مشاغل تبيع الوهم للمتدربات

تحولت الى مراكز تدريب بدون تراخيص

محمد العنزي - منى باوزير (الدمام)

تحول عدد من المشاغل في المنطقة الشرقية الى مراكز تدريب نسائية بدون تراخيص في ظل غياب الرقابة عليها من قبل الجهات المختصة. وتشمل الدورات التي تنظمها تلك المشاغل وتروج لها بإعلانات براقة في الصحف المحلية مختلف مجالات التزيين والمكياج وتصفيف الشعر وتقبل عليها الفتيات لكنهن في نهاية المطاف يقبضن الريح ويكتشفن انهن وقعن ضحايا احتيال ونصب. المدربات لسن سوى عاملات في المشغل ينقصهن التأهيل والخبرة اللازمة للقيام بأعمال التدريب. اضافة الى انهن في الغالب لايتقن اللغة العربية مما يضعف التواصل بينهن وبين المتدربات اللواتي يدفعن رسوما مالية باهظة مقابل حضورهن الدورة التي لاتستمر أكثر من ثلاثة أشهر.
وتحدثت كل من خديجة المالكي وآمنة الغامدي وبدرية الغامدي لـ«عكاظ» عن الغش الذي تعرضن له من قبل احد المشاغل الذي اوهمهن بتنظيم دورة تدريبية.
فيما تساءل جماح الغامدي زوج احدى المتدربات في الدورة عن دور الجهات الرقابية خصوصا وزارة التجارة والمؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني في ضبط مثل هذه التجاوزات ووضع حد لظاهرة دورات المشاغل التي لاتقدم ولاتؤخر وتستغل لجني أكبر قدر من الاموال بدون وجه حق.
وانتقد غياب رقابة تلك الجهات قائلا ان الأمر وصل الى مرحلة الفوضى وبات يستدعي اصدار تعليمات حازمة تمنع المشاغل من تنظيم الدورات التدريبية وتكثيف التوعية بأساليب الغش والاستغلال التي تمارسها جهارا على مرأى ومسمع الجميع وكأن المسألة نظامية مئة في المئة ولاغبار عليها.
واشار الى انه فوجيء بأن الشهادة الممنوحة لزوجته بعد حضورها دورة في أحد المشاغل غير معتمدة لدى أية جهة غير المشغل الذي حصل على 25 الف ريال من متدربات الدورة خلال شهر واحد.
وعلقت د. نسرين الدوسري رئيسة لجنة سيدات الاعمال في الغرفة التجارية الصناعية على هذا الأمر بقولها ان المشاغل أصبحت بيئة خصبة للتجاوزات والمخالفات وتحولت ما بين ليلة وضحاها الى مراكز تدريب لتسويق الوهم. وطالبت بوضع آليات دقيقة لتحديد الانشطة المسموح بها وحصرها مشددة على ضرورة قيام البلديات بدور محوري في هذا الشأن.. واضافت لقد طالبنا مرارا وتكرارا بتفعيل الاقسام النسائية بالبلديات لتؤدي الدور المطلوب منها في منع مثل هذه التجاوزات التي تضر بمصلحة المستهلك.
ومن جانبها اشارت مديرة مركز سيدات الأعمال في غرفة الشرقية هناء الزهير الى انه غير مصرح اطلاقا للمشاغل النسائية تنظيم اية دورات تدريبية محذرة الفتيات من الوقوع في الفخ الذي تنصبه لها.
واكد مدير قسم القضايا في مكتب العمل في المنطقة الشرقية عبدالحميد النصير ان تحويل العاملات في المشاغل الى مدربات يعد مخالفة صريحة لنظام العمل والعمال لكنه قال ان متابعة مختلف شؤون المشاغل باستثناء ما يتعلق بالعلاقة بين العاملات وصاحب العمل والسعودة من اختصاص وزارة التجارة وجهات اخرى.