حاج والا داج
الثلاثاء / 10 / ذو الحجة / 1434 هـ الثلاثاء 15 أكتوبر 2013 20:22
اعتدال عطيوي
ذكريات الحج العزيزة علينا ــ كبارا وصغارا ــ هذه العبارة التي تأتي عفوية لمعرفة أحوال بعضنا في أيام الحج، حيث تنشغل المنطقة على قدم وساق بتفاصيلها لشهور عدة.
وقد كان معظم الناس يحجون سنويا لقلة أعداد الحجيج وسهولة أداء المناسك ووجودهم في أماكن الحج أو قريبا منها، ما كرسها عادة سنوية للكثيرين لا يتخلفون عنها إلا نادرا، خصوصا عندما يبلغ أبناؤهم وبناتهم الحلم، فتكون حجة الفرض مع الأسرة أو أقاربهم وأصدقائهم، ويسمي حينها حج رجال.
وتكاد تخلو المدن، فلا يبقي في الخليف، وهو ما يطلق على أيام الحج، إلا النساء والأطفال والمسنين، حيث ينشغل معظم أهالي مكة وجدة والمدينة إما في أداء الحج أو في العمل في مهامه.
وكنت قد بحثت عن معنى الكلمة أثناء إعدادي لكتاب اللهجة الحجازية، فوجدت الكثير من المعلومات الطريفة، فوددت أن أنشرها عليكم لأنها جزء من تراثنا العريق، فوجدت أنها لا تعني المقيم كما يتداولها الموروث الشعبي، بل لها معانٍ أخرى تبعد أو تقرب من ذلك.
فقد ورد في معاجم اللغة أن الحاج من يؤدي المناسك، أما الداج فهم مرافقو الحجاج من الأجراء والخدم والمعاونين، وقد كانت العرب تقول قديما: وأقبل الحاج والداج، الحاج: الذين يحجون، والداج: الذين معهم من الأجراء والمكارين والأعوان ونحوهم. كما ورد في تاج العروس أنها تطلق على الساعين في تجارة الحج؛ لأنهم يدجون على الأرض أي يدبون ويسعون في السفر مع الحاج في تجاراتهم، كما قال ابن السكيت لا يقال: يدجون حتى يكونوا جماعة وهم الداجة. ودج فلان إذا تجر»؛ لأنه يدب على الأرض ويسعى في السفر، وقد أشار لها الأصفهاني في كتابه (الأزمنة والأمكنة) بنفس المعنى في حديث ابن عمر رأى قوما في الحج لهم هيئة أنكرها، فقال هؤلاء الداج وليسوا بالحاج (الجوهري).
لذا كان الناس قديما إما حجاجا أو مشتغلين بخدمة الحجيج والتكسب المباح أو يجمعون الاثنتين معا، وهو أمر مشروع ورد إبطالا لعادة عند العرب، حيث كانوا يمتنعون عن التجارة بعرفات ومنى، فأحل الله لهم ذلك، بقوله تعالى في سورة البقرة (ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم) أي لا إثم عليكم ولا حرج (أن تبتغوا فضلا من ربكم)، أي أن تتكسبوا في الحج، وهو نسك عبادي، والمكسب الذي يأتي فيه هو فضل من الله ــ كما ورد في تفسير الطبري.
وقد كان الحج وما زال من أهم مواسم التجارة قديما وحديثا، فهو للحجاج تكسب بهدف الإعالة، خصوصا للقادمين في رحلات برية طويلة، كما يشكل لأهالي البلاد مصدرا اقتصاديا هاما منذ آلاف السنين، حيث يعمل معظمهم في أعماله ومهامه، فهم لذلك ما بين حاج وداج فأيهم أنت... وإلى حلقة أخرى من ذكريات الحج.
وقد كان معظم الناس يحجون سنويا لقلة أعداد الحجيج وسهولة أداء المناسك ووجودهم في أماكن الحج أو قريبا منها، ما كرسها عادة سنوية للكثيرين لا يتخلفون عنها إلا نادرا، خصوصا عندما يبلغ أبناؤهم وبناتهم الحلم، فتكون حجة الفرض مع الأسرة أو أقاربهم وأصدقائهم، ويسمي حينها حج رجال.
وتكاد تخلو المدن، فلا يبقي في الخليف، وهو ما يطلق على أيام الحج، إلا النساء والأطفال والمسنين، حيث ينشغل معظم أهالي مكة وجدة والمدينة إما في أداء الحج أو في العمل في مهامه.
وكنت قد بحثت عن معنى الكلمة أثناء إعدادي لكتاب اللهجة الحجازية، فوجدت الكثير من المعلومات الطريفة، فوددت أن أنشرها عليكم لأنها جزء من تراثنا العريق، فوجدت أنها لا تعني المقيم كما يتداولها الموروث الشعبي، بل لها معانٍ أخرى تبعد أو تقرب من ذلك.
فقد ورد في معاجم اللغة أن الحاج من يؤدي المناسك، أما الداج فهم مرافقو الحجاج من الأجراء والخدم والمعاونين، وقد كانت العرب تقول قديما: وأقبل الحاج والداج، الحاج: الذين يحجون، والداج: الذين معهم من الأجراء والمكارين والأعوان ونحوهم. كما ورد في تاج العروس أنها تطلق على الساعين في تجارة الحج؛ لأنهم يدجون على الأرض أي يدبون ويسعون في السفر مع الحاج في تجاراتهم، كما قال ابن السكيت لا يقال: يدجون حتى يكونوا جماعة وهم الداجة. ودج فلان إذا تجر»؛ لأنه يدب على الأرض ويسعى في السفر، وقد أشار لها الأصفهاني في كتابه (الأزمنة والأمكنة) بنفس المعنى في حديث ابن عمر رأى قوما في الحج لهم هيئة أنكرها، فقال هؤلاء الداج وليسوا بالحاج (الجوهري).
لذا كان الناس قديما إما حجاجا أو مشتغلين بخدمة الحجيج والتكسب المباح أو يجمعون الاثنتين معا، وهو أمر مشروع ورد إبطالا لعادة عند العرب، حيث كانوا يمتنعون عن التجارة بعرفات ومنى، فأحل الله لهم ذلك، بقوله تعالى في سورة البقرة (ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم) أي لا إثم عليكم ولا حرج (أن تبتغوا فضلا من ربكم)، أي أن تتكسبوا في الحج، وهو نسك عبادي، والمكسب الذي يأتي فيه هو فضل من الله ــ كما ورد في تفسير الطبري.
وقد كان الحج وما زال من أهم مواسم التجارة قديما وحديثا، فهو للحجاج تكسب بهدف الإعالة، خصوصا للقادمين في رحلات برية طويلة، كما يشكل لأهالي البلاد مصدرا اقتصاديا هاما منذ آلاف السنين، حيث يعمل معظمهم في أعماله ومهامه، فهم لذلك ما بين حاج وداج فأيهم أنت... وإلى حلقة أخرى من ذكريات الحج.