جرائم ممهورة بالدم والخيانة واغتيال البراءة

مليون خادمة وسائق في كنف الأُسر السعودية

عدنان الشبراوي (جدة)

بينما أفراد الأسرة يغطون في نوم عميق استيقظت الزوجة فجأة ما بعد منتصف الليل فلم تجد زوجها الى جوارها في مخدع الزوجية كعادتهما كل ليلة فانتابتها الهواجس وبدأت تسأل نفسها ترى الى أين يمضي في هذه الساعة المتأخرة من الليل وساورتها الشكوك والمخاوف من كل ناحية. نهضت مفزوعة من فراشها لتطمئن على وجوده بالمنزل نزلت الى الدور الأرضي فلم تجده في المطبخ خرجت الى الحديقة علّه خرج يشم هواء منعشا فلم تجده هناك بحثت عنه في الكراج فوجدت سيارته في مكانها.. بحثت عنه في أركان المنزل كافة فلم تعثر له على اثر وهنا ازدادت مخاوفها واستبد بها الشك:هل يمكن ان يكون في «الملحق»؟ لم تتردد طويلا فصعدت الى الملحق حيث مسكن الخادمة.. طرقت الباب مرة ومرتين وثلاث ولا من مجيب، أرخت أذنها على الباب فتناهى اليها صوت همهمات.. طرقت بعنف ولكن الخادمة تأبى ان تفتح واصلت الطرق بكل ما أوتيت من قوة، وأخيرا جاوبتها الخادمة بصوت خافت من الداخل بانها مريضة جدا ولا تستطيع ان تفتح لها الباب، صرخت في وجهها افتحي والا كسرت الباب هنا لم تجد الخادمة بُداً من ان تفتح الباب وهي تتظاهر بالاعياء والتعب الشديدين.. هجمت الزوجة كالمجنونة على الغرفة وادارت بصرها في أركانها ركنا ركنا ولكنها لم تجد من تبحث عنه.. لم يبق أمامها سوى دولاب الخادمة الخاص بأغراضها وفي حركة يائسة فتحته لتفاجأ بزوجها داخله انهارت الزوجة وتزلزل كيان الأسرة
حتى أوشك على الانهيار لولا تدخل الأهل والأقارب والتوصل الى حل وسط: تسفير الخادمة!!


خادمة فلبينية لم يمض على قدومها 3 أشهر حتى اقدمت على ضرب زوجة كفيلها وهي أم لطفلة وخنقها حتى الموت، ثم قامت بسرقة ذهب وأطقم وخواتم الماس وبناجر والتجأت لقنصلية بلادها مدعية انها مرهقة بعد مشاجرتها مع مكفولتها وترغب بالسفر.
الموت طعنا بسكين
وخادمة أخرى طعنت مخدومتها امام الاطفال الستة بسكين عدة طعنات وفي أماكن متفرقة من جسدها، ولما اطمأنت انها فارقت الحياة سحبتها الى دورة المياه وغطت رأسها بكيس نفايات ثم اغلقت عليها الحمام وفي شرطة المدينة المنورة اعترفت بجريمتها البشعة!
قتل أطفال وانتقام
ومن قتل المخدومات الى ضحايا الخادمات من الأطفال حيث اقدمت خادمة اندونيسية تعمل لدى أسرة بالرياض على كسر جمجمة طفلة تبلغ من العمر 4 أشهر.
وأقدمت أخرى فلبينية على قتل طفل لم يتجاوز العامين في محافظة الاحساء من أجل الانتقام من رب المنزل عندما اصرت الخادمة على السفر بعد انتهاء عقدها قبل رمضان الا ان الأسرة اجلت السفر الى ما بعد رمضان لحاجتها الماسة لخدماتها خلال الشهر المبارك فما كان من الخادمة الا ان اعطت الطفل مادة سامة في الرضاعة ليلقى حتفه على الفور.
سرقات ما قبل المغادرة
ومن جرائم القتل الى السرقة حيث تروي أم ناصر انها اكتشفت رزمة من الأوراق النقدية تتجاوز السبعة آلاف ريال في حقيبة الخادمة قبل مغادرتها الى المطار.. وتكتشف فاطمة معلمة سرقة مصوغات ذهبية وأدوات زينة وأحذية قبيل سفر خادمتها بيوم وبالضغط عليها اخرجت الذهب المسروق من صدرها!
