منظمة الصحة العالمية تُشيد بجهود المملكة لمواجهة «كورونا» خلال الحج

تجربة المملكة في التعامل مع الحشود البشرية مرجع يستفاد منه عالميا

حسين هزازي (جدة)

أشادت منظمة الصحة العالمية بمجهودات وزارة الصحة بالمملكة في مواجهة كورونا في حج هذا العام، حيث قالت على موقعها الرسمي إن وزارة الصحة السعودية تواجه تحديا تنظيميا هائلا لتوفير الرعاية الصحية، لأكثر من مليوني حاج، للقيام بجولة في الأماكن المقدسة في مكة والمدينة خلال ثلاثة أيام لأداء فريضة الحج، والذي يضطلع كل مسلم مرة واحدة على الأقل في حياته لها.
وجاء في تقرير المنظمة أن الحج يعود إلى القرن السابع وتراكمت لدى المملكة قرون من الخبرة في هذا المجال، واستضافت خلالها موجات من الحجاج من جميع أنحاء العالم، إذ أن التحضيرات لكل موسم حج تبدأ مع الدروس المستفادة في نهاية موسم الحج السابق.
وذكرت المنظمة أن الحجاج مدعومين بخدمات صحية كبيرة ، حيث بلغ عدد الذين تم علاجهم خلال موسم الحج هذا العام 372 ألف حاج حظيوا بخدمات مختلفة في مرافق وزارة الصحة، حيث يتم توفير جميع الخدمات الصحية مجانا، حتى التدخلات الجراحية المعقدة والمكلفة مثل جراحات القلب المفتوح، وأمراض القلب والأوعية الدموية، الحرارة والجفاف والحروق، والتسمم الغذائي، فضلا عن مشاكل في الكلى وتقود أسباب التدخلات الطبية أثناء الحج.
وأضافت أن وزارة الصحة بالمملكة جهزت 25 مستشفى مع 5250 سريرا و141 مركزا صحيا في 4 مناطق الحج الرئيسية لخدمة الحجاج، بالإضافة إلى العاملين في مجال الصحة من جميع أنحاء المملكة والمساندة لتلك المستشفيات، مشيرة إلى أنه تم بناء مستشفى الطوارئ في مشاعر منى حصرا لخدمة حجاج بيت الله الحرام، حيث يقع بين الأماكن المقدسة في مكة وعرفات، ويتم العمل فيه أثناء الحج ويغلق بقية العام، كما أن مستشفى منى لديه 190 سريرا ويرى ما بين 10 آلاف إلى 12 ألف مريض يوميا خلال الحج، ويجري إدخال معدات جديدة هذا العام، وتم وضع 95 سيارة إسعاف صغيرة كوحدات العناية المركزة المتنقلة، مع كل سيارة طبيب وممرضة ومجهزة بأحدث التقنيات، للعمل في المناطق المزدحمة بسرعة العلاج ونقل المرضى المحتاجين، وبذلك يصل إجمالي عدد سيارات الإسعاف إلى 175 سيارة.
وقالت منظمة الصحة العالمية، إنه وللسنة الرابعة على التوالي، دعت وزارة الصحة في المملكة خبراء من منظمة الصحة العالمية لمراقبة وتقديم أي مساعدة فنية المطلوبة خلال الحج، كما أن تجربة المملكة الكبيرة في التعامل مع التجمعات الكبيرة مع الناس، أصبحت مرجعاً يستفاد منها للدول الأخرى للتعامل مع الأحداث الرياضية أو الثقافية أو الدينية الأخرى.
ومن ضمن الأدوار التي قامت بها الوزارة، تكثيف أنشطة التثقيف الصحي مع الخط الهاتفي المجاني حيث يستجيب الأطباء إلى المكالمات، ويتم توزيع الكتيبات مع المعلومات الصحية في 10 لغات للحجاج القادمين وإلى وسائل الإعلام.
وأشارت إلى أن اندلاع الحجاج من الشرق الأوسط المعروفة بإصابتهم بالالتهاب الرئوى «كورونا» التي أثرت حتى الآن 138 شخصا وتسببت في 60 حالة وفاة على مستوى العالم، مع الغالبية العظمى من الحالات المبلغ عنها في المملكة، دفعت السلطات الصحية لتعزيز المراقبة والتثقيف الصحي للحجاج واردة، بالإضافة إلى تواجد مرفق المختبر الموجودة في جدة والمدينة المنورة، وقد تم تركيب وحدة المختبر الجديد في مستشفى منى الوادي من أجل إجراء الاختبارات بسرعة للحالات المشتبه بها.
كما أن اللجنة الوطنية العلمية السعودية للأمراض المعدية أوصت بأن كبار السن من 65 والأطفال والنساء الحوامل والذين يعانون من الظروف الكامنة ينبغي تأجيل الحج بسبب خطر كورونا، ووفقا للسلطات الصحية السعودية، يتم تنفيذ عمليات تفتيش عشوائية من الحجاج في الوصول إلى المطارات.
وينبغي للبلدان خارج المنطقة المتضررة الحفاظ على مستوى عال من اليقظة، وخصوصا تلك التي تضم أعدادا كبيرة من المسافرين أو العمال الضيوف العائدين من الشرق الأوسط، وينبغي تعزيز المراقبة في هذه البلدان وفقا للمبادئ التوجيهية لمنظمة الصحة العالمية جنبا إلى جنب مع إجراءات مكافحة العدوى في مرافق الرعاية الصحية، حيث تواصل منظمة الصحة العالمية إلى أن تطلب الدول الأعضاء أن تبلغ الحالات المؤكدة والمحتملة جنبا إلى جنب مع معلومات حول تعرضها، والاختبار، و طبيعة الحال السريرية لإبلاغ التأهب الدولي الأكثر فعالية و استجابة.
وتوصي منظمة الصحة العالمية بقوة تحقيقات قضية مفصل عن كل حالة، ودراسات الحالة للسيطرة على حالات مؤشر ومتابعة مكثفة من الاتصالات مع اختبار المصلية لتحسين المعرفة من الميزات الهامة للعدوى.