بصراحة
الاثنين / 24 / ذو القعدة / 1434 هـ الاثنين 30 سبتمبر 2013 19:37
رندا الشيخ
لا أعلم لم يتهرب بعض البشر من الصراحة، مع أنهم يبدأون أحاديثهم في الغالب بعبارة: «بصراحة»! لكن هذه البداية للأسف لا يتبعها أي رأي صريح، بل أحد أمرين، إما سلسلة من المجاملات، أو خطة للتهرب من التعبير عن وجهة نظر قد يكون الآخر بحاجة ماسة إليها!
وليت الأمر يقتصر على ذلك، لا أبداً! فهم يلاحقون غيرهم ويخنقونهم بإسداء النصائح التي تهدف إلى دفعهم دفعاً نحو انتهاج هذا السلوك من منطلق الرفق بمشاعر الآخر وعدم جرحه بذكر الحقيقة ومصارحته بها، أو التخوف من اتهامهم بالحسد أو الضغينة إن لم يجاملوا! لكن من قال بأن الصراحة يجب أن تكون قاسية أو مؤلمة أو مؤذية؟ وماذا لو اقتضت الضرورة أن تكون كذلك، هل سنترك الآخر يتخبط حائراً بسبب تخوفنا من فكرة جرحه أو إيلامه بالحقيقة؟ أوليس ألم الصراحة أهون من ألم الفشل وخزيه؟ حسنٌ، إن لم تكن مقتنعاً بكل ما كتبته فاتركه ولنتساءل معاً.
ألا تعتقد يا قارئي العزيز أن التهرب من مصارحة الآخرين هي أحد أهم الأسباب التي قد تؤدي إلى تردي الذوق العام بالمجتمع، وظهور نماذج تعتقد بأنها تمتلك مقومات ومواهب مختلفة عن غيرها لا تلبث أن تتباهى بها بخيلاء في كل محفل ظناً منها أنها تقوم بدورها بالشكل الصحيح؟ ماذا عن المجاملة التي تقتل روح المحاولة وتؤدي إلى انسلاخ الرغبة في التميز عن صاحبها؟ أظن بأن النتيجة ستشبه تماماً ما حدث مع سامي!
فقد كان سامي عازفاً جيداً للبيانو، لكنه لم يكن رائعاً كما كان يقول المجاملون من حوله، فسر روعته لم تكن الموهبة الفذة، بل نفوذ والده. ورغم أن سامي لم يفكر يوماً في استغلال ذلك لصالحه، إلا أن الإطراء الذي كان يسمعه دوماً حين يعزف مقطوعاته البسيطة جداً في حفلات العشاء، دفعه للمشاركة في مسابقة للعزف على مستوى المنطقة كانت تنقل على الهواء. وفي الليلة التي سبقت مشاركته فوجئ بزيارة أحد زملائه الذي حاول إثناءه عن المشاركة بعد أن صارحه برأيه في عزفه الذي يحتاج للكثير من الصقل والتدريب، إلا أنه وللأسف لم يستمع إليه! بل استنكر كل ما قاله متهماً إياه بالغيرة والحسد! لكن لجنة تقييم المواهب التي استمعت إليه على الهواء لم تتوان عن إخباره بذلك أمام المئات من الآلاف!
بصراحة، ألم يكن سامي بحاجة إلى الكثير من الصراحة والقليل من المجاملة لحفظ ماء وجهه وصقل مهارته في العزف؟ «ولا أنا غلطانة»؟.
وليت الأمر يقتصر على ذلك، لا أبداً! فهم يلاحقون غيرهم ويخنقونهم بإسداء النصائح التي تهدف إلى دفعهم دفعاً نحو انتهاج هذا السلوك من منطلق الرفق بمشاعر الآخر وعدم جرحه بذكر الحقيقة ومصارحته بها، أو التخوف من اتهامهم بالحسد أو الضغينة إن لم يجاملوا! لكن من قال بأن الصراحة يجب أن تكون قاسية أو مؤلمة أو مؤذية؟ وماذا لو اقتضت الضرورة أن تكون كذلك، هل سنترك الآخر يتخبط حائراً بسبب تخوفنا من فكرة جرحه أو إيلامه بالحقيقة؟ أوليس ألم الصراحة أهون من ألم الفشل وخزيه؟ حسنٌ، إن لم تكن مقتنعاً بكل ما كتبته فاتركه ولنتساءل معاً.
ألا تعتقد يا قارئي العزيز أن التهرب من مصارحة الآخرين هي أحد أهم الأسباب التي قد تؤدي إلى تردي الذوق العام بالمجتمع، وظهور نماذج تعتقد بأنها تمتلك مقومات ومواهب مختلفة عن غيرها لا تلبث أن تتباهى بها بخيلاء في كل محفل ظناً منها أنها تقوم بدورها بالشكل الصحيح؟ ماذا عن المجاملة التي تقتل روح المحاولة وتؤدي إلى انسلاخ الرغبة في التميز عن صاحبها؟ أظن بأن النتيجة ستشبه تماماً ما حدث مع سامي!
فقد كان سامي عازفاً جيداً للبيانو، لكنه لم يكن رائعاً كما كان يقول المجاملون من حوله، فسر روعته لم تكن الموهبة الفذة، بل نفوذ والده. ورغم أن سامي لم يفكر يوماً في استغلال ذلك لصالحه، إلا أن الإطراء الذي كان يسمعه دوماً حين يعزف مقطوعاته البسيطة جداً في حفلات العشاء، دفعه للمشاركة في مسابقة للعزف على مستوى المنطقة كانت تنقل على الهواء. وفي الليلة التي سبقت مشاركته فوجئ بزيارة أحد زملائه الذي حاول إثناءه عن المشاركة بعد أن صارحه برأيه في عزفه الذي يحتاج للكثير من الصقل والتدريب، إلا أنه وللأسف لم يستمع إليه! بل استنكر كل ما قاله متهماً إياه بالغيرة والحسد! لكن لجنة تقييم المواهب التي استمعت إليه على الهواء لم تتوان عن إخباره بذلك أمام المئات من الآلاف!
بصراحة، ألم يكن سامي بحاجة إلى الكثير من الصراحة والقليل من المجاملة لحفظ ماء وجهه وصقل مهارته في العزف؟ «ولا أنا غلطانة»؟.