أخلاقيات الثراء المفقودة

عبدالمحسن هلال

صديقي الجميل ثامر الميمان أشهر من أن أعرفه فهو من ألمع نجوم عكاظ بقلمه الذهبي، وإن كنت أظنه يكتب بمرسمة أبو ريالين لأنه يرسم لوحة تشكيلية زاهية لا مجرد مقالة. كتب الثلاثاء الماضي عن مليارديرات العالم والخليج، ورغم أنه كرر في مقاله كلمة «اللهم لا حسد» سبعين مرة، ربما دفعا لحسد الأثرياء عنه، إلا أني أحسده على مقاله هذا لمعرفتي أنه مثلي لا يجيد الحساب وإجراء المعادلات المالية، تحديدا لقدرته على كتابة وتهجئة المليارات والتريليونات وتوزيعها بنسب مئوية بين نوع من خلق الله يسمون مليارديرات.
يقول، متكئا على تقرير لشركة «ويلث» المتخصصة في أخبار الأثرياء، إن أثرياءنا احتلوا المرتبة الأولى على مستوى العالم في 2013م وذهب يعدد (من العد وليس من التعديد على الميت) أصحاب الثروات منسوبين إلى أوطانهم ناسيا أن هؤلاء لا وطن لهم إلا البنوك حيث يسكنون ويتوالدون مع ثرواتهم، ثم يدعي أن لدينا 64 مليارديرا سعوديا، ليت أبا بدر لم يعجل علينا بأرقام الاندرينا وانتظر نأتيه بالريالات خضرا ثم «نغسلهن» حمرا قد روينا، لكنه سامحه الله حطم كل أمانينا، بالخصوص حين يقول إن ثلاثة أرباعهم غير عصاميين، ويريدنا أن نصدق مقولته اللهم لا حسد، سأحسدهم عنك برغم أن عيني دافية وليست حارة،، أما الآخرون وهم القلة فليبارك الله لهم تجارتهم وعملهم، مع سؤال خافت عما أنفقوه تجاه شعبهم ووطنهم، أما غير العصاميين فسؤالهم مضيعة للوقت فالوطن بالنسبة لهم ليس إلا بقرة حلوب والمواطن مجرد زبون لمزيد من الحلب.
ما يجب متابعته هو أموال هؤلاء وتحويلاتهم البنكية لا أموال العمالة السائبة التي منشأها الأول ربما يكون له علاقة بخلق ثروة هؤلاء الأثرياء، ربما نحن الدولة الوحيدة في العالم التي لا تفرض ضرائب على الدخل ولا على البيع والشراء، بل وتقدم تسهيلات وامتيازات كثيرة لرجال المال والأعمال، ومع أن المردود من هذا القطاع ضئيل مقارنة بما يقدم له ومقارنة بمثيله في بقية دول العالم، تستمر سياسة الدعم الرسمي مرسخة الاعتقاد بأن طريق القطاع الخاص لم يزل شارعا باتجاه واحد، وأنه شارع ينتهي عند خط الحدود.


Hadeelonpaper@gmail.com