفي كافة المجالات تقريبا في مصر.
تهنئة خاصة
• هل من كلمة أخيرة؟
ــ انتهز هذه الفرصة لأعبر عن تهنئتي وكل زملائي في السفارة وكافة البعثات المصرية الموجودة على أرض المملكة، ونتوجه بالتهنئة باليوم الوطني للمملكة العربية السعودية متمنين للمملكة قيادة وحكومة وشعبا المزيد من التقدم والازدهار في كافة مناحي الحياة، وبالفعل ما نشاهده على أراضي المملكة من تطور وتقدم هو مصدر فخر لنا جميعا، والمملكة تحتل الآن مكانة بارزة بين الدول الناهضة والتي حققت إنجازات مشهود لها في كافة المجالات وهي من الاقتصاديات التي لها وزنها وثقلها على المستوى الدولي والمؤثرة على الاقتصاد العالمي بصفة عامة، والذي يعد مفخرة لنا جميعا.