في تطويـر مؤسسات الطوافة

فؤاد محمد عمر توفيق

في عدد من المرات تكرر الحديث أثناء لقاء مع أصدقاء عن نظام مؤسسات الطوافة الذي بدأ تجريبيا وخضع للتطوير.. بيد أن التطوير يظل دائما مطلوبا في جميع الأوقات.. وتحت ما يطرأ من نجاح أو تبين ثغرات تستلزم النظر..
والرأي التطويري المطروح يتعلق بتاريخ مهنة الطوافة وأسلوب وصول الحاج إلى مطوفه ليتلقى خدماته كاملة إلى نهاية الرحلة. ففي قديم الزمان كان يفد الحاج أو المعتمر ليصل إلى مكة المكرمة.. وينطلق إلى الحرم للطواف.. فيبادره مندوب المطوفين (ومهمته تعرف باسم الجرار ) لإقناع الوافد بالنزول عند المطوف الذي يتبعه. وهذا ما يعرف بـ «السؤال».. أي سؤال الوافد عن المطوف. وبتطور الأزمان انتقل السؤال من الحرم وتحدد مركز له فيما يعرف بـ «البيبان» عند مدخل مكة المكرمة القديم.. ومن هناك تقدم ليحل في منطقة الشميسي في طريق (جدة ــ مكة) القديم.. وإلى أن وصل إلى مطار جدة مقرا له.
ولأننا نعيش في عالم التكنولوجيا.. فلم لا ينتقل السؤال إلى الدول صاحبة العلاقـة.. ويكون ذلك من خلال ملحقيات للحـج والعمرة يعين وزير الحج الملحق.. ويلتحق بالملحقية مندوبون عن المطوفين أو مكاتب الطوافة المتخصصة بتلك الدولة (بعد تخصيص مكاتب محددة لدول محددة).. ويكون المندوب على حساب ونفقة المكاتب.. وتكون من مهامه تسويق خدمات مكاتبهم واسـتقبال طالب العمرة أو الحـج وتسجيله في الكمبيوتر بكامل المعلومات الخاصة وبمكان إقامته في كافة مناطق الحج.. وتقديم جواز سفره للقنصلية للحصول على التأشيرة بعد اكتمال كافة المسائل الإدارية والمالية والسكنية.. ثم يصل إلى جدة أو غيرها ويسلم جواز سفره مقابل بطاقة الكترونية يمكن إدخالها في أجهزة الكمبيوتر المتفرقة لدى الإدارات الحكومية ومكاتب الطوافة ومراكز الكشافة ومكاتب الضائعين والمراكز الأمنية.. إلى آخر من ذلك.. بحيث يمكن تحديد هوية الوافد والمسؤولين عنه خلال ثوان فى كافة الأوقات والمواقع.. حتى لو كان الوافد ضائعا أو متوفى في حادث أو ماشبه ذلك. ويتم استرجاع البطاقة عند مغادرته واستلام جواز سفره.. بما يمكن الكمبيوتر الإفادة لحظيا عن مجموع وتفاصيل المغادرين والمتخلفين بالاسم والعنوان.
ويشمل ما هو قائم ليستمر التنظيم للمؤسسة العامة للطوافة مجلس إدارة يتكون من رؤساء مجالس المؤسسات الفرعية.. ويستمر للمؤسسة الفرعية مجلس إدارة من رؤساء المكاتب في حين يترأس مجلس إدارة المؤسسة العامة الوزيـر مع نائب وزيـر ينيبه فيها.. عند اللزوم.. ليعمل في موقعه بمكة المكرمة وجدة والمدينة المنورة.. ويكون بذلك قريبا من التعاون مع أمراء المناطق من خلال مرتبته الإدارية.. وبما يمنح الوزيـر الفرصة للعمل في المسائل الاستراتيجية الخارجية والمحلية والرقابية.. وينطلق الرأي لأن يكون وكيلا للوزارة مسؤولا عن النقل والهيئات الأخرى المتصلة بأعمال الحج.
الرأي في حاجة لدراسة متكاملة.. ولكنه ينتهي بأن تعود المنافسة في أعمال الحج بين المكاتب (بدلا من المطوفين في السابق) من خلال مندوب المكاتب في الملحقيات.. وذلك بغرض تحسين الخدمات من خلال التنافس الشريف.
وهناك تطويرات أخرى مطلوبة في مجالات كالصحة والتعليم.. وغيره ومما قد يأتي في حلقات قادمة.. تتناول بعض المرئيات... والله ولي الأمر والتدبير.