ينتابني دوما شعور بالفخر وأنا أتابع مبادرات الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة لتطوير المناطق العشوائيات في العاصمة لمقدسة، فالمشروع يسير على قدم وساق ووفق خطة زمنية محددة، ووفق أمين العاصمة المقدسة الدكتور أسامة بن فضل البار فإن أول محاور تطوير المناطق العشوائية لـ (66) حيا في مكة المكرمة، ستبدأ بخمسة مشروعات كبرى لتطوير أحياء، قوز النكاسة، والكدوة، وحي الزهور، ومنطقة جبل الشراشف.
وأعتقد أن اختيار جبل الشراشف ليكون باكورة التطوير كان توجها موفقا فهذه الكتلة السكنية تقع في وسط مكة المكرمة، وتشتهر بضيق مساراتها وكثرة وجود العمالة المخالفة لنظام الإقامة والعمل فيها، وانتشار المساكن العشوائية في أسفل الجبل وأعلى قمته، إضافة إلى تنوع المخالفات الأمنية والقانونية في الجبل أو بقية الأحياء الأخرى المستهدفة بالتطوير.
وعلى حد علمي سوف تعتمد خطة تطوير جبل الشراشف على إقامة خط دائري يلتف حول سفح الجبل بعد إزالة المناطق العشوائية، وإنشاء الفنادق والمساكن للحجاج والمعتمرين على جانبيه، وذلك على أن تكون نسبة السكان المحليين 30 في المائة، والموسميين 70 في المائة.
وعلينا الإقرار بأن تضاريس منطقة جبل الشراشف ذات صعوبة ومرتفعة بنحو 360 مترا فوق مستوى سطح البحر، وتتصف معظم مساحاتها بالمنحدرات الحادة والوديان العميقة، مما يشكل تحديا من حيث إنشاء البنية التحتية وإمكانية الوصول إليها، لكن عبقرية الفيصل وطموح سموه فوق كل التحديات وسوف يشمل المشروع مرافق فندقية وسكنية وتجارية ومراكز للبيع بالتجزئة إلى جانب مرافق تربوية وأخرى صحية وغيرها من الخدمات المساندة.
وسيغطي مشروع تطوير منطقة جبل الشراشف حوالى 1.631.000 متر مربع تقريبا، بغية تحويل المنطقة إلى مركز حضري حديث الطراز في مكة المكرمة، عن طريق إعادة التطوير كاملة، وأن المخطط الرئيس الشامل لمفهوم التطوير يحتوي على أكثر من ألف قطعة أرض بإجمالي 7.2 مليون متر مربع من المساحة المبنى عليها.
وستكون مرافق المشروع بعد اكتماله متضمنة مرافق سكنية دائمة ومرافق سكنية تجارية ومرافق سكنية موسمية ومرافق تجارية متعددة الاستخدامات ومرافق اجتماعية وتربوية ومرافق خدمات صحية ومساجد، ومراكز للدفاع المدني والشرطة إضافة إلى المساحات الخضراء والمتنزهات.
ويرتبط المشروع داخليا وخارجيا بالمناطق المحيطة بشبكة من الطرق والجسور الحديثة لكل من المركبات والمشاة، مع تصميم طريق داخلي في الحي بعرض 40 مترا ويتفرع بدوره إلى ممرين متوازيين شمالي وجنوبي يؤديان إلى شارع إبراهيم الخليل الحالي وإلى الجانب الغربي المقترح من الطريق الدائري الثاني..
إن توجيهات سمو أمير منطقة مكة المكرمة بوصفه رئيس اللجنة التنفيذية لمشروع معالجة وتطوير العشوائيات بالطبع أولت إنسان المكان أهمية بالغة وجعلته ركيزة أساس في التنمية .. فهنيئا لمكة المكرمة بهذا الأمير الفذ.