كابتن .. مايسترو !

علي فقندش

ربما يوافقني البعض في أن هناك تشابها بين «المايسترو» للفرقة الموسيقية و«الكابتن» لفريق كرة القدم في المستطيلات الخضراء، في المتطلبات العامة والخاصة فيه، وتلك التي من الواجب توافرها فيه من الإمكانات، ففي الفرقة الموسيقية غالبا ما يكون موقع المايسترو واقفا يطل على أفراد جوقته، وذلك مثل عبدالحليم نويرة وعبود عبدالعال وعبدالعظيم حليم وعماد عاشور وخالد فؤاد ووليد فايد وسامي إحسان ومحمد شفيق وعبده مزيد وسمير مبروك وحمادة النادي وأنور الحريري وهاني مهنا، وقبلهم وبعدهم العديد ممن قادوا الفرق الموسيقية وقوفا بحكم متطلبات آلاتهم الموسيقية أو ظروف أوضاعهم الخاصة كأشخاص، ومنهم أيضا أحمد الصعيدي والدكتور يوسف السيسي ويوسف جريس، وكذلك الموسيقيون الكبار الذين قادوا أعتى الفرق الموسيقية وهم جلوس، مثل مؤسس الفرقة «الماسية» الراحل أحمد فؤاد حسن، وقبله محمد عبده صالح الذي كان يقود فرقة أم كثوم الموسيقية جالسا كعازف لآلة «القانون»، كما هو الحال لدينا اليوم في فرقة جدة الموسيقية للإذاعة والتلفزيون التي يقودها الشاب عازف القانون بندر الشريف جالسا. وعندما استوضحت بعض ما يمكن أن يكون فارقا بين القيادتين الواقفة والقاعدة من أستاذنا الموسيقار والخبير الموسيقي غازي على، قال لي: كل الأنماط هي من أشكال القيادة الموسيقية، وكلاهما صحيح ومؤد إلى قيادة صحيحة، ولكن الفرق في أن القيادة والمايسترو جالسا قديمة وتوحي بأعمال التخت الموسيقي، بينما القيادة وقوفا تعني التعامل مع الهارموني والتوزيع الموسيقى المبني على علم أكثر.
ولأن الشيء بالشيء يذكر.. أراني والكثير يوافقني أن قادة مباريات كرة القدم عندما يكون أحدهم سنتر هاف «مدافعا» يطل كاشفا كل الملعب وزملاءه، ويكون أكثر مقدرة على القيادة من ذاك الذي يقود محورا أو وسط أيسر أم مهاجما، ودليلنا إلى ذلك تلك العظمة التي حققها الأرجنتيني باساريللا في مونديال 1978 وهناك أيضا حسن شحاته وهو يدافع عن ألوان المنتخب المصري، كذلك الفرنسي ماريوس تريزور الذي كان يعتبره كثيرون كابتنا لفرنسا حتى في وجود القائد ميشيل بلاتيني في وسط منتخب فرنسا، كذلك أجمل سنتر هاف في أوروبا التي ابتدعت مركز «الليبرو» في خطة 1/4/ 3/ 2 عندما كان السنتر هاف والليبرو الأشهر عالميا في ألمانيا باكينباور الذي قاد ألمانيا من خلال مركزه هذا إلى نوال كأس العالم 1974، وحتى محليا لدينا كان قادة الفرق في الملاعب والمنتخب من المدافعين هم الأكثر روعة والذين استطاعت الفرق بقيادتهم كمدافعين تحقيق أفضل الإنجازات، وتحديدا من خلال مركز السنترهاف مثل عبدالعزيز مفتي ولطفي لبان في الوحدة، وعبدالله يحيى الذي جاء من الاتفاق وعبدالرزاق أبو داوود ومن ثم وحيد جوهر في الأهلي، وإبراهيم تحسين في الشباب، وسمير عبدالشكور في أحد، أما في الاتحاد غازي يوسف ومحمد كعدور وشاكر باحجري وحامد صبحي ولِم لا؟ وأحمد جميل والراحل محمد الخليوي، أما في النصر عبدالله بن فليح وتوفيق المقرن، وبشير الغول في الهلال ثم صالح النعيمة في الهلال والمنتخب، والذي كان أول قائد عصري للهلال، وأكاد أجزم أنه كان أول من لفت الأنظار واهتمام أبناء ذلك الجيل من الجمهور إلى هذا المركز من تشكيلة الفريق.
أما اليوم، فإن على من أراد أن يكون نجم هذا المركز في الملاعب فلا بد من أن يكون مثل قائد المنتخب الانجليزي جيرارد في مباراته الأخيرة التأهيلية في مجموعات القارة الأوروبية أمام بولندا، عندما سجل هدف الاطمئنان لإنجلترا في الدقيقة الأخيرة، وفي وقت كان من الممكن أن تتعادل فيه بولندا لتبقى أنجلترا ثانية بعد أوكرانيا، وذلك بطريقة القائد الكاشف للملعب بالفعل وهو يعمل خلف فريق من النجوم وكأنه عازف الكونترباص عباس فؤاد الذي طالما اعتبر خلفية للفرق الموسيقية العربية.

فاصلة ثلاثية من سالم الجسر،
ــ ليس هناك فتاة بشعة، بل هناك فتاة لا تعرف كيف تزيل بشاعتها بالماكياج.
ــ ليس للمرأة الجميلة أصدقاء، في الوقت الذي لديها فيه عشاق وحاسدات.
ــ لا يلاحظ الرجل أن حديث المرأة الجميلة سخيف، إلا بعد أن يتزوجها.