مطاعـم القـنابـل الموقـوتـة

نوف محمد

تشير دراسات عديدة أجريت في الولايات المتحدة الأمريكية إلى مدى خطورة «مطاعم القنابل الموقوتة»، وأقصد بها مطاعم الوجبات السريعة، وعندما أقول بأنها قنابل موقوتة فأنا بالتأكيد لا أبالغ في تسميتها بهذا الاسم؛ للأسباب التي قد تكون معروفة لدى غالبية من يرتادونها.
وتلقي الدراسات باللائمة على شركات تصنيع الأغذية، ولكنها لن يكون لها تأثيرا في تغيير عادات الناس؛ لأن هذه الشركات تفتقد إلى عرض البديل الذي يرضي المستهلك.
ويتفق الجميع على أمر واحد، وهو مدى خطورة هذه الوجبات على الصغار وعلى الكبار على حد سواء، وهذا ليس بالأمر الجديد الذي أطرحه هنا، ولكن لربما كان للتذكير وعرض الأخطار تأثير إيجابي مساند لدى بعض ممن يعانون من هذه المطاعم مع أطفالهم.
والملاحظ أن الصغار بشكل عام أدمنوا على تناول هذه الوجبات الدسمة، وأصبحت جزءا من وجباتهم الرئيسية، وبذلك أثرت على صحتهم بشكل سلبي وخطر أحيانا؛ حيث إن السمنة وعدم تقبلهم لأصناف الطعام الصحي من أبرز الأسباب السلبية الناجمة عن تناول الوجبات السريعة، ناهيك عن الأمراض الأخرى التي سوف يتعرض لها الشخص بعد سن الأربعين، مثل أمراض القلب والسكري والسرطان والجلطات، حمانا الله منها جميعا.
وقد طالبت هيئات حماية المستهلك بالولايات المتحدة الأمريكية بضرورة الكشف عن كميات الدهون في لحوم شركات صناعة الأغذية، وقد بادرت بعض مطاعم الوجبات السريعة العالمية، مثل «ماكدونالدز» و «بيرغر كينج» في نيويورك بأمريكا إلى عرض عدد السعرات الحرارية في «ساندوتشاتها» من الدجاج المشوي، وقد قامت بعض المطاعم بتقديم عروض في محاولة لاسترضاء المستهلك كمطعم «بريه مونجيه» وهي كلمات فرنسية تعني جاهز للأكل، وتوجد أكثر فروعه في بريطانيا وفي أمريكا، حيث بدأ في تقديم خدمة جديدة للوجبات السريعة تعتمد على الأطعمة الطازجة، ويراعي متطلبات الأكل الصحي ورغبات الزبائن المتغيرة، إلا أن هذا الإعلان عن المطعم أثار حفيظة المطاعم الأمريكية التي تقدم الوجبات السريعة، وانزعجت من هذا التطور الذي شهدته فروع هذا المطعم في الوقت الذي تشهد فيه تلك المطاعم تراجعا في مبيعاتها؛ بسبب مرض جنون البقر والجمرة الخبيثة «الإنثراكس» وارتفاع الأسعار.
وما زاد الطين بلة أيضا، هو إعلان الاتحاد الأوروبي عن خطر اللحوم الأمريكية المعالجة بالهرمونات على صحه الإنسان.
وبعد كل هذا، كيف يمكن لعاقل أن يتقبل وأن يقدم هذه الأمراض والقنابل الموقوتة إلى من هو مسؤول عنهم وعن صحتهم، وهم أطفاله.
صحيح أن رغبه الصغار قد تثني عزائم الكبار، ولكن من أجلك يا فلذة كبدي يا صغيري سوف أبدأ بالتغيير، وأكون ذا قوة وإرادة أمام رغباتك الضارة، وأقلل من عدد المرات التي تقدم لك فيها هذه الوجبات إلى أقل عدد ممكن، ولا بد أن أقدم لك عروضا مرضية تساعدك على تقبل البديل من خلال هذا التغيير، وأتمنى أن تتبنى وزارة التربية والتعليم وتساندها وسائل الإعلام المختلفة حملات لتوعية النشء حول مخاطر هذه المطاعم وأثرها السلبي على صحتهم.. وبالله التوفيق.