شيـطـنة
الأربعاء / 01 / صفر / 1435 هـ الأربعاء 04 ديسمبر 2013 19:51
طارق على فدعق
من الغرائب أن يتم تخفيف بعض المصطلحات الشديدة المعنى لتصبح مغايرة للوصف المقصود. وللأسف إن الشيطنة أصبحت مرادفة «للشقاوة»، و «التصرفات الصبيانية» وهي أشد من هذه الصفات بكثير لأنها تحتوي على العديد من الجوانب الداكنة الخبيثة. وفي البحث عن دقة وصف الشيطنة وجدت بعض الطرائف التي تستحق وقفة تأمل. بعضها أبسط الأمور التي نراها أمامنا كثيرا ولا نفكر فيها. عود الثقاب أو «الكبريت» كما يسمونه يذكرني بما مثـل الشيطنة في إحدى أقوى أدوارها لأنه كان من أهم تطبيقات عنصر الفسفور. وهذا العنصر اسمه مشتـق من كلمات لاتينية معناها «جالب الضوء». ولكن الكلمة هي «لوسيفر» على وزن «الأصفر» وهي أحد أسماء إبليس. وكان الفسفور هو العنصر الثالث عشر بين جميـع العناصر التي اكتشفت. ولهواة الكيمياء فكان اكتشافه بعد الكربون، والكبريت، والنحاس، والفضة، والذهب، والحديد، والقصدير، والانتيمون، والزئبق، والرصاص، والزرنيخ، والبيزموث. ولذا فتم تسميته الثالث عشر. تأمل في هذه الأسماء: الثالث عشر ترمز إلى الرقم الذي لا يحبه ويتشاءم منه الغرب، و «لوسيفر» يرمز إلى الإبليس وقد تكون هذه من مسببات إطلاق صفة «الشيطنة» على الفسفور.
اكتشف علماء الكيمياء أن لهذا العنصر العجيب مجموعة استخدامات متناقضة وعجيبة جدا. من جانب كانت هناك الفوائد العظيمة في الزراعة لأنه من المكونات الأساسية لغذاء النباتات وبالتالي فكان، ولايزال من المكونات الأساسية للأسمدة. فكل لقمة نأكلها اليوم بمشيئة الله عز وجل وراءها ذرة فسفور بشكل أو آخر. ومن عجائب هذا العنصر أنه كبعض البشر «المعفرتين»... فهم كثيرو الخلافات مع أزواجهم، وأبنائهم، وزملائهم، وعائلاتهم، بل حتى وأنفسهم. تخيل أنه يعشق التفاعل العنيف مع الهواء والماء ليشتعل بدون أن «ينكشه» أي أحد. مثـل الذي يفيق من نومه ليبحث عن الخلافات. وتخيل أنه يخزن عادة تحت طبقة من الزيت لتفادي الاشتعال العنيف لو تعرض للهواء والرطوبة. وتأمل طبيعة المواد التي تشتعل في الماء. وتذكرني ببعض الأنظمة التي تهاجم المدنيين العزل في المساجد. قمة الشيطنة. وهناك المزيد، فقد ركز بعض العلماء على استخدامات الفسفور المدمرة، واكتشفوا أهميته في القنابل الحارقة فكان، ولايزال، من أهم مكونات هذه الوسائل الشيطانية للدمار ومنها مثـلا قنابل «النابالم». الفسفور يلصق في جسم الضحايا ويشتعل على درجة حرارة عالية جدا ولا توجد آلية فعالة لإخماده. وأذكر هنا بعض تفاصيل حالتين بشعتين من الحرب العالمية الثانية كانت أولهما مدينة هامبورج الألمانية التي هاجمتها القوات الملكية الجوية الإنجليزية خلال غارة ليلية في يوليو 1943 عندما دمرت معظم المدينة، وتسببت في قتل أكثر من أربعين ألف إنسان في ليلة واحدة. وأما الحالة الثانية فكانت ليلة دمار طوكيو عندما هاجمتها القاذفات الأمريكية خلال ليلة العاشر من مارس عام 1945 بالقنابل الفسفورية فأحدثت حرائق أودت بحياة أكثر من مائة ألف إنسان ودمرت أكثر من ربع مليون مسكن في ليلة واحدة، وكانت تلك الخسائر تفوق دمار القنبلة الذرية على مدينة «هيروشيما» اليابانية في أغسطس عام 1945.
ودعونا من كل هذا لنعود لعود الثقاب. وكانت أهم منافعه هي توفير أداة رخيصة التكلفة للإنسان العادي لتوليد النيران. ولو فكرت في الموضوع، فستجد أنه غاية في الأهمية فمنذ مئات السنين كان الطبخ، والتدفئة، والإضاءة لجميـع البشر تعتمد اعتمادا كليا على القدرة لتوليد الشعلة. وما قبل عود الثقاب، كان الموضوع ليس سهلا لأنه كان يتطلب حجارة وشرارة و «دنيا مقلوبة» في حال وجود الرطوبة العالية أو البلل بأي شكل من الأشكال. وأما بعد اختراعه فأصبحت الشعلة في متناول الجميـع وبأرخص التكاليف. ولكن الفسفور من مكونات الحياة الأساسية ليس فقط للنبات وإنما للبشر أيضا، فهو من المكونات الأساسية لخلايا الدماغ، والعظام، والكبد، والرئة، والعضلات، والكلى، والقلب، والأسنان بما يصل إلى إجمالي حوالى كيلوجرام واحد. وهناك المزيد لأننا ننتج بداخل كل خلية في أجسامنا بمشيئة الله كمية هائلة اليوم وكل يوم بداخلنا من مادة «الأدينوزين ثلاثي الفوسفات» لإدارة الطاقة بداخل أجسامنا الآن خلال قراءتك لهذه الكلمات. وتصل تلك الكمية إلى ما يعادل وزن ثلاثة «طليان» بلدي.