سحر وهروب
وتتنوع جرائم الخادمات ما بين السحر والهروب حيث تتردد في المجالس قصص عن تعاطي الخادمات للسحر وحرصهن على الحصول على بعض المتعلقات الشخصية لكفلائهن بما يعرف بـ (الأثر) حيث اسفر تفتيش احدى الاسر لخادمتهم عن العثور على كومة من الشعر تعود الى افراد الأسرة جميعهم.
وعلى صعيد متصل سجلت مضابط الشرطة العديد من الحالات لهروب الخادمات حتى اصبح هروب الخادمات ظاهرة مزعجة للأسر والجهات الأمنية.
فيما تكشف دراسة للباحث سلمان العمري عن المرأة السعودية والخادمة عن ان النمو السنوي في استقدام الخادمات والمربيات يقترب من 14% بتكلفة 42 مليار ريال فيما تقدر خسائر هروب الخادمات بأكثر من 38 مليون ريال سنويا مشيرا الى التأثير السلبي للخادمات على الاطفال داعيا الى تقليص اعدادهن تدريجيا وعدم استقدام الخادمة الا عند الضرورة القصوى.
ويتصل بهروب الخادمات، قيام بعض المواطنين بتشغيل خادمات مخالفات لنظام الاقامة والعمل بالمملكة، كشفت التحاليل اصابة بعضهن بامراض خطيرة أبرزها الايدز. الا ان أسوأ ما قد ينجم عن استقدام العمالة المنزلية ما يتعلق بالنواحي الاخلاقية ومنها الوقائع التالية:
لحظة انسجام
سناء «معلمة» تروي: بعد استقدامنا لخادمة تعيننا على اعباء المنزل والاطفال اثناء غيابي انا وزوجي في العمل، شعرت أو بالأحرى شككت بعد فترة من استقدامنا لها بأن زوجي بدأ يتردد على المنزل اثناء دوامي في المدرسة، ومبعث شكي هو ما لاحظته من اهتمام زائد من زوجي بالخادمة اثناء وجودنا معا وكلما زجرته ان يكف عن اهتمامه الزائد بالخادمة كان يقول لي: اتركيها وشأنها!
كنت اتقبل كلامه على مضض الى ان جاء اليوم الذي عدت فيه الى المنزل مبكرة على غير عادتي وهالني ما رأيت عندما شاهدت زوجي والخادمة يتبادلان الضحكات اثناء تناولهما الشاي معا وهما في انسجام تام!
لم اتمالك نفسي من الغيظ ودخلت وزوجي في شجار حاد كاد ان ينتهي بنا الى الطلاق لولا ان تدخل اهل الخير لينتهي الامر بطرد الخادمة وتفرغي لبيتي واطفالي.
ويروي شاب لاحد المشايخ: استيقظت كعادتي لصلاة الفجر والذهاب الى المسجد الا انني شاهدت ابي وانا غير مصدق لما أرى وهو في وضع شائن مع الخادمة.
الخادمة والمراهقة وابن الجيران
وتروي ام مروة ربة منزل: منذ فترة وانا الاحظ ان ابنتي المراهقة 15 عاما وهي شاردة الذهن واكثر ما استدعى انتباهي انها تكثر من الجلوس مع الخادمة في المطبخ او في غرفتها وكم من مرة وانا اراهما تتحدثان طويلا مما أثار شكوكي حولهما وبمراقبتي اللصيقة لهما اكتشفت ان ما بين ابنتي والخادمة ابن الجيران حيث تحولت الخادمة الى «مرسول الحب» بين ابنتي وابن الجيران تسهل تعارفهما وتنقل بينهما الرسائل كانت تدفع ابنتي الى «المجهول» لولا انني تداركت الامر في الوقت المناسب واكتشفت سر علاقة ابنتي بالخادمة من ناحية وبينهما وابن الجيران من ناحية ثانية!
وهذه حالات مشابهة لفتاة ووقد شاهدت اباها ذات ليلة في وضع غير لائق مع الخادمة!!
وزوجة عادت مبكرة من عملها لتفاجأ بزوجها الذي عاد هو الآخر مبكراً من عمله مع الخادمة وأين.. في غرفة نومها الخاصة.
ومن القصص المتداولة اعجاب رب الأسرة بجمال وسلوك وأخلاق الخادمة الأندونيسية لديهم في المنزل وبعد مضي عامين على وجودها معهم تسافر الخادمة الى بلدها فيلحق بها الى هناك ويعود بها ولكن كزوجة!
