«الميديا» الجديدة

منى أبو سليمان

وسائل التواصل الاجتماعي هي الميدان العام الجديد، مكان يجتمع فيه الناس، ويتبادلون المعلومات والخبرات، ويطرحون الأسئلة، ويمضون الوقت.
ونحن جميعا نستخدم وسائل التواصل الاجتماعي من الواتس أب إلى تويتر، ومعدل المشاركة السعودية هو من بين أعلى المعدلات في العالم، وذلك نتيجة للمعدل المرتفع جدا لاستخدام الهواتف الذكية، ومن المؤكد أن وسائل الإعلام (الميديا) التقليدية تحاول أن تبدل نفسها، عبر محاولاتها لاستقطاب جماهير جديدة، والحفاظ على جماهيرها القديمة، وعائداتها الإعلانية. ويبدو أن الإنفاق في مجال الإعلان الرقمي لم يتناغم بعد مع طريقة استخدام العرب والسعوديين لوسائل الإعلام.
وفي السنوات الأربع المقبلة ثمة فرصة للنمو لمعدل خمسة أضعاف، والناس الذين يفهمون القرن الحادي والعشرين سيكون بوسعهم الإفادة من هذه التغيرات.
لماذا استخدم أنا وسائل التواصل الاجتماعي وتبادل المعلومات، أحبّ أن أرسل المعلومات التي أحصل عليها من مصادر متعددة، بسبب عملي العابر للطبقات وخبراتي الواسعة، ورغبتي في توصيلها إلى الذين يريدونها. فأنا أرسل معلومات عن كل شيء. من إمكانيات المنح الدراسية، والمقالات والتصريحات الجيدة، والأغاني التي أحبها، والسبل لتحسين أوضاع الناس في العمل، والمنتديات المتوقعة، أي عن كل شيء وأي شيء أعتقد أن فيه قيمة إضافية لمتابعي. وأنا محظوظة جدا لكوني صاحبة موقع في العديد من الميادين، ولي اتصالات مع أناس من كافة أرجاء العالم ومن طبقات متنوعة ومختلفة، وكلهم يرسلون إلي بالمعلومات. وهكذا، أستطيع في غضون دقيقتين أن أعرف ما هي قضايا الإسكان المستجدة في السعودية، وأن أعرف أيضا ما هي الحلول الناجحة في تنزانيا، وأسباب نجاحها. ولا يوجد أمر أحبه أكثر من تبادل المعلومات التي أعرف أنها يمكن أن تساعد أي أحد، في أي مكان من العالم.