«الكشتات» البرية.. موسم شد الرحال للصحراء

المتنزهون يمضون ليالي الشتاء في التحلق حول النار المشتعلة ..

«الكشتات» البرية.. موسم شد الرحال للصحراء

نادر العنزي (تبوك)

لم تقف موجة البرد التي تخيم على منطقة تبوك عائقا أمام الأهالي دون شد الرحال إلى المواقع البرية وسفوح الجبال والعروفة بـ«الكشتة البرية» في الإجازة الأسبوعية، بعيدا عن صخب المدن وضجيجها، خاصة في ظل توفر الكثير من المناطق البرية الخلابة في المنطقة.
بيئة صحراوية
يحرص الشباب وأيضا الأسر على الخروج إلى البرية ونصب خيامهم لقضاء أوقات ممتعة وممارسة بعض الأنشطة الترفيهية في البيئة الصحراوية الجذابة.
كما يحرص البعض على الذهاب لملاك الإبل في الصحراء للحصول على الحليب الطازج، فيما يمضي المتنزهون ليل الشتاء في التحلق حول النار في جلسات شتوية شديدة البرودة.
وذكر عبدالله العمراني أنه يهوي «الكشتات» البرية، ويحرص منذ 20 عاما على استغلال الإجازة الأسبوعية والسنوية في الخروج إلى الصحراء، وقال «أخرج أحيانا مع أصدقائي، وهناك أوقات أخرج فيها مع الأسرة».
وأضاف «لدي أدوات «الكشتة» البرية كاملة، وأعمل على تجهيزها منذ وقت مبكر، وننطلق بعد نهاية دوام الخميس في رحلة برية نحرص من خلال على الابتعاد عن المدينة لمسافات تفوق الـ100 كلم».
وزاد «نحرص على تغيير مكان رحلتنا في كل أسبوع ولا نستقر في مكان واحد، حيث نقوم بنصب الخيام فور وصولنا، ونبدأ بجمع الحطب وإشعال النار، فيما يتفرغ البعض لإعداد الذبيحة وتجهيزها لوجبة العشاء وبعد إعداد وجبة العشاء تبدأ جلسات السمر في الهواء الطلق، أو لعب البلوت».
نشاط متجدد
وأشار العمراني الى أنه يحرص على اختيار الأماكن التي لا توجد فيها شبكة للجوال، معللا ذلك بأن الأجهزة الحديثة معكرة للجلسة ومضيعة للوقت، وتبعد الأشخاص عن الحديث مع بعضهم.
أما سعد البلوي فأوضح أنه يفضل «الكشتة» برفقة أسرته كل يوم جمعة، مشيرا إلى انه يخرج من الصباح الباكر ويعود للمنزل في المساء.
وبين البلوي أنه يبادر بالتعاون مع أبنائه بنصب الخيمة وإشعال النار وإعداد الشاي والقهوة ووجبة الإفطار فور وصولهم إلى الموقع الذي يفضله قريبا من حدود المدينة لسهولة الحصول على أية مستلزمات يمكن نسيانها، وبعد ذلك يقوم بذبح الشاة وتجهيزها لوجبة الغداء، فيما ينطلق الصغار في جولة وسط الصحراء.
وزاد البلوي «بعد وجبة الغداء نأخذ قسطا من الراحة ومن ثم نقوم بجمع الحطب تأهبا لإشعال النار والشبة المسائية، ومن ثم إعداد وجبة العشاء، والسمر قبل مغادرتنا الموقع باتجاه المنزل».
ويرى البلوي أن الخروج إلى الصحراء والبر بعيدا عن ضجيج وصخب المدينة له وقع نفسي رائع عليه وعلى أبنائه ويساعده على ممارسة عمله بنشاط متجدد.
نشاط وحيوية
أما علي العطوي (هاو آخر) فيرى أن الرحلات البرية تعد مطلبا ضروريا خصوصا في العطل الأسبوعية، لما فيها من المتعة والترويح عن النفس، حيث إن المناظر الطبيعية البرية الخلابة لها وقع نفسي إيجابي على الإنسان، مبينا أن البر في هذا الوقت رائع بأجوائه الباردة الجميلة التي تدخل النشاط والحيوية على النفس.
وأوضح العطوي أن برنامجهم يشمل القيام بإعداد المستلزمات البرية، كما تتم فيه ممارسة الألعاب البرية المختلفة، مؤكدا ضرورة أخذ الاحتياطات اللازمة في مواجهة البرد من خلال تجهيز الملابس الشتوية معدات التدفئة.
أما حمود الحويطي فيرى أن الرحلات البرية تزرع لدى الشباب روح الاعتماد على النفس، بالإضافة إلى أن تلك الرحلات العائلية والشبابية تقرب القلوب وتحبب النفوس إلى بعضها، وتبعد أجواء الشحن والضغط النفسي.
تقاسم المهام
من جهته، أكد عبدالرحمن العنزي حبه الشديد لـ«الكشتات» البرية، وقال «أقضي مع أصدقائي وأسرهم عطلة نهاية الأسبوع في البر حيث ننصب الخيام ونتقاسم المهام ومستلزمات الرحلة».
وببن العنزي أنه يقضي في البر أوقاتا جميلة ومريحة بعيدا عن هموم وصخب المدينة، مشيرا إلى أن حبل التواصل بين الأقارب لا ينقطع في مثل هذه التجمعات الطيبة.
وينسق علي الجهني مع مجوعة مـن الأقارب للخروج إلى البرية مرة في الأسبوع للنزهة، وقال «نتوجه للبرية بعد تأمين مستلزمات الرحلة ووسائل الترفيه وننصب الخيام في الصحراء وتمضية أوقات ممتعة والتسلية وممارسة بعض الألعاب الرياضية».
ويرى كل من عبدالرحمن الشهري وأحمد الخالدي، أن الـ«كشتات» البرية لها أثر نفسي كبير وتكسر الروتين الممل، بعيدا عن زحام المدينة والعودة مجددا بروح ومعنويات مرتفعة، فيما يحرص كل من حمد العطوي، سالم البلوي وسعود الشمري على اصحاب أطفالهم الصغار لمشاهدة سباقات الإبل التي تقام أسبوعيا بين ملاك الإبل، في حين اعتبر خالد سالم أن الـ«كشات» البرية متنفس للكبار والصغار وخاصة محبي تسلق الجبال والتصوير الاحترافي والمشي.