وهذه خادمة «لعوب» ما زالت تنسج خيوطها حول فتى الأسرة المدلل حتى توقعه في حبائلها فتحمل منه سفاحاً وعندما انفضح امرها طفقت تهدد الاسرة بمن في أحشائها اما ان يدفعوا لها او الفضيحة في حالة من الابتزاز لم تمكن ازاء الاسرة إلا أن تذعن للأمر الواقع تفادياً للفضيحة ولكن بعد تسفير الخادمة حاملة غانمة الى بلادها!
ومراهق آخر ظل يراود الخادمة في غياب اسرته حتى انصاعت لاغراءاته فحملت منه سفاحاً!!
أفلام خليعة
ويعترف شاب في السابعة عشرة من عمره انه ظل في علاقة صداقة مع سائق الأسرة وصلت الى درجة مشاهدتهما الأفلام الخليعة معاً في غياب والديه واخوته عن المنزل وعندما اكتشف والده الأمر ضربه ضرباً مبرحاً على فعلته ولم يكتف بذلك فحسب بل طرد السائق من حياته الى الأبد حيث قام بترحيله الى بلاده.
الاسباب والحلول
وترجع الأخصائية الاجتماعية عواطف حسين ظاهرة الخدم في المجتمع السعودي لعدة اسباب منها:
- دخول مجتمعنا عصر الطفرة الاقتصادية وزيادة دخل الفرد وامكانياته المادية مما أدى الى ارتفاع مستوى المعيشة بمعدلات كبيرة، فنشأت الرغبة الى تغيير صورة البيت السعودي من حيث البناء والاثاث والمقتنيات والرغبة في اكتمال ظاهرة الوجاهة الاجتماعية والظهور بمظهر الطبقات الغنية ولو من ناحية الشكل على الاقل فزادت اعباء الخدمة في البيوت واصبح لا بد من خادمة تساعد ربة البيت، كضرورة عملية لم تلبث ان تطورت فيما بعد وبسرعة غريبة الى ضرورة اجتماعية وظهور طبقي يرضي غرور الكثيرين.
- انتشار التعليم وتحوله لعملية اساسية في بناء الفرد السعودي مما زاد من اعباء الأم وحاجة الأبناء لمن يوصلهم للمدارس.
- وجود كثير من الزوجات في المراحل التعليمية المختلفة وعدم امكانية الجمع بين متطلبات الدراسة وشؤون البيت.
- كثرة عدد الابناء وتضخم مطالبهم واحتياجاتهم اليومية التي تفوق قدرة - خروج المرأة للعمل وعدم قدرتها على الجمع بين اعباء الوظيفة وخدمة بيتها واولادها.
اتساع نطاق العلاقات الاجتماعية وكثرة الزيارات العائلية.
- تطور النظرة الاجتماعية للاعمال المنزلية واعتبارها من الاعمال الدنيا التي لا تليق بهم محافظة على المظهر.
- وجود أفراد معاقين أو في سن الشيخوخة في كثير من الأسر ذات الدخل المرتفع وهم في حاجة لخدمة خاصة، مما يزيد الأعباء على الزوجة التي قد تكون مريضة ولا تستطيع القيام بالأعباء المنزلية.
- رغبة كثير من الأزواج بتوفير الراحة للزوجة واعفائها من اعمال الخدمة المنزلية لتحافظ على صحتها وجمالها.
ويلخص الدكتور محمود السيد استاذ الاجتماع الحلول في انه اذا كان لدى الشخص المستخدم للعمالة المنزلية أب أو أم على قيد الحياة فيفضل الذهاب بالاطفال والخادمة وعدم تركهم لوحدهم مع الخادمة، والاستغناء عن الخادمة كلياً في حالة عدم وجود ضرورة تستدعي وجودها وينعكس ذلك ايجاباً على حياة الأسرة ككل وألا يترك الاطفال لفترة طويلة مثلاً نصف يوم وهم في أحضان الخادمات كما يمكن الاستفادة من دور الحضانة في الفترة الصباحية.
ومراعاة مراقبة الخادمة ودراسة سلوكها دراسة وافية وفي حالة اضطرار الشخص للعمالة المنزلية يجب عليه معاملتها معاملة حسنة حتى لا تستغل ضعف الاطفال في الانتقام من رب الاسرة او ربة المنزل، مشدداً على اهمية المراقبة بالذات للمراهقين في حالة وجود الخادمة او السائق كما يجب التنبه الى ان الكثير من الخادمات حتى المسلمات منهن عادة لا يكن محصنات التحصين الديني اللازم في مجتمعاتهن، مما يعني ان ارتكاب الجريمة قد يكون سهلاً في حالة غياب الوازع الديني الكافي لمنع وقوع الجريمة.