حداد القلوب
الخميس / 27 / ذو القعدة / 1434 هـ الخميس 03 أكتوبر 2013 19:18
محمد الأحمد
قال الله تعالى (ومن يرد الله فتنته فلن تملك له من الله شيئا أولئك الذين لم يرد الله أن يطهر قلوبهم لهم في الدنيا خزي ولهم في الاخرة عذاب عظيم سماعون للكذب أكالون للسحت)، وقال تعالى: (لو ينهاهم الربانيون والاحبار عن قولهم الاثم وأكلهم السحت لبئس ما كانوا يصنعون). قال أهل التفسير في قوله تعالى (أكالون للسحت) أي الحرام وسمي المال الحرام سحتا لأنه يسحت الطاعات، أي يذهبها ويستأصلها: ويدخل في السحت كل ما لا يحل كسبه. وعقوبة هذا الغاصب النار، فقد جاء في الحديث عن جابر رضي الله عنه قال: (قال رسول الله لا يدخل الجنة لحم نبت من سحت وكل لحم نبت من سحت كانت النار أولى به) رواه أحمد والدارمي، وفي رواية أخرى: (كل جسد نبت من سحت فالنار أولى به) رواه أحمد والطبراني، روى الإمام البخاري بسنده عن أبي حميد الساعدي رضي الله عنه قال: (استعمل النبي صلى الله عليه وسلم رجلا من الأزد يقال له ابن اللتبية على الصدقة، فلما قدم قال: هذا مالكم وهذا أهدي إلي. فقام النبي صلى الله عليه وسلم فصعد على المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: ما بال العامل نبعثه فيأتي يقول: هذا لك وهذا لي؟ فهلا جلس في بيت أبيه وأمه فينظر أيهدى له أم لا؟ والذي نفسي بيده لا يأتي بشيء إلا جاء به يوم القيامة يحمله على رقبته إن كان بعيرا له رغاء أو بقرة لها خوار أو شاة تيعر...).
ومن أبواب السحت [الرشوة] هي: ما يعطى لإبطال حق أو لإحقاق باطل، كما قاله الجرجاني في التعريفات، وهو أحسن ما عرفت به الرشوة.
إن الأب المسلم المؤمن هو الذي يحرص على ألا يدخل جوف أبنائه شيء من الحرام، يروى أن أحد الصحابة من الأنصار، اسمه أبو دجانة الأنصاري كان مواظبا على صلاة الفجر جماعة خلف النبي صلى الله عليه وآله، ولكنه كان يخرج مسرعا بعد انتهاء الصلاة مباشرة، فأوقفه النبي صلى الله عليه وآله يوما وسأله قائلا : يا أبا دجانة، أليست لك عند الله حاجة؟ فقال أبو دجانة: يا رسول الله إنه ربي ولا أستغني عنه طرفة عين، فقال صلى الله عليه وآله : إذن لماذا لا تنتظر حتى تختم الصلاة ثم تدعو الله بما تريد؟ قال أبو دجانة : إن لي جارا من اليهود، وله نخلة تمتد فروعها في صحن داري فإذا هبت الريح ليلا أسقطت رطبها عندي، لذلك أخرج مسرعا لأجمع ذلك الرطب وأرده إلى صاحبه قبل أن يستيقظ أطفالي فيأكلوا منه وهم جياع، وأقسم لك يا رسول الله إنني رأيت أحد أولادي يمضغ تمرة فأدخلت إصبعي في حلقه فأخرجتها قبل أن يبتلعها، ولما بكى ولدي من الجوع، قلت له : أما تستحي من وقوفي أمام الله سارقا؟.. فانظروا كيف كان هذا المسلم حريصا على ألا يدخل جوف أبنائه الحرام لعلمه ما يخلفه من أثر سلبي عليهم وأبسطها ان يميت قلوب ابنائه بهذا المشرب الحرام وفى مقولة معبرة سمعتها لأحد المعمرين: القلب يحتاج الى حداد كي يزيح الصدأ الذي تربى عليه القلب من مطعم وملبس ومشرب ويا حداد القلوب.
ومن أبواب السحت [الرشوة] هي: ما يعطى لإبطال حق أو لإحقاق باطل، كما قاله الجرجاني في التعريفات، وهو أحسن ما عرفت به الرشوة.
إن الأب المسلم المؤمن هو الذي يحرص على ألا يدخل جوف أبنائه شيء من الحرام، يروى أن أحد الصحابة من الأنصار، اسمه أبو دجانة الأنصاري كان مواظبا على صلاة الفجر جماعة خلف النبي صلى الله عليه وآله، ولكنه كان يخرج مسرعا بعد انتهاء الصلاة مباشرة، فأوقفه النبي صلى الله عليه وآله يوما وسأله قائلا : يا أبا دجانة، أليست لك عند الله حاجة؟ فقال أبو دجانة: يا رسول الله إنه ربي ولا أستغني عنه طرفة عين، فقال صلى الله عليه وآله : إذن لماذا لا تنتظر حتى تختم الصلاة ثم تدعو الله بما تريد؟ قال أبو دجانة : إن لي جارا من اليهود، وله نخلة تمتد فروعها في صحن داري فإذا هبت الريح ليلا أسقطت رطبها عندي، لذلك أخرج مسرعا لأجمع ذلك الرطب وأرده إلى صاحبه قبل أن يستيقظ أطفالي فيأكلوا منه وهم جياع، وأقسم لك يا رسول الله إنني رأيت أحد أولادي يمضغ تمرة فأدخلت إصبعي في حلقه فأخرجتها قبل أن يبتلعها، ولما بكى ولدي من الجوع، قلت له : أما تستحي من وقوفي أمام الله سارقا؟.. فانظروا كيف كان هذا المسلم حريصا على ألا يدخل جوف أبنائه الحرام لعلمه ما يخلفه من أثر سلبي عليهم وأبسطها ان يميت قلوب ابنائه بهذا المشرب الحرام وفى مقولة معبرة سمعتها لأحد المعمرين: القلب يحتاج الى حداد كي يزيح الصدأ الذي تربى عليه القلب من مطعم وملبس ومشرب ويا حداد القلوب.