هدايا وفصول..!!

رشيد بن حويل البيضاني

نعمة ومنة كبرى من الله تعالى أن عدد لنا الفصول والمواسم المتعاقبة، لتتواءم مع الاحتياجات المادية للإنسان، من محاصيل وزراعات تتفق وكل موسم، ولتتواءم ـ كذلك ـ مع الأمزجة الفردية، فالبعض يزيد إنتاجه وينشرح صدره في الجو الحار، والبعض الآخر ينشط في الشتاء، وهكذا جاء خلق الفصول والمواسم وتنوعها من أجل الإنسان، ليعمر الكون، ويكون خليفة في الأرض.
قد يكون لكل موسم إيجابياته وسلبياته، والمفترض أن يسعى المرء منا للاستفادة من هذه الإيجابيات، وأن يفكر، ويبتكر لمواجهة السلبيات ومعالجتها.
ونحن على أبواب فصل الشتاء، وكثير من مناطق بلادنا المترامية الأطراف، يواجه برودة قاسية، حيث تصل درجات الحرارة وبخاصة في الليل، إلى الصفر وما دونه وفي غير هذه المناطق أيضا، ونتيجة تغير الأجواء، نتعرض كبارا وصغارا لنزلات البرد التي تتراوح بين الشدة والخفة، البعض يتحملها لقوة بنيته، والبعض الآخر يواجهها بصعوبة، وبخاصة أطفالنا وفلذات أكبادنا. ومما لا شك فيه أن العقاقير والأدوية، إثمها أكبر من نفعها، فهي كيماويات تدخل الجسم، تعالج أعراضاً، وتتلف أجهزة، ولا يمكن لنا أن نواجه نزلات البرد المتكررة، بتكرار هذه الأدوية، التي تعالج في الغالب أعراض المرض، لكنها تعجز عن منعه منذ البداية.فهل من بدائل نعالج بها (هدايا) فصل الشتاء التي يصحبها بقدومه إلى كل بيت من بيوتنا؟!
أول ما يمكن اللجوء إليه في هذا المقام هو تقوية جهاز المناعة، وذلك من خلال الحصول على الفيتامينات التي تساعد على ذلك ، إلى جانب الرياضة نعم ...... الرياضة.
وأهم الفيتامينات المهمة من أجل الوقاية من الأمراض وتقوية جهاز المناعة هي فيتامين (أ) وهناك أيضا فيتامين (ج) أما فيتامين (ب5) ،(ب6) فيقوم بمهمة تنشيط إفراز المضادات الحيوية الطبيعية بالجسم.
وعلى الجانب الآخر، أكد الاتحاد البريطاني لعلماء المناعة أن الرياضة تلعب دورا مهما للغاية في تقوية جهاز المناعة ومكافحة الأمراض، إذ أثبتت الدراسات أن الأشخاص الذين لا يمارسون الرياضة، أي نوع من الرياضة، يصابون بأمراض منها: نزلات البرد والتهاب الجيوب الأنفية والنزلات الشعبية، أكثر بثلاثة أضعاف من الذين يمارسون الرياضة، فالحركة تزيد من إفراز المضادات الحيوية داخل الجسم، مع تجنب الرياضيات العنيفة التي تشعر الفرد بالإجهاد، لما لذلك من أثر سلبي على جهاز المناعة بالجسم، ويكفي أن يمشي المرء منا نصف ساعة يوميا أو الجري - ولو على جهاز الجري – لمدة خمس عشرة دقيقة يوميا، بالإضافة إلى بعض التمارين كل صباح، وقد رأى كثير منا، ممن سافروا إلى بلاد الشرق والغرب، كيف يحرص الأفراد، وكبار السن خاصة، على ممارسة الرياضة بصورة منتظمة. نحن ـ بحاجة ـ فعلا ـ إلى مراجعة أسلوب حياتنا وسلوكياتنا في كثير من مناحي الحياة، وبخاصة في مجال الأكل والشرب، وبحاجة إلى التخلي قليلا من الوقت عن السيارات، وأن نمارس رياضة المشي ـ على الأقل ـ وقد أقامت حكومتنا في كثير من المدن أماكن خاصة بالمشي، ولعلنا نقلد الغرب فيما يفيد، فالعقل السليم في الجسم السليم، وكل شتاء وأنتم بخير.