السرطان ورم خبيث يغتال الأبرياء

اكتشاف 15 ألف حالة في عام .. وعلاجه يصطدم بقلة المراكز المتخصصة

السرطان ورم خبيث يغتال الأبرياء

سعاد الشمراني (الرياض) خالد البلاهدي (الدمام) أشواق الطويرقي (مكة المكرمة) نضال قحطان (جدة)

أخذ المسن أبو محمد مريض السرطان، مكانه بين المراجعين في غرفة الانتظار المكتظة بمستشفى الملك فيصل التخصصي في الرياض، تمهيدا لمقابلة الطبيب بعد انتظار طويل.. وتكشف خطوط وتعرجات التجاعيد المرسومة على ملامحه مدى معاناته مع المرض الخبيث الذي ينهش جسده المنهك، حيث ذكر بنبرة حزن وحسرة «راجعت أحد المستشفيات في مسقط رأسي فأخبرني الطبيب بضرورة مراجعة مستشفى متخصص في علاج الأورام السرطانية، وها أنا اليوم على موعد مع الطبيب بعد انتظار ثلاثة أشهر تقريبا».
ففي الوقت الذي يحتاج مريض السرطان العلاج الفوري والمتابعة المستمرة، إلا أن الأمر يصطدم بمشكلات عدة أبرزها طول مدة المواعيد بين المراجعات، وقلة عدد المراكز المتخصصة لعلاج مثل هذه الأمراض.. «عكاظ الأسبوعية» تجولت في مركز الأورام بمستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض وشاهدت حالات تعاني من هذه المشكلة، حيث كشف مريض فضل عدم الكشف عن هويته، أنه تم تحويله منذ عام من أحد المستشفيات الحكومية لإصابته بالسرطان، وقال بعد الكشف عن حالتي الصحية فوجئت بإعطائي موعدا بعد أربعة أشهر بالرغم من اكتشاف المرض في وقت مبكر.
وأضاف «طول فترة الأربعة الأشهر راجعت عددا من العيادات الخاصة التي أرهقت ميزانيتي ودخلت دوامة الديون».
وتروي تغريد زمزمي (20 عاما) قصتها بالقول «سقطت في دورة المياه منذ ست سنوات حينها تعرضت لإغماء بسيط، ولم اشعر سوى بآلام بسيطة بالرأس وبعد اربع سنوات بدأت اشعر بوخز حاد في منطقة الرأس وصداع خشيت أنني مصابة بمكروه كبير فكتمت الأمر عن الأهل لفترة وبدأت أفقد التوازن وشيئا فشيئا أصبت بشلل نصفي».
وأضافت «أثناء مراجعتي للمستشفى اكتشف أن الورم عبارة عن تجمع دماء بسبب سقوطي أول الأمر، وخضعت لعملية جراحية والآن أنا في مدينة الأمير سلطان للخدمات الإنسانية لعمل علاج طبيعي لأطرافي لمعاودة المشي».
إرادة حديدية
وابتلت عائلة العازمي بالمرض الخبيث وتوفي الأب وأحد الأبناء، فيما أصيبت الأم بسرطان الثدي بعد وفاة ابنها الأول ليأتي الدور على ولديها الباقيين، أحدهما يدعى أنور لم يتجاوز الثانية عشرة من عمره الذي واجه المرض بإرادة حديدية وتحد ليس له مثيل، تقول والدته بقلب مليء الإيمان بحكمة الله في ما كتبه عليها وعلى أفراد أسرتها والدعاء له سبحانه بأن يشفيها ويشفي ابنيها وجميع المرضى وأن يرحم زوجها وولدها، وتقول: ما أصابنا قضاء الله وقدره ولا راد لقضائه فهو الرحيم بعباده.
وأضافت «نعيش في شمال المملكة، ولدينا مواعيد علاج أسبوعية في مدينة أخرى، حيث يتم توفير تذاكر الطيران والسكن مجانا، إلا أننا نعاني من عدم توفر سكن خاص في تلك المدينة رغم ترددنا الدائم عليها»، مستغربة عدم وجود مراكز لعلاج الأورام في المنطقة التي يسكنون فيها فحجم التعب الذي يسببه السفر المتكرر يرهقهم نفسيا.
أما الشاب ثامر السهلي (15 عاما) فقد بترت ساقه بعد إصابته بمرض السرطان، ورغم رفض الأب إجراء عملية البتر إلا أن أطباء المستشفى نجحوا في اقناعه مكرها من أجل السيطرة على الإصابة ومنع انتشار السرطان، وبعدها تمت زراعة قدم صناعية له، وحاليا ينظر للحياة بتفاؤل يحدوه الأمل أن يتمكن من السيطرة على المرض والتخلص من ألم العلاجات، ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل أصبح له دور كبير في إقناع غيره من المصابين للانخراط في العلاج والموافقة على ما يراه الأطباء في مصلحة المريض.
مرادف للموت
ونظرا لما يسبب هذا المرض من رعب كون السرطان مرادفا للموت، وهذا الكابوس عانته زهرة علي التي شعرت بورم في الرقبة مع انتفاخ في الثديين ونزول مادة من الثدي، وقالت «لم أتقدم للكشف لخشيتي من مواجهة الحقيقة، وعندما أطلعت زوجي بشكوكي أجبرني على الكشف، ولكننا واجهنا مشكلات منها بعد المنطقة عن المراكز المتخصصة والمواعيد الطويلة لذلك أصبحت أعاني من الأرق وقلة النوم، لا أعرف ماذا أفعل ولا كيف أتصرف فالخوف من اكتشاف المرض هو أكبر هواجسي».
وأوضح عضو مجلس الشورى السابق واستشاري أمراض الدم في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث مازن خياط، أن بعض المرضى السرطان يتوقفون عن العلاج بسبب ظهور أعراض مثل آلام في المفاصل ونوبات سخونة والزيادة في الوزن والشعور بالغثيان، مشيرا إلى أن المرضى لا يكشفون كثيرا من هذه الآثار الجانبية، وقال «المجتمع لا يهاب مرض السكري كما يهاب السرطان رغم أن الهبوط الشديد لسكر الدم أو ارتفاعه الشديد يهدد حياة المريض، فضلا عن معاناته لتغير نمط حياته وأسلوب غذائه، كونه سببا لفقدان البصر ومشاكل الكلى والغرغرينا، ففي النهاية كلها أمراض ولكن مجتمعنا ينظر لمريض السرطان بأنه ميت لا محالة، ومن الطبيعي أن تنتقل هذه النظرة البائسة إلى الزوجة، فلا بد من تثقيف المجتمع بالمرض وإمكانية علاجه بشكل مكثف».
حضن دافئ
تظل المرأة هي الحضن الدافئ لمواساة المصابين من ذويها والوقوف إلى جانبهم عند الشدائد، وقالت أم فارس ان زوجها مصاب بالسرطان منذ ثلاث سنوات، وتسوء حالته الصحية عاما بعد عام، إذ ان العلاج الكيميائي له تأثير على جسد المريض ابتداء من تساقط الشعر، وتغيير لون الجلد، وغيرها من التغيرات، إضافة إلى هاجس الموت الذي يلازم مرضى السرطان على حد قولها، مشيرة إلى أن زوجها يعيش في حالة عالية من اليأس والعجز بالرغم من نصيحة الأطباء والتشديد على الحالة النفسية لمريض السرطان وما له من دور كبير في علاج مرضى السرطان.
من جانبها، تقول أم لين «زوجي مريض بالسرطان منذ عام ونصف العام، وبعد إصابته بالمرض تحول من إنسان هادئ ومتفهم إلى شخص كئيب لأبعد درجة، ومع كل جلسة علاج ومراجعة مع زوجي في المستشفيات وغرف التنويم وسماع أنين المرضى وردود الأطباء التي قد تكون مطمئنة ومشجعة في فترات أو محبطة لدرجة اليأس أصبت أنا شخصيا بنوبات من الاكتئاب وسوء حالتي النفسية، ومن هنا فإنني أطالب بأن يكون لكل مريض بالسرطان جلسات تأهيل نفسي للمريض وأسرته للتعريف بطرق التعامل الصحيحة لمواجهة المرض، والوسائل الهادفة التي تساعد في الحد من التأثيرات النفسية بسبب الإصابة بأمراض السرطان».
وتؤكد سلمى الغامدي أن زوجة شقيقها تجد صعوبة في التعامل مع زوجها المريض بالسرطان، فإذا ابتسم متفائلا تذرف الدموع أمامه لشعورها بأنها ستفتقده، وأحيانا تعامله كالإنسان العاجز غير القادر على ممارسة أدنى المهمات فتشعره بعدم قوته، وقد يصل بها الحال التحدث أمامه عن وضعها بعد موته وكم تتمنى أن يعيش معها فقط حتى يكبر ابنها ليساعدها على تربية إخوته، وترى سلمى أن من الضروري تثقيف الأسر التي يوجد لديها مصاب بالسرطان وأساليب التعامل مع المريض وعلاجه لرفع معنوياته.
حساسية الموقف
وذكرت سارة الحسن أن التعامل مع مريض السرطان فيه نوع من الصعوبة لحساسية الموقف، فإذا حاولت أن تنسيه مرضه وتفادي الحوار والنقاش مع المصاب فإنه يشعر بعدم الاهتمام والحزن، وإذا حاولت مواساته في مرضه يشعر بالضعف واليأس، مضيفة أن مرض السرطان ليس مرضا قاتلا فقط بل مرض مؤلم جدا سواء من الناحية النفسية أو الجسدية، فبعد الجلسات الكيميائية يتعرض المريض بنوبات من الاستفراغ وحرقة في المعدة.
من جهته، أكد مدير إدارة الخدمات الاجتماعية في الجمعية السعودية الخيرية لمكافحة السرطان إبراهيم الخراشي، أنه لا بد من تهيئة الزوجة وتثقيفها بوضع زوجها الصحي مثل إعطائه الدواء في الوقت المناسب وتوفير بيئة معقمة مناسبة لوضعه الصحي، إضافة إلى تهيئتها نفسيا بأن تتحمل تقلبات مزاجه وتراعي التشوهات الخلقية التي تنتج عن مرضه.
نموذج يحتذى به في قدمت أروع الأمثلة في الصبر وتحدي المرض والتعامل معه بعد مشيئة الله، صورته طفلة في عمر الزهور، فبعد معاناتها من تبعات إصابتها بمرض السرطان بعد ولادتها وظهور آثاره عليها ها هي تظهر شجاعة نادرة في التعايش مع المرض، إنها شهد سلمان العتيبي ذات السبع سنوات، طفلة تعاني من سرطان الدم تم اكتشاف إصابتها بالمرض بعد 21 شهرا من ولادتها، بعد ذلك انتكست حالتها الصحية نتيجة المرض وأصيبت بنزيف نجم عنه إصابتها بالفشل الكلوي ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، حيث أصيبت بفقدان البصر، بالرغم من صغر سنها وفقدها لبصرها إلا أنها تعيش حياة ملؤها التفاؤل، وهي مثابرة على التعليم من خلال التحاقها ببرنامج سند التعليمي، استطاعت حفظ سورة البقرة، والعديد من الأناشيد.
جهود مضاعفة
من جهته، أكد المتحدث الرسمي لوزارة الصحة الدكتور خالد محمد مرغلاني، جهود الوزارة الحثيثة في توفير مراكز متخصصة لعلاج السرطان في جميع مناطق المملكة. وقال «الوزارة بصدد تدشين ثمانية مراكز لأورام السرطان لمواجهة النقص في هذه المرافق الطبية، كما أن لدى الوزارة خطة للانتشار في جميع مناطق المملكة لمواجهة النقص الشديد الذي يعانيه مرضى السرطان من المراكز المتخصصة».
وتابع مرغلاني «موازنة عام 1434هـ تضمنت إنشاء ثلاثة مراكز للأورام في مدن جازان، حائل والأحساء بسعة 100 سرير لكل مركز، لتضاف إلى مراكز الأورام الحالية والبالغ عددها خمسة مراكز تتمثل في مدينة الملك فهد الطبية بالرياض، ومدينة الملك عبدالله الطبية بمكة المكرمة، ومستشفى الملك فهد التخصصي بالشرقية، مركز الأورام بالقصيم ومركز الأورام بالمدينة المنورة».
تشخيص مبكر
وأكدت المشرفة العامة على البرنامج الوطني للكشف المبكر لسرطان الثدي الدكتورة فاتنة الطحان أهمية الكشف المبكر عن أمراض السرطان وأن هذا الأمر يساعد بإذن الله في التمكن من السيطرة على المرض وزيادة نسبة الشفاء.
وأوضحت أن عدد الحالات المصابة بسرطان الثدي خلال العام الماضي 54 حالة من النساء في مدينة الرياض، وأن هذه الحالات بدأت فعليا الخضوع لبرنامج علاجي مكثف للسيطرة على انتشار هذا المرض، مبينة أن سرطان الثدي يعتبر السبب الثاني لوفيات النساء بعد أمراض القلب، مشيرة إلى أهمية إيجاد قوانين صارمة لإجبار النساء على إجراء الكشف الطبي عن هذا المرض وهو ما يأتي في مصلحة المرأة أولا وأخيرا وتقليل نسبة الإصابة به بإذن الله.
وزادت «بعد سن الأربعين تكون النساء أكثر عرضة للإصابة ويلزمها إجراء الفحوصات للتأكد من سلامتها منه»، مبينة أن هناك العديد من الحملات التي تنظم لمساعدة النساء على الوقاية من الإصابة وسرعة اكتشافها، واقترحت بألا يتم التجديد للعاملات سواء في القطاع الخاص أو الحكومي بعد سن الأربعين إلا بعد إجراء الفحص عن سرطان الثدي.
تقنية معتمدة
وأشار الباحث في مجال أمراض السرطان بمستشفى الحرس الوطني بالرياض الدكتور علي يتيم المنتشري، إلى أن هناك العديد من المشكلات التي تواجه علاج هذه الأمراض وهي مشكلات موجودة على مستوى العالم، وقال «لا يوجد تشخيص مبكر لأورام الرأس ويكتشف المرض بعد الشعور بآلام في الرأس سواء بين الصغار أو الكبار بعدها يتم اكتشاف الإصابة بالورم، مبينا وجود تقنية معتمدة من هيئة الغذاء والدواء الأمريكية لعلاج أورام الرحم باستخدام تقنية توجيه الأشعة فوق الصوتية المركزة لرفع درجة حرارة الورم السرطاني والقضاء عليه، وهناك خطوات مستقبلية لاعتماد هذه المنظمة العالمية طرقا لاكتشاف وعلاج أورام البروستاتا، وفي ما يخص أورام المخ فإن هناك أبحاثا ما زالت جارية في هذا الخصوص».
وختم بالقول «أغلب المستشفيات في المملكة لا تنظر لمسألة تخطيط المخ قبل العملية باستخدام أشعة الرنين المغناطيسي الوظيفي باهتمام، هذا مهم للتعرف على أماكن أوامر الحركة واللغة والتفكير قبل البدء في إزالة الورم».
سرطان الثدي
وفي إطار حملتها التوعوية للكشف عن السرطان، نظمت جمعية السرطان السعودية بالمنطقة الشرقية حملة تحت عنوان «الشرقية وردية» وذلك في عامها الخامس على التوالي، وتهدف الحملة للتوعية والكشف المبكر عن سرطان الثدي، حيث أظهرت الفحوصات الأولية إصابة تسع نساء بالمرض الخبيث خلال شهر واحد فقط من بدء الحملة، وجاءت محافظة حفر الباطن الأولى من حيث الإصابة، فيما احتلت محافظة القطيف الأكثر إقبالا على الفحص بواسطة سيارة «الماموجرام».
وأوضحت رئيسة قسم الأشعة بمستشفى الملك فهد الجامعي بالخبر ورئيسة الحملة الدكتورة فاطمة الملحم، أن الحملة تمكنت خلال شهر اكتوبر الماضي من فحص 988 امرأة في مختلف مدن ومحافظات المنطقة، وبينت الفحوصات إصابة تسع سيدات بسرطان الثدي، مبينة أن الحملة منذ انطلاقتها قبل خمس سنوات اكتشفت إصابة 58 امرأة بالمرض من بين 7225 حالة خضعت للفحص، حيث تم تحويل المصابات إلى المستشفيات المتخصصة لتلقي العلاج اللازم.
وأشارت الملحم إلى أن محافظة القطيف جاءت الأولى من حيث الإقبال على الفحص بواقع 181 امرأة، ثم الدمام ثانية بواقع 176 حالة، تليها الخبر وحفر الباطن بواقع 174 امرأة، فيما تصدرت حفر الباطن باقي المحافظات باعتبارها الأكثر إصابة وذلك بواقع ثلاث حالات مصابة.
مدن طبية
ومن جهته، أوضح الدكتور باسم البيروتي استشاري أمراض الدم وزراعة نخاع العظام في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث، أن عدد المرضى المصابين بأورام سرطانية أو أمراض الدم في تزايد مستمر، بحكم زيادة عدد السكان المتصاعد في المملكة، وقال «تختلف النسب من مرض لآخر، فهناك حالة بين كل 100 ألف مواطن، وقد ارتفعت الحالات هذا العام 2013 م إلى قرابة 15 ألف حالة مقارنة 2009 م التي سجلت فيه 12 الف حالة، وهذه النسبة تعد قليلة مقارنة بين المملكة ودول العالم الأخرى».
وأضاف «المراكز الصحية المتخصصة لرعايا المرضى قليلة جدا، وبالتالي فإن خطة الدولة تتمثل في انشاء المدن الطبية لمراكز الأورام». وحول تأخر الكشف الطبي واكتشاف الحالات أشار الدكتور بيروتي الى أن كثيرا من المرضى للأسف لا يطلبون الرعاية الطبية مبكرا، وعلى سبيل المثال تنتظر المرأة رغم مستواها التعليمي المرتفع حتى تلاحظ التقيح والصديد في ثديها لتراجع الطبيب، وعلى دور الرعاية الصحية والمستشفيات العامة توعية المواطنين والمواطنات بأهمية الفحص الدوري.
وقال «هناك ثلاثة أورام من الأهمية الكشف عنها سريعا وهي سرطان الثدي، وسرطان عنق الرحم وسرطان الجهاز الهضمي والقلون، مقترحا دعم المراكز الطبية للقيام بمثل هذه الكشوفات، وتصحيح المفاهيم المغلوطة».
دراسات وأبحاث
وأردف أن العلاجات الحديثة ساهمت في شفاء بعض أمراض الدم وأنواع السرطان الأخرى بنسبة 90-95%، دون اللجوء إلى زراعة الأعضاء أو استخدام مواد كيميائية، وبما يمكن المريض من ممارسة حياته الطبيعية دون معاناة من أي آثار جانبية، وذلك باستخدام العلاج الدوائي (البيولوجي) الذكي وهذا النوع من العلاجات أكثر فعالية في التعامل مع الخلايا السرطانية، وبآثار جانبية أقل على الجسم وهو عبارة عن حبة تؤخذ كل يوم تقضي على المرض بنسبة عالية ويصل سعر حبة الدواء نحو 200 ريال، وهذا الدواء فعال في علاج سرطان الدم الابيضاضي الذي يقوم علاجه سابقا على زراعة نخاع العظم أو الخلايا الجذعية.
وقال الدكتور بيومي «العلاج الكيميائي أصبح من التاريخ، وهناك دراسات وأبحاث من أجل التعرف على الصفات الجينية والمناعية للأورام، لاكتشاف الأدوية التي تعمل على المستقبلات أو التركيبة الجينية للخلايا السرطانية». ويضيف «سرطان الثدي على سبيل المثال كان يعالج بالأدوية الكيميائية أم الآن فيتم بالعلاج البيولوجي الحيوي المضاد لمستقبلات الخلايا السرطانية».
وختم بيومي بالقول «نجري حاليا في المركز عمليات زراعة النخاع الذاتي لبعض الأورام السرطانية، ونسبة نجاحها تضاهي النسب العالمية، كما استفدنا كثيرا من تخصيص مستشفى الملك فيصل التخصصي لـ5 أسرة لزراعة النخاع للأطفال، مما اتاح لنا القيام بالعديد من العمليات الناجحة والمهمة».
نافذة أمل
وأكد رئيس مجلس إدارة جمعية السرطان السعودية بالمنطقة الشرقية الدكتور عبدالعزيز التركي، أن الحملة حققت إقبالا كبيرا هذا العام، بعد أن شارفت على فحص ألف سيدة خلال شهر واحد فقط، وهو ضعف ما تم فحصه طوال السنة الأولى لانطلاقة الحملة.
وقال الباحث والمحلل الاجتماعي والصحي جمعه الخياط، ان مرض السرطان بشكل عام هو نوع من الأمراض يجعل الخلايا المصابة به تنمو وتتغير، وتتضاعف بصورة خارجة عن نطاق السيطرة، ويعطي السرطان مسمى الجزء الذي بدأ منه، أما أورام الثدي فهي أقدم أورام اكتشفت في العالم وأكثرها انتشارا في العالم ولا تزال في تزايد.
وأشار إلى أن سرطان الثدي يشكل ما نسبته 22.9% من جميع أنواع السرطان (باستثناء سرطان الجلد غير «الميلانوم» التي تصيب النساء، وفي عام 2008 تسبب سرطان الثدي في وفاة (458.503) أشخاص في جميع أنحاء العالم ويعتبر سرطان الثدي أكثر شيوعا بمائة ضعف لدى النساء مقارنة بالرجال، وقد كشفت إحصاءات السجل الوطني السعودي للأورام أن سرطان الثدي يأتي على رأس قائمة السرطانات التي تصيب النساء في المملكة، إذ تمثل نسبة الإصابة بنحو (91.8)% من بين الحالات السرطانية الأخرى، ويبلغ المعدل العمري للإصابة 45 عاما.
وتزداد نسبة الإصابة بهذه الأورام في السيدات اللاتي لم يرضعن أو يحملن أو في حالة وجود إصابات مماثلة في الأقارب من الدرجة الأولى كالأم والأخت، كما تزداد النسبة في السيدات اللاتي يتعاطين هرمونات تعويضية بعد ما يسمى بسن اليأس. وتكمن خطورة هذه الأورام في تأخر تشخيصها للمرحلة الثالثة (40% من السعوديات المصابات بسرطان الثدي يشخصن في المرحلة الثالثة، كما افادت إحصاءات السجل الوطني السعودي للأورام) مما يترتب عليه انتشارها وبالتالي صعوبة استئصالها والشفاء التام منها.
وأكد أن أهم طرق الوقاية من أورام الثدي تكمن في التشخيص المبكر حيث تبلغ نسبة الشفاء بمشيئة الله أكثر من 90% حالة تشخيص الورم في مراحله الأولى.
وأكد الدكتور اشرف رشاد استشاري النساء والتوليد والعقم، أن أفضل وسائل النجاح في المعالجة والقضاء على الأورام للسيدات هو الاكتشاف المبكر للمرض من خلال الفحوصات الدورية وخاصة بعد سن الخامسة والعشرين للمرأة سنويا، وأن تطبيق وسائل الكشف المبكر عنها بغية تشخيص وجودها في مراحل أولية وبدء العلاج السليم لاستئصال خطرها هو ما يجب ألا يغيب عن ذهن المرأة إطلاقا وبالتالي إزالة تهديدها للسلامة الصحية.
وبين الدكتور خالد تيمور استشاري الاستعاضة الصناعية لأجزاء الوجه والفكين، أن سرطان الفم يعتبر سابع أكثر أنواع السرطانات شيوعا في العالم وأكثر مكان في الفم إصابة هو اللسان والشفة السفلية، مضيفا أن هناك عوامل مساعدة مسببة لسرطان الفم وهي التعرض لأشعة الشمس لفترات طويلة والتدخين والأطعمة الحريفة (الحارة) وتناول الخمور.
وبالنسبة لأورام المثانة البولية وذكر الدكتور محمد حماد القاضي استشاري جراحة المسالك البولية بمركز مكة الطبي بالعاصمة المقدسة، أن أورام المثانة البولية يعد من الاورام التي ارتفعت نسبة اكتشافها في دول الشرق الاوسط نتيجة التقدم الذي حدث في اجهزة الاشعة التشخيصية ودلالات الاورام والتقدم الهائل في مناظير المسالك البولية، وقال «تعتبر أورام المثانة البولية من الأكثر انتشارا في امريكا وأوروبا وكذلك الشرق الاوسط وتحديدا في الدول العربية خاصة في مثل والسودان».
وأكد الدكتور عصام شفيق عبدالوهاب استشاري ورئيس قسم التخدير وعلاج الآلام بمركز مكة الطبي بالعاصمة المقدسة، أن المفاهيم الشائعة بين كثير من الناس ان مريض السرطان يعاني من الالم الشديد طول الوقت وهذا المفهوم غير صحيح، حيث انه من غير الضروري ان يعاني مريض السرطان طوال الوقت من الالم كما ان الالم اذا وجد لا يستمر طوال الوقت، وتؤكد الاحصائيات الطبية الحديثة ان الألم يظهر بأنماط متفاوتة عند نسبة تراوح بين 30-40% من المرضى المعالجين من السرطان.