أمـنـيــــة
إذا أردت أن تبحث عن الدقة في تطبيق مصطلح الشيطنة فابدأ بالبحث في عالم الإنسان، وبالذات في فلسطين المحتـلة وسوريا حيث تمارس الشيطنة في أقوى أدوارها. ممارسو الشيطنة هناك يعلمون مقدار القسوة الذي يتعرض له الأبريـاء بسبب أعمالهم اليوم وكل يوم.. أتمنى أن ينصر الله الضعفاء في كل مكان.
وهو من وراء القصد.
اكتشف علماء الكيمياء أن لهذا العنصر العجيب مجموعة استخدامات متناقضة وعجيبة جدا. من جانب كانت هناك الفوائد العظيمة في الزراعة لأنه من المكونات الأساسية لغذاء النباتات وبالتالي فكان، ولايزال من المكونات الأساسية للأسمدة. فكل لقمة نأكلها اليوم بمشيئة الله عز وجل وراءها ذرة فسفور بشكل أو آخر. ومن عجائب هذا العنصر أنه كبعض البشر «المعفرتين»... فهم كثيرو الخلافات مع أزواجهم، وأبنائهم، وزملائهم، وعائلاتهم، بل حتى وأنفسهم. تخيل أنه يعشق التفاعل العنيف مع الهواء والماء ليشتعل بدون أن «ينكشه» أي أحد. مثـل الذي يفيق من نومه ليبحث عن الخلافات. وتخيل أنه يخزن عادة تحت طبقة من الزيت لتفادي الاشتعال العنيف لو تعرض للهواء والرطوبة. وتأمل طبيعة المواد التي تشتعل في الماء. وتذكرني ببعض الأنظمة التي تهاجم المدنيين العزل في المساجد. قمة الشيطنة. وهناك المزيد، فقد ركز بعض العلماء على استخدامات الفسفور المدمرة، واكتشفوا أهميته في القنابل الحارقة فكان، ولايزال، من أهم مكونات هذه الوسائل الشيطانية للدمار ومنها مثـلا قنابل «النابالم». الفسفور يلصق في جسم الضحايا ويشتعل على درجة حرارة عالية جدا ولا توجد آلية فعالة لإخماده. وأذكر هنا بعض تفاصيل حالتين بشعتين من الحرب العالمية الثانية كانت أولهما مدينة هامبورج الألمانية التي هاجمتها القوات الملكية الجوية الإنجليزية خلال غارة ليلية في يوليو 1943 عندما دمرت معظم المدينة، وتسببت في قتل أكثر من أربعين ألف إنسان في ليلة واحدة. وأما الحالة الثانية فكانت ليلة دمار طوكيو عندما هاجمتها القاذفات الأمريكية خلال ليلة العاشر من مارس عام 1945 بالقنابل الفسفورية فأحدثت حرائق أودت بحياة أكثر من مائة ألف إنسان ودمرت أكثر من ربع مليون مسكن في ليلة واحدة، وكانت تلك الخسائر تفوق دمار القنبلة الذرية على مدينة «هيروشيما» اليابانية في أغسطس عام 1945.
ودعونا من كل هذا لنعود لعود الثقاب. وكانت أهم منافعه هي توفير أداة رخيصة التكلفة للإنسان العادي لتوليد النيران. ولو فكرت في الموضوع، فستجد أنه غاية في الأهمية فمنذ مئات السنين كان الطبخ، والتدفئة، والإضاءة لجميـع البشر تعتمد اعتمادا كليا على القدرة لتوليد الشعلة. وما قبل عود الثقاب، كان الموضوع ليس سهلا لأنه كان يتطلب حجارة وشرارة و «دنيا مقلوبة» في حال وجود الرطوبة العالية أو البلل بأي شكل من الأشكال. وأما بعد اختراعه فأصبحت الشعلة في متناول الجميـع وبأرخص التكاليف. ولكن الفسفور من مكونات الحياة الأساسية ليس فقط للنبات وإنما للبشر أيضا، فهو من المكونات الأساسية لخلايا الدماغ، والعظام، والكبد، والرئة، والعضلات، والكلى، والقلب، والأسنان بما يصل إلى إجمالي حوالى كيلوجرام واحد. وهناك المزيد لأننا ننتج بداخل كل خلية في أجسامنا بمشيئة الله كمية هائلة اليوم وكل يوم بداخلنا من مادة «الأدينوزين ثلاثي الفوسفات» لإدارة الطاقة بداخل أجسامنا الآن خلال قراءتك لهذه الكلمات. وتصل تلك الكمية إلى ما يعادل وزن ثلاثة «طليان» بلدي.
أمـنـيــــة
إذا أردت أن تبحث عن الدقة في تطبيق مصطلح الشيطنة فابدأ بالبحث في عالم الإنسان، وبالذات في فلسطين المحتـلة وسوريا حيث تمارس الشيطنة في أقوى أدوارها. ممارسو الشيطنة هناك يعلمون مقدار القسوة الذي يتعرض له الأبريـاء بسبب أعمالهم اليوم وكل يوم.. أتمنى أن ينصر الله الضعفاء في كل مكان.
وهو من وراء القصد.