الصحافي والملتقيات الإعلامية

عبدالرحمن العكيمي

المتابع للمشهد الإعلامي اليوم في بلادنا يجد أننا أمام حراك إعلامي متنوع يحقق ــ دون شك ــ أهداف وغايات ومقاصد الإعلام، وفي الوقت الذي تتسابق فيه المؤسسات الإعلامية والصحفية لتطوير أدائها ومواجهة التحديات الكثيرة التي تتشكل في ظل متغيرات اتصالية متسارعة، ناهيك عن التحديات الأخرى التي غالبا ما تمر بها وهي مألوفة خصوصا للصحف الريادية.. إلا أن تلك التحديات أصبحت محفزة لها لتقديم منتج يواكب متغيرات المرحلة بكل أبعادها.. وفي العديد من مناطق المملكة أصبح الإعلاميون، وعلى اختلاف انتماءاتهم للوسائل الإعلامية، سواء الصحف الورقية أو الإلكترونية أو الوسائل الإعلامية المرئية أو المسموعة، أصبحوا يشكلون (ملتقيات إعلامية) منظمة ذات أهداف ورؤى ورسالة ولجان متعددة لتقديم برامج ومناشط إعلامية وثقافية.. ونذكر ــ على سبيل المثال ــ ملتقى الباحة للإعلام وملتقى إعلاميي الرياض وملتقى إعلاميي عرعر ومنتدى إعلاميي تبوك (تباوا).. وغيرها من الملتقيات الأخرى تعتبر مؤسسات مدنية جديدة برعاية وزارة الثقافة والإعلام التي لا تمانع من وجودها، بل تدعم أي حراك إعلامي وثقافي، مثلما أكد وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة، في تصريح صحفي منشور.. إن تلك الملتقيات والمنتديات أصبحت قنوات تجمع الإعلاميين وتهتم بواقعهم وهم يمارسون المهنة، وهي تسعى لإثبات دورها الحيوي في متابعة العمل الإعلامي ومناقشة هموم الصحفيين في المشهد الإعلامي.. ولعل من أهم الإيجابيات لتلك الملتقيات أنها تسعى لتدريب الصحفيين وتطوير أدواتهم وقدراتهم، وهذا ــ في رأيي ــ أهم الأولويات التي يجب أن تتصدى لها تلك الملتقيات، وعلى (الصحفي) أن يتحول هو الآخر من ناقل معلومة فقط إلى منتج مادة إعلامية/ ثقافية.. يقول الفيلسوف الفرنسي ريجيس دوبريه: "يجب أن ننظر للصحفيين بوصفهم المثقفين الجدد، وأن السلطة الفكرية انتقلت من الجامعة إلى الإعلام"، ولربما نتفق أو نختلف مع هذا الرأي، لكن علينا أن ننظر له بوصفه رأيا مهما يعلي من شأن ومكانة الصحافي ودوره الطليعي في المشهد الثقافي.. أقول إن الصحافي الحقيقي باحث عن حقيقة وناقل للمعلومة وكاشف للمستور وصوت للإنسان حين لا يكون له أي صوت، وقبل ذلك كله صاحب رسالة ومسؤول مسؤولية أخلاقية في (بلاط صاحبة الجلالة)..

alokeme@hotmail